18-فبراير-2024
توقفت الميليشيات الموالية لإيران عن استهداف القوات الأمريكية بالمنطقة

(AP) توقفت الميليشيات الموالية لإيران عن استهداف القوات الأمريكية بالمنطقة

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن إيران تحث الجماعات المسلحة الموالية لها على ضبط النفس تجاه القوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالمنطقة قولهم إن إيران، رغم حرصها على تعطيل المصالح الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط، لكنها تخشى المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة.

وأضاف المسؤولون العراقيون واللبنانيون للصحيفة، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن كبار المسؤولين في إيران يحثّون الجماعات المسلحة التي يدعمونها في اليمن وسوريا والعراق على تجنب التصعيد مع الولايات المتحدة.

وفي ظل عدم وجود وقف لإطلاق النار في الأفق، قالت الصحيفة الأمريكية إن إيران تواجه الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن لناحية قدرتها على ممارسة نفوذها على هذه الميليشيات المتحالفة معها.

تحثّ إيران الجماعات المسلحة المدعومة منها على وقف استفزاز القوات الأمريكية في المنطقة بهدف تجنّب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة

ولفتت الصحيفة إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا لم تهاجم القوات الأمريكية منذ أكثر من 13 يومًا، ووصفت ذلك بأنه: "هدوء غير عادي منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر"، فقد أوقفت هذه الميليشيات هجومها على القواعد الأمريكية حتى بعد مقتل مسؤول كبير في "كتائب حزب الله" في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد.

وقال مسؤول أمريكي لـ"واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويته: "ربما أدركت إيران أن مصالحها لا تخدم من خلال السماح لوكلائها بقدرة غير مقيدة على مهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف".

في المقابل، تتخذ إدارة الرئيس جو بايدن نهجًا مماثلًا مع إيران. ففي ردها على مقتل 3 أفراد من قواتها في الأردن، فضّلت القوات الأمريكية ضرب وكلاء إيران في العراق وسوريا على ضرب أهداف داخل إيران.

وترى الصحيفة أن ما يؤكد توجه إيران الجديد لناحية تجنّب التصعيد مع الولايات المتحدة، هو إرسالها قادة عسكريين ودبلوماسيين إلى جميع أنحاء المنطقة للقاء المسؤولين المحليين وقادة المليشيات المدعومة منها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي له علاقات وثيقة مع تلك الميليشيات: "إن إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة".

وبيّنت الصحيفة أنه بعد أيام من إعلان "كتائب حزب الله" مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة جنود الاحتياط الثلاثة في الجيش الأمريكي، وصل قائد عسكري إيراني إلى بغداد للقاء قادة الميليشيا والضغط عليهم من أجل إصدار بيان يعلّقون فيه الهجمات على الأهداف الأمريكية في المنطقة. وقال المسؤول العراقي إن قادة الميليشيا لم يكونوا راضين عن التعليق، لكنهم استجابوا لطلب الدولة التي قامت بتدريب وتسليح قواتهم.

أما بشأن "حزب الله" والتصعيد في جنوب لبنان، فقالت "واشنطن بوست" إن المسؤولين الإيرانيين حذّروا الحزب من الحرب مع "إسرائيل". وترى الصحيفة الأمريكية أن رسالة طهران للحزب قد لخّصها أحد قادة الأخير بقوله إنهم ليسوا حريصين على إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أي سبب لشن حرب أوسع على لبنان أو في أي مكان آخر.

وبينما اعتبر المسؤولون الإيرانيون أن "محور المقاومة ينتصر"، لكون الحرب على غزة حولت تركيز العالم مرة أخرى إلى الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وفقًا للصحيفة، فإنهم حذروا في المقابل من أن هذه المكاسب قد تضيع إذا فتحت "إسرائيل" جبهة أخرى في لبنان.

وترى الصحيفة أن الجهود الإيرانية كانت فعالة، فعلى الرغم من الهجمات المميتة شبه اليومية جنوب لبنان، لم يصل الأمر بزعيم "حزب الله" إلى حد إعلان الحرب.

كما توقفت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا عن مهاجمة القوات الأمريكية منذ 4 شباط/فبراير، وذلك على الرغم من الضربة الأمريكية في 7 من الشهر نفسه التي أدت إلى مقتل القيادي في "كتائب حزب الله" أبو باقر الساعدي.