24-فبراير-2019

مارك شاغال/ روسيا

الصمت:

عادة ما يفطران صامتين. السمكتان تتحركان في حوض المياه، الفاصل بينهما وهما يحتسيان القهوة.

هو يدخن..

وهي تلوك ببطئ الخبز بالزبدة..

وسط الصمت.

ينظر إلى ساعته. يضع كوفيته وينزل. تتنفس.. تنظر إلى ساعة الحائط. تلم الطاولة على مهل، تترك منفضة السجائر مكانها. تسوي مظهرها أمام المرآة.. وتنزل.

ويبقى المنزل للصمت.

 

المكاتب:

هو في مكتبه. أمامه الحاسوب الحجري الأبيض.

هي في مكتبها. أمامها طابور العملاء الطويل.

بالكاد يصحّح النصوص التي ترد. معظمها لبعض الهواة، مليئة بالأخطاء اللغوية. أحيانًا تفرض عليه نصوص معينة لأشخاص معينين.

توقع الأوراق وتختمها. تكسر التكرار بالثرثرة. الصف أمامها يقصر ويطول.

ينقضي اليوم مثل سيجارة طويلة.

يغادر المجلة...

تغادر البنك.

 

البيوت أسرار:

يفرغ مساءه في البارات. يعود وهي نائمة. تحسّ ترنحه في المكان، تقيأه في المرحاض، صوت السيفون... تشم سيجارته في آخر الليل.

هي: "كثيرًا ما فكرت في قتله: تسميمًا، خنقًا، طعنًا... لكنني أتراجع!".

هو: "عندما أدخل أجدها سابحة في النوم. أتأملها.. تكون جميلة!".

 

حوار:

- لماذا أنت هكذا؟!

- أنت الذي تغيرت...

- كنت جميلة!!

- جيد أننا بلا أولاد.

تبكي.. يتركها ويصفق الباب.

 

؟؟؟:

هو: يدخل العمارة. يصعد الدرج. يطرق طرقات ثلاث. يفتح الباب.. الكنبة الحمراء بملمسها الناعم، موسيقى الجاز الهادئة ذات الإيقاع الهادئ المنساب، كأسا الويسكي بالثلج.

هي: تدخل العمارة. تصعد الدرج. تطرق الباب.. خمس طرقات. يفتح...الكنبة الخشنة الباردة، الصورة المعلقة التي لا معنى لها، النبيذ الرخيص المغثي.

هو: "عيناها صقيع لا نهائي.. آه كم أفتقد ذلك الجسد الخاص، ذي الرائحة الخاصة.. وعيناها الضاحتان أبدًا.. تضحك بعنجهية.. فمها خاتم صغير حينما تضحك أو تبتسم.. شربت كثيرًا ودخنت كثيرًا، وفكرت كثيرًا أيضًا.. لكني دائمًا أصطدم باللاجواب؟".

هي: "ظن نفسه شيئًا.. يقرأ الكثير من الكتب.. بربري الكلام.. يتكلم في الوقت المناسب. ألوانه غير متناسقة: قميص وردي على ربطة عنق خضراء!! يناسق ألوانه بعناية.. وأنا أستلذ بصورته القديمة، المطبوعة في القلب، والتي، الآن؟".

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

دفتر لأنفاس الهايكو

علامات المرآة الأخيرة

دلالات: