07-نوفمبر-2017

رياض محرز بين بول بوغبا ومروان فيلايني في مواجهة مانشستر يونايتد وليستر سيتي (مايكل ريغان / Getty)

بعد فشل منتخب اسكتلندا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، خرج مدرب المنتخب الذي استقال من منصبه غوردو ستراشان ليتحدث عن أن فشل منتخبه في التصفيات يعود لسبب رئيسي وغريب وهو "طول اللاعبين".

مانشستر سيتي يملك أقصر فريق في إنجلترا وهو متصدر الدوري

صرح غوردو ستراشان بعد مغادرة تدريب منتخب اسكتلندا قائلًا "نحن على مستوى الجينات كنا ثاني أقصر فريق إلى جانب إسبانيا"، ومتناسيًا أن المنتخب الإسباني الذي تحدث عنه هو أحد أفضل المنتخبات الأوروبية ويضم لاعبين فازوا سابقًا بمونديال 2010.

اقرأ/ي أيضًأ: 4 دروس من ليلة مأساة تشيلسي وعقم برشلونة

يمكن أن يكون للطول تأثير محدود في كرة القدم، على سبيل المثال حين يتدخل لاعب لقطع ركنية أو حين ينجح بقطع الكرات في وسط الملعب بسبب قوته البدنية وقدراته على تحويل الكرات بالرأس، إلا أن أهمية الطول باتت تنحسر تدريجيًا في اللعبة مع تطوّر التكتيك. وتعد إنجلترا أكثر الدول التي يُعرف استخدام أنديتها وحتى منتخباتها للكرات الطويلة والاعتماد على تحويلها من المهاجمين وكان الهدف من اللعب بهذه الطريقة هو اختصار المسافات على أرض الملعب، لكن اليوم بات الأمر مختلفًا قليلًا ولم تعد للكرات الطويلة أي قدرة على حسم اللقاءات إلا بشكل محدود ومن هنا فإن العامل البدني وإن كان مُهمًا إلا أن عامل الطول ليس الأهم في عالم الكرة ولا يؤثر على النتائج.

في دراسة أجرتها CIES أثبتت أن فكرة تأثير الطول على نتائج المباريات ما هي إلا بدعة، وأظهرت أنه من بين الأندية العشرين في البريمييرليغ فإن الفريق الذي يتصدر الدوري مانشستر سيتي يملك أقصر فريق في البطولة بمعدل طول لا يتجاوز 179 سنتمترًا، كذلك فإن بعض الأندية التي تعد من الأفضل في أوروبا مثل برشلونة وليون ونيس وريال مدريد وإشبيلية تملك فرقًا بمعدلات طول لا تتجاوز 182.1 سنتمتر.

وفي الوقت الذي لا يؤثر الطول على الأداء الجماعي للفريق فإن الدراسة تؤكد أن اللاعبين قصار القامة بشكل كبير يواجهون مشاكل كبيرة في إثبات أنفسهم للعب في الأندية الأوروبية الكبرى، إلا أن هناك استثناءات دائمة فلا يمكن أن ننسى أن طول دييغو مارادونا لا يتجاوز 1.65 مترًا فيما يلامس طول الأرجنتيني ليونيل ميسي 1.7 مترًا وهو أحد أفضل لاعبي العالم في الوقت الحالي، وهي حالة مشابهة لما حدث مع النجم الجزائري رياض محرز الذي قال له مدربوه أإه لن ينجح في الدوري الإنجليزي الممتاز بسبب ضعف قوته البدنية وقصر قامته إلا أن اللاعب الجزائري نجح بإثبات عكس ذلك مع ليستر سيتي وحسم الدوري مع الثعالب وحاز على جائزة أفضل لاعب في أوروبا.

أطول فريق في أوروبا هو فهو اف سي كوبنهاغن الدنماركي ويصل معدل طول لاعبيه إلى 186.2 سنتمتر

وإلى جانب أن الأندية التي تملك لاعبين قصار القامة لا يؤثر ذلك على نتائجها فإن الحالة مشابهة للأندية التي تملك لاعبين طوال القامة، فيعد مانشستر يونايتد من أطول أندية الدوري الإنجليزي حيث يصل معدل طول لاعبيه إلى 184 سنتمترًا ويتوزع طول اللاعبين في جميع المراكز بين الوسط والهجوم والدفاع ولا يؤثر هذا الأمر بشكل سلبي على الفريق الذي يحتل المركز الثاني في الدوري الإنجليزي خلف مانشستر سيتي وبات متأهلًا رسميًا إلى دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا.

اقرأ/ي أيضًأ: بداية انحدار ريال مدريد.. زيدان المسؤول الأول

تشير الدراسة إلى أن 67 ناديًا من أصل 572 أي ما نسبته 11% من الأندية تملك فريقًا لا يتجاوز معدل طول لاعبيه 180 سنتمترًا أما الفريق الذي يملك أعلى معدل طول في أوروبا فهو اف سي كوبنهاغن الدنماركي ويصل إلى 186.2 سنتمترًا، فيما يعد الفريق الأقصر في أوروبا البلغاري لودوغورتس رازغراد، الذي يصل معدل طول لاعبيه إلى 177 سنتمترًا.

إذن لا تأثير لطول اللاعبين على كرة القدم، وإذا كان للقوة البدنية دور في الالتحامات والكرات الثنائية فإن التفوق البدني ليس حاسمًا دائمًا وأكبر دليل على ذلك هو لاعبين مثل إيسكو وميسي ومودريتش وانييستا اللذين لا يملكون طولًا إلا أنهم يتمتعون بقدرة عالية على تطويع جسدهم وهذا هو نقطة القوة الحقيقة للاعب كرة القدم.

 

اقرأ/ي أيضًأ:

كريستيانو رونالدو.. لعنة الرقم 48

4 أمور يجب أن تحذر منها الجماهير في مونديال روسيا 2018