13-يوليو-2020

شروط جديدة تضعها الإدارة الأمريكية أمام مخطط الضم (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشفت تقارير صحفية عبرية عن وجود شروط جديدة وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفترض على الجانب الإسرائيلي تحقيقها لإعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط عملية ضم جزء من أراضي الضفة الغربية المحتلة، بينما نقلت على لسان مسؤولين إسرائيليين قولهم إن عملية الضم يجب أن تتم خلال الشهرين القادمين، قبل موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

كشفت تقارير صحفية عبرية عن وجود شروط جديدة وضعتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفترض على الجانب الإسرائيلي تحقيقها لإعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط الضم

وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة (كان 11) إن الإدارة الأمريكية اشترطت على الحكومة الإسرائيلية ضمان استقرار الحكومة الائتلافية المشكلة من تحالف بين حزب الليكود بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من طرف، وتحالف أزرق – أبيض بزعامة بيني غانتس من طرف آخر، للشروع بمسار الضم، لا الاستعانة بمخطط الضم كجزء من الوعود الانتخابية.

اقرأ/ي أيضًا: ما بين استثمار ولاية ترامب والضغط على السلطة: خلاف أمريكي على ضم الضفة الغربية

بينما كان نتنياهو قد أكد بعد يوم واحد (25 أيار/مايو الماضي) من بدء محاكمته في قضايا فساد متهم بها أن عملية ضم أجزاء في الضفة الغربية ستكون من أولى مهام الحكومة الجديدة مطلع الشهر الجاري، وذلك في أعقاب إعلانه تشكيل الحكومة الائتلافية مع غانتس، متجاهلًا بذلك تحذيرات الدول الغربية من فرض عقوبات اقتصادية على تل أبيب، في حال مضت بتنفيذ مخطط الضم متجاوزة بذلك بنود القرار الأممي رقم 2334 الذي يطالبها بإيقاف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي المحتلة.

كما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى مطالبة الإدارة الأمريكية تل أبيب بالعمل على تقديم تسهيلات للسلطة الفلسطينية بهدف حثها على العودة إلى طاولة المفاوضات، على أن تتضمن موافقة الإسرائيليين على بناء آلاف الوحدات السكنية للفلسطينيين، وهو ما يشير لتأثير الانتخابات الأمريكية على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان في وقت سابق يدفع باتجاه صفقة القرن، قبل أن تتعثر مخططات إدارته نتيجة تراجعه في استطلاعات الرأي عى المستوى الوطني أمام منافسه الديمقراطي جون بايدن.

تتوافق التصريحات التي نقلتها "كان" على لسان من وصفتهم بمصادر إسرائيلية، مع التصريحات التي أطلقها رئيس الكنيست السابق إبراهام بورغ الذي أكد في مقابلة مع إحدى الصحف الإيطالية على أن ترامب هو من أوقف الضم، لأنه لم يعد لديه الوقت لمساعدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "على إنقاذ نفسه بضم الضفة الغربية وغور الأردن".

ووصف المسؤول الإسرائيلي السابق ترامب وحليفه نتنياهو في حديثه مع الصحيفة الإيطالية بأنه "يتملكهما جنون النرجسية"، وذلك وفقًا للترجمة العربية التي نشرتها وكالة الأناضول التركية، مضيفةً نقلًا عن بورغ قوله إن ترامب ونتنياهو "عديما الضمير والأخلاقيات، مستعدان للانقلاب على أي شخص فقط لإنقاذ نفسيهما، والحفاظ على السلطة"، ومشيرًا في الوقت ذاته لصعوبة "وضع توقعات حول سياسة الضم، لأنه لا توجد شفافية في هذه الخطة".

وفي تناقض مع موقف بعض الدول العربية الرافض لمخطط تل أبيب بشأن الضم، أشار وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين إلى مضي الدول العربية قدمًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى لو كان الحل السلمي مع الفلسطينيين "يبدو مستحيلًا"، مضيفًا أن تل أبيب ستمضي قدمًا في تنفيذ مخطط الضم على الرغم من جائحة فيروس كورونا الجديد قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، نظرًا لوجود تخوفات لدى المسؤوليين الإسرائيليين من معارضة الإدارة الجديدة – في حال هزيمة ترامب – لمخطط الضم.

اقرأ/ي أيضًا: سفير إماراتي يكتب للإسرائيليين: الضم يعرقل محاولاتنا لتعاون أعمق معكم

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت على لسان كوهين مطلع الشهر الجاري تأكيده عدم وجود رغبة لدى الحكومة الإسرائيلية بالإعلان عن بدء عملية الضم كما كان متوقعًا في الأول من تموز/يوليو الجاري، متوقعًا أن تكون الفرصة الأفضل للضم خلال آب/أغسطس القادم، وشدد على أن فرض الضم قائمة حتى نهاية أيلول/سبتمبر القادم، قبل أن تغلق نهائيًا بسبب دخول واشنطن مرحلة التحضير لانتخابات الرئاسة الأمريكية.

 أشار وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين إلى مضي الدول العربية قدمًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى لو كان الحل السلمي مع الفلسطينيين "يبدو مستحيلًا"

كمكا كانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد أشارت في تقرير سابق لوجود خلافات بين الإدارة الأمريكية على عملية الضم، من حيث دفع سفير واشنطن في تل أبيب ديفيد فريدمان باتجاه عملية الضم بشكل فوري بهدف استثمار وجود ترامب في البيت الأبيض، في مقابل رفض مستشار الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط جاريد كوشنر تنفيذ مخطط الضم في الوقت الراهن، باعتباره يهدد عودة السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات، فضلًا عن أنه ينظر إلى سباق الانتخابات الرئاسية لفوز ترامب بولاية ثانية في البيت الأبيض، على أنه من الأولويات القصوى للإدارة الأمريكية الحالية.