08-مارس-2019

انتفض المتظاهرون في عدن رافضين للتواجد الإماراتي (فيسبوك)

الترا صوت - فريق التحرير

ارتفعت موجات الغضب الشعبي ضد التواجد الإماراتي ومليشياته المسلحة، بمدينة عدن جنوب اليمن، عقب مقتل الشاب رأفت دمبع، برصاص ما تسمى قوات مكافحة الإرهاب الممولة إماراتيًا.

ليست هذه المرة الأولى التي يحتج فيها سكان المحافظات الجنوبية ضد الإمارات ومليشياتها ومحاولتها الهيمنة على مصير الجنوب

كما توسعت الاحتجاجات الغاضبة في عدد من شوارع وأحياء مدينة عدن، إذ انطلقت شرارتها من مديرية المعلا لتنتقل بعدها إلى مديريات كريتر والشيخ عثمان وخور مكسر ومنطقة انماء، وسط مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية التي حاولت فتح العديد من الشوارع الرئيسة في المدينة.

اقرأ/ي أيضًا: وجه الإمارات المفضوح في اليمن.. حرب على الشرعية وحقوق الإنسان

بينما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لشباب ملثمين قاموا بحرق علم الإمارات بمدينة عدن، جنوب اليمن