30-يونيو-2019

تسعى الإمارات إلى استغلالها الصراع اليمني للتوسع في البلاد (فيسبوك)

بعد أن ضاقت بهم ميادين الاحتجاج، وآلت بلادهم إلى ميدان اقتتال إقليمي، باتت مواقع التواصل الاجتماعي، ساحة للناشطين اليمنيين للتعبير عن آرائهم الساخطة على ما يقولون إنه احتلال إماراتي لبلادهم، فيما هم في المنافي، يأملون بالعودة لوطنهم الذي مزقه تحالف الرياض وأبوظبي، واتخذه ساحة لتنفيذ مخططاته التوسعية، وميدانًا لتجربة قدرات أسلحته الأمريكية.

تعمل الإمارات على إظهار الحكومة اليمنية عاجزة وغير قادرة على عمل شيء لكي يستمر التدخل في القرار السيادي في البلد، وإنشاء مليشيات مسلحة  خارج الدولة في عدن وشبوة وحضرموت

ثلاثة وسوم، أصبحت وسيلة اليمنيين، لمقاومة مخططات الإمارات (#الامارات_تدعم_الارهاب_باليمن، و#خليجيون_من_أجل_يمن_موحد، #طرد_الامارات_مطلب_شعبي)، وعرت أبوظبي من منجزاتها المزعومة في تقديم المشاريع التنموية والمساعدات الإنسانية في اليمن، ونشرت أعمالها الحقيقية في إنشاء مليشيات مسلحة خارج إطار الدولة وتنفيذ عمليات الاغتيالات ودعم مشاريع تقسيم اليمن، بالإضافة إلى زعزعة الأمن ونشر الفوضى وعرقلة عمل الحكومة، والسيطرة على المطارات والموانئ اليمنية، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وسجون سرية.

اقرأ/ي أيضًا: توحش الإمارات مستمر في اليمن.. العالم خرج عن صمته

شبوة وحضرموت وسقطرى.. أهداف الإمارات القادمة

بعد أن أحكمت الإمارات، عبر مليشياتها المسلحة، السيطرة على مدينة عدن العاصمة المؤقتة، ومحافظة أبين ولحج والضالع، وضيقت الخناق على التواجد العسكري لقوات هادي، اتجهت من مدينة عدن، شرقًا نحو محافظتي حضرموت وشبوة، وكذلك جزيرة سقطرى، في المحيط الهندي.

يقود المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من حكومة أبوظبي تمردًا آخر ضد حكومة هادي واسع النطاق، تحت عنوان استعادة دولة الجنوب العربي المحتل من قبل شمال اليمن، كما يزعم، بدعم من القوات الإماراتية ومساندة إعلامية توفرها الإمارات عبر قنواتها وناشطيها وكتابها، الذين تربطهم علاقة وثيقة بحكومة أبوظبي.

ففي محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، شنت مليشيات النخبة الشبوانية الممولة من الإمارات، هجومًا على مواقع القوات التابعة لهادي في مدينة عتق، تحت شعار تحريرها من قوات حزب الإصلاح التابعة لنائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر.

وعقب فشل قوات النخبة في السيطرة على مدينة عتق، نظم الانتقالي مسيرة تطالب النخبة بفرض سيطرتها على محافظة شبوة، لكن الفعالية التي استقطبت الإمارات أفرادها من عدن، كانت ضعيفة جدًا ولم تحقق الشعبية التي كان يأملها الانتقالي على الأرض.

يأتي ذلك عقب تهديدات أطلقها المجلس للسيطرة على محافظة حضرموت، بدعم من الإمارات، لكن تهديداته وُوجهت برفض من قبل مسؤولين في المحافظة، أكدوا استعدادهم للتصدي لقواته.

وفي أرخبيل سقطرى، التي يرفض محافظها رمزي محروس، التواجد الإماراتي فيها، وأكد مرارًا، وقوفه في وجه أي تشكيلات مسلحة، تسعى الإمارات  لنشر الفوضى في المكان الذي نأى بنفسه عن الحرب بين الحوثيين وقوات هادي خلال السنوات الماضية.

يأتي ذلك بعد أن أفشل رئيس الحكومة الأسبق، أحمد عبيد بن دغر، مخطط الإمارات في السيطرة على أرخبيل سقطرى، العام الماضي، وأجبرها على سحب قواتها، ، لكنها عادت من جديد ودربت مليشيات مسلحة في عدن ودفعت بها إلى الجزيرة، للسيطرة عليها.

