19-فبراير-2019

ري هيرماسو/ اليابان

كونشيرتو يهبط الدرج

  • إلى يارا

I

سربُ السنونو وصلَ باكرًا هذا العام.

في مخيّلة الربيع تفتَّحتْ زهرةٌ نادرة.

 

II

قُرابةَ منتصفِ ليلٍ دافئ

حدثَ ذلك،

همست نجمةٌ لأختها باسمِك.

 

III

بيجامتكِ الصفراء بَليت منذ زمنٍ بعيدٍ،

صورتُها حيَّة في ذاكرتي.

 

IV

ساقان قصيرتان تهمزان صدري

الحصانُ البشريُّ يعدو.

 

V

غرفتُكِ في الطابق الثاني مهجورة

مع ذلك لم تبرحها الأحلام.

 

VI

أعرفُ أنَّك لست في البيت.

ولكن ما هذا

الكونشيرتو الذي يهبطُ الدرج.

 

VII

نهرٌ واحدٌ له ثلاثُ ضفاف،

قلبُك.

 

VIII

الشرقُ والغربُ، الشمالُ والجنوبُ جهات.

قلبي دائرةٌ أنتِ نقطتُها.

 

IX

شمعةٌ وجيرانيوم ويدُ أمٍّ.

القمرُ بيدرٌ من حنطةٍ هذي الليلةَ

وأكثر استدارةً من المعتاد.

 

X

الثوبُ الطويلُ الذي ترتدينه الآن

بياضه

انعكاسُ أعماقك.

 

XI

يداك كبرتا،

في حنوِّ أمٍّ مبكِّرة

راحتا تجمعان أوارق الخريف

التي تساقطت حولك.

 

XII

يا ابنتي

دعينا نعود إلى البيت على دراجتك

التي سقطت في مياه الزمن العميقة؟

 

قصيدة ملحمية

ماذا يقرأ الرجل الجالس أمام البحر:

رسائل الغرقى؟

*

 

لو كنت أعرف أسماء النجوم

ما وصلت متأخرًا إلى هذا الحد.

لربما لحقت آخر القافلة.

*

 

لجدي لغة شعرية أفضل مني:

كنت أعرف وهو يمجُّ سيجارته بشفتيه الزرقاوين

أنه يعكف على قصيدته الملحمية.

*

 

فوجئت أنه لم يورثني شعريته عندما أصغيت إلى صمت أخي.

*

 

عنب حامض

حجر

يسقط

 

الموج دائرة بعد دائرة.

 

فم

ظامئ،

 

النبع قريب.

*

 

ذلك المنحى العجيب

له اسم واحد: هندسة مجهولة.

*

 

تجلسين على بعد خطوتين منه،

الواحة التي تمضي إليها قافلته تبتعد.

*

 

الربيع والخريف لا يلتقيان

إلا في خيال شجرة تظن أنها دائمة الخضرة.

*

 

الوردة التي قدمها لك،

لم تشعر بالغرابة،

سرعان ما تعرفت إلى نفسها.

*

 

الدوريُّ الذي تركته هناك،

لم يكبر أو يصغر.

ظل على حاله في الأغنية.

*

 

حافلة حمراء

لن نراها مرة ثانية.

وجوه

عائدة من مناسك باطلة.

*

 

مزهرية زرقاء اختفت من نافذة،

"فم السمكة" تمد جذورها أعمق

في صدع جدار مهجور.

*

 

بين صخور العالم

بقوة

تشقين طريقك أيتها الزهرة العنيدة.

*

 

سنلتقي مرة أخرى بجانب النهر،

لكن أين غاضت مياهه؟

الجروح الخثينة تتلئم تحت السطح.

*

 

أعرف أن الشمس ستكون هناك،

هذه المرة احتاج الى الظلال لكي أودع فيها هزيمة يديَّ.

*

 

أتقدم خطوة واتراجع

في المرتين أسقط في الفخ.

*

 

منذ زمن طويل لم أذق طعم العنب الحامض،

 

أظن أنه لا يزال لاسعًا.

 

 

بوغنفيلية على حائط أبيض

ليس غريبًا أن تسمى مجنونة

أنظر

لا تعرف حدودًا.

*

 

أو حتى جهنمية.

ألسنة اللهب

تأتي على الأوراق الخضراء

*

 

رأيتها في غير مكان

لكنها هنا

في بيتها.

*

 

الصيف فصلها المفضل

بيد أن الخريف

ممكن أيضًا.

*

 

لست وحيدًا تحت الظل الوارف

هناك عيون لا أراها

تحدّق.

*

 

ورقة بيضاء

في درجة حرارة أربعين في الظل

الأرض جاهزة.

*

 

لا رائحة لهذه الأزهار الملتهبة،

في الخيال

شيء حسيٌّ

ينفجر.

*

 

في قلب الأكمام الأرجوانية

تولد زهرة بيضاء

زر قميص.

*

 

مثل آذان الفيل الهندي

خطوطها المتعرجة

راحة يد أم.

*

 

تروح وتجيء

هذه النحلة

ظمأى.

*

 

الألوان الفاقعة فخّ

النحلة

لم تتعلم الدرس.

*

 

الأبيض والبنفسجي والبرتقالي

ألوان

اليخضور في مهمة سرّية.

*

 

باب ينفتح

تدخل هذه الزهرة المنفصلة

قلبي.

*

 

لو لم أكن محمومًا

ما رأيت

القمر في راحة كفي.

*

 

طريقي طويلة

ساهرون على الأرق

رفاقي.

*

 

أسمع الذئب يعوي بتقطع

نارٌ متقدةٌ

شاعرٌ أموي.

*

 

زهرة الشيح صفراء ومعزولة.

 

في جيبي

جلبة رائحة.

*

 

أمشي على يسار الشعرى اليمانية

الطريق تتغير

قدماي هما هما.

*

 

أصفِّر لكي أؤنس نفسي

يرد الصفير

رفيق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصيدتان إلى طفل في الخامسة

أمجد ناصر في "هنا الوردة".. مساءلة التغيير