10-أكتوبر-2022
بيئة العمل سامة

أجرى باحثان في كلية "سلون" لإدارة الأعمال التابعة لـ"معهد ماسشتنستوتس للتكنولوجيا" (MIT) بحثاً كشفا فيه أن ما يقارب 30 مليون أمريكي، أو واحد من كل تسعة أمريكيين، يعتقدون أن بيئة عملهم "سامة".

هذا حقّاً وباء منتشر. هذه المشكلة تؤثّر على مئات الملايين في العالم

وعلّق "تشارلي سول" (Charlie Soul)، أحد الباحثين، على نتائج البحث متأسّفاً: "هذا حقّاً وباء منتشر. هذه المشكلة تؤثّر بعشرات الملايين في أمريكا فقط."

وقد استند البحث على تحليل 1000 دراسةٍ سابقة وجمع بياناتٍ من أكثر من أربعة ملايين موظّف ٍمن مراجعات موقع Glassdoor. وقد توصّل البحث إلى وجود ثلاثة عوامل تساهم في هذه "السمومية"، هي:

  1. الإدارة السيئة
  2. العادات الاجتماعية المؤذية
  3. الأدوار الوظيفية غير الواضحة.

وأجرى موقع "بيزنس إنسايدر" مقابلةً مع الباحث "سول" ركّزت على نتائج هذا البحث، الذي قام به مع البروفيسور في معهد MIT "دونالد سول".

العادات الاجتماعية السيئة

تتحوّل بعض السلوكيات السلبية إلى عاداتٍ سائدة داخل شركةٍ ما، منها مثلاً التأخّر في دخول الاجتماعات، وهو ما قاله "سول" في المقابلة: "عدم احترام العاملين لوقت بعضهم البعض، وعدم مبالاتهم بالتواجد في الوقت المحدّد، هذه العادات غير سوية وتساهم في جعل بيئة العمل بيئةً سامة." واستشهد "سول" بمثالٍ آخر هو الصراخ في حال نشوب خلافٍ في الآراء بين موظّفين.

وشدّد سول أيضاً على الدور المحوري لشخص المدير في ترسّخ هذا الجو السلبي في بيئة العمل، إذ قال أن بعض الحالات التي مرّت عليهم كانت لأماكن عمل خُلقت فيها هذه الثقافة "السامة" قبل 10 أو 15 عاماً، ورحل جميع المديرين السابقين، ولكن العادات والمناخ السيئ استمرا حتى بعد رحيلهما.

الإدارة السيئة

ينبّه "سول" هنا إلى أن المديرين من الدرجة الثانية يساهمون أيضاً في خلق جوٍّ سلبي في بيئة العمل، تماماً كذوي المناصب الأعلى: "إذا كان لديك في شركتك مديرٌ له عاداتٌ سيئة سواءٌ مدير ثانوي أو مدير رئيسي، مثل التعامل غير المحترم أو التعدّي أو تفضيل بعض العاملين على بعض، أو عدم المساواة في التعامل على أساس الجنس أو العرق، فاعلم أن ذلك سيكون له أثرٌ سلبيٌّ جداً على ثقافة مكان عملك."

وأضاف "سول" أنه حتى لو لم يكن المدير هو نفسه شخصاً سيئاً، فإن الجهل أو غياب الكفاءة أو اللامبالاة كافيةٌ لتغذية الثقافة السامة في مكان العمل.

أدوارٌ وظيفية غير واضحة

عندما يكون الدور الوظيفي الذي يؤدّيه عاملٌ ما غير واضح، فيؤدّي هذا إلى إثقال كاهله بالعمل، وهو ما يُصيب العامل بالحيرة وهو لا يعرف تماماً ما هي مسؤولياته أو من هو مديره، ويتبع ذلك الاستنزاف والإرهاق.

عندما يكون الدور الوظيفي الذي يؤدّيه عاملٌ ما غير واضح، فيؤدّي هذا إلى إثقال كاهله بالعمل

ويعلّق "سول" على ذلك: "إذا كان دورك غير واضحاً، فهذا عاملٌ آخر يساهم في ترسيخ الثقافة السامة في بيئة العمل... وإذا وُضع العاملون تحت إدارةٍ لصيقة لا تمنحهم الاستقلالية لإتمام وظائفهم، فهذا أيضاً يؤدّي إلى الإرهاق والسمومية."