اتجهت الإمارات للسيطرة على ميناء سقطرى، لكن حراسة الميناء صدت ذلك الهجوم، وأفشلت السلطات المحلية التحركات العسكرية لمليشيات الدولة الخليجية في الجزيرة.  

وتواصل الإمارات تجنيد المئات  من أبناء المحافظة لتشكيل مليشيا مسلحة تحت مسمى "الحزام الأمني" تابعة لها في الجزيرة على غرار مليشياتها في عدن والمحافظات اليمنية الأخرى، لإحكام سيطرتها على الأرخبيل.

لم تنفع زيارة معين عبدالملك رئيس الحكومة اليمنية، إلى أبوظبي، منتصف الشهر الجاري، رغم أنه وصفها بـ"المثمرة والإيجابية" وحققت أهدافها "وتكللت بالنجاح". حيث التقى خلالها بولي العهد محمد بن زايد وعددٍ من المسؤولين الآخرين، في حكومة أبوظبي،  إذ فشلت في كبح أطماع الإمارات التوسعية، أو حتى التخفيف من حدتها.

وبينما كان عبدالملك يزور الإمارات، كان وزير التربية والتعليم عبدالله لملس، يحذر  من انقلاب يقوده الانتقالي المدعوم من الإمارات على الحكومة في  مدينة عدن جنوب اليمن.

ترتيبات قادمة لانقلاب جديد على حكومة هادي

عدة ألوية عسكرية جديدة شكلتها الإمارات خلال الأيام الماضية، في المحافظات الجنوبية خارج إطار حكومة هادي، لتنفيذ نفس سيناريو انقلاب الحوثيين على الحكومة في صنعاء 2014، بحسب وزير الدولة عبدالغني جميل، الذي اعتبر تواجد القوات الإماراتية في سقطرى احتلالًا متكامل الأركان.

فـ"تحرير اليمن" حسب ما يرى ناشطون ليس في أجندات التحالف العربي، حيث إن تصرفات الإمارات خدمت الحوثيين وجعلت الكثير يترددون عن الحرب ضد الجماعة، كما يقول جميل.

ويخشى مراقبون أن ينفذ المجلس الانتقالي تهديداته، بفرض السيطرة على مؤسسات الدولة بالقوة العسكرية في مدينة عدن، بعد أن قويت شوكته، وبدعم من الإمارات، لتحقيق غاياته  في فك الارتباط عن الوحدة اليمنية، بعد أن فشل العام الماضي عقب تدخل السعودية لفض المواجهات مع القوات الموالية لحكومة هادي.

من يقف وراء منع عودة الرئيس هادي إلى عدن؟

تمنع أبوظبي عودة الرئيس هادي إلى مدينة عدن، أو أي منطقة أخرى في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، بحسب  مستشار وزير الإعلام والسكرتير السابق في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي.

وتعمل الإمارات على إظهار الحكومة اليمنية عاجزة وغير قادرة على عمل شيء لكي يستمر التدخل في القرار السيادي في البلد، وإنشاء مليشيات مسلحة  خارج الدولة في عدن وشبوة وحضرموت، تحت غطاء التحالف وإنشاء سجون سرية خارج إطار الحكومة، بالإضافة إلى إبقاء قرار الحرب وتحرير المناطق بيد التحالف الذي يدير كل شي في اليمن.

اقرأ/ي أيضًا: عدن تنتفض ضد التخريب الإماراتي ومرتزقة آل زايد

وتستمر العلاقة بين التحالف وحكومة هادي بين شد وجذب، فالوضع في المحافظات المحررة يشهد  تقاسمًا بين الإمارات والسعودية وحكومة هادي، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه، وبينما تسعى الإمارات لتشظية البلد الذي دمرته الحرب واستقطاع جزيرة سقطرى، والموانئ الحساسة في البلاد، تحاول السعودية فرض سيطرتها على محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان عبر قواتها العسكرية ومليشيات مسلحة تابعة لها من جهة، وتعمل حكومة هادي على محاولة توحيد القوات العسكرية وتطبيع الأوضاع، والظهور كدولة قوية لها سيادتها من جهة أخرى.

تستمر العلاقة بين التحالف وحكومة هادي بين شد وجذب، فالوضع في المحافظات المحررة يشهد  تقاسمًا بين الإمارات والسعودية وحكومة هادي، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهدافه

ويتخوف يمنيون من أن مشاركة التحالف مع الحكومة في الحرب على الحوثيين، غدت ورقة ضغط تستخدمها الرياض وأبوظبي ضد الحكومة لإجبارها على الصمت إزاء الممارسات التي ينتهجها التحالف، في تدمير البنية التحتية للبلاد واحتلاله.