24-يونيو-2020

خلافات داخل إدارة ترامب بشأن ضم الضفة الغربية (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

كشفت تقارير صحفية عن عقد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا داخليًا غير رسمي بحث خلاله مسؤولون أمريكيون موقف البيت الأبيض من إعلان الحكومة الإسرائيلية ضم أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية المحتلة، مشيرةً إلى وجود انقسام بين مسؤولي الإدارة الأمريكية إلى فريقين، يرى الأول أن هناك ضرورة لاستثمار تل أبيب وجود ترامب في البيت الأبيض للمضي في عملية الضم، فيما يرى الفريق الآخر أنه لا يجب استخدام عملية الضم كورقة للضغط على السلطة الفلسطينية للعود إلى طاولة المفاوضات، والقبول بما بات يعرف بصفقة القرن.

ناقش الاجتماع الذي عقد ليلة الثلاثاء - الأربعاء احتمالية أن تكون عملية الضم فرصة لإشراك الفلسطينيين في مفاوضات حول صفقة القرن أم أن الخطة أصلًا هي مجرد ستار للضم

كما ناقش الاجتماع الذي عقد ليلة الثلاثاء - الأربعاء، حسب ما نقل "موقع عرب 48" عن صحف أمريكية، احتمالية أن تكون عملية الضم فرصة لإشراك الفلسطينيين في مفاوضات حول صفقة القرن أم أن الخطة أصلًا هي مجرد ستار للضم، دون أن يتوصل المجتمعون لقرار واضح بشأن عملية الضم، مع تشديد الإدارة الأمريكية على توصل الحكومة الإسرائيلية المنقسمة حول القضية إلى توافق قبل المضي قدمًا في أي إجراءات.

اقرأ/ي أيضًا: سفير إماراتي يكتب للإسرائيليين: الضم يعرقل محاولاتنا لتعاون أعمق معكم

وقالت تقارير صحفية إن الاجتماع حضره سفير واشنطن في تل أبيب ديفيد فريدمان، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، بالإضافة إلى وزير الخارجيّة مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وموفد الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش، ونائب الرئيس مايك بنس، دون أن يكون ترامب حاضرًا في الاجتماع، مع وجود ترجيحات حول إمكانية انضمام ترامب إليهم في وقت لاحق مع استمرار الاجتماعات.

فيما نقلت وكالة رويترز عن مصدر في الإدارة الأمريكية مطلع على النقاشات المرتبطة بعملية الضم قوله إن من بين الخيارات الرئيسية المتوقع بحثها عملية تدريجية تعلن بموجبها إسرائيل "السيادة" مبدئيًا على عدة مستوطنات قريبة من القدس بدلًا من 30 بالمائة من الضفة الغربية الواردة في خطة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأصلية.

ووفقًا لصحفية نيويورك تايمز الأمريكية فإن السفير الأمريكي فريدمان يظهر حماسة اتجاه عملية الضم بشكل فوري أكثر من الحماسة التي أظهرها اتجاه صفقة القرن، مضيفة أن الدبلوماسي الأمريكي يعتبر أن تأخير عملية الضم سيعرض الخطة للخطر في حال لم يستطع ترامب الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض في انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

وتضيف الصحيفة الأمريكية موضحة أن وجهة النظر السائدة داخل الإدارة الأمريكية تميل لكفة مستشار الرئيس الأمريكي كوشنر، والذي يؤكد على أن يكون مخطط الضم تهديدًا لحث السلطة الفلسطينية على العودة إلى طاولة المفاوضات، لافتةً إلى ملاحظة محللين ومسؤولين أمريكيين أن موقف كوشنر يجعله في موضع "المحتاط" من أن يكون ترامب في البيت الأبيض لولاية واحدة، بمعنى ألا يعاد انتخابه لولاية ثانية مجددًا.

بحسب الصحيفة نفسها، فإن الخلافات بين فريدمان وكوشنر بدأت لحظة إعلان إدارة ترامب عن صفقة القرن، وإعطاء الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية للمضي بضم مناطق واسعة من الضفة  قبل أن يتم التراجع عنه، موضحة أن موقف فريدمان الذي يدفع باتجاه الضم يرجع لعلاقته الوطيدة مع نتنياهو، وسفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر، فيما تشمل مهام كوشنر إدارة السياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط، والإشراف على حملة ترامب الانتخابية.

اقرأ/ي أيضًا: العتيبة عبر "يدعوت أحرنوت".. نقاش إسرائيلي إسرائيلي

تشير نيويورك تايمز أيضًا إلى تكرار مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين توجيه السؤال لفريدمان حول إن كان حديثه عن عملية الضم يعبر عن موقف شخصي أو موقف الإدارة الأمريكية، قبل أن تستدرك بالقول إن الخلاف بين المسؤوليّن الأمريكييّن ليس على الضم إنما على التوقيت، مضيفةً أن فريدمان فشل بالتوسط بين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس في ظل خلافهما على عملية الضم.

الخلاف بين المسؤوليّن الأمريكييّن ليس على الضم إنما على التوقيت

وكان نتنياهو قد أكد بعد يوم واحد من بدء محاكمته في قضايا فساد متهم بها أن عملية ضم أجزاء في الضفة الغربية ستكون من أولى مهام الحكومة الجديدة مطلع الشهر القادم، وذلك في أعقاب إعلانه تشكيل حكومة ائتلافية مع زعيم ائتلاف أزرق أبيض بني غانتس، وهي خطوة مقررة تثير انتقادات دولية متزايدة،  خاصةً بعد انهيار مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية، ورفض تل أبيب تنفيذ بنود القرار الأممي رقم 2334 الذي يطالبها بإيقاف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي المحتلة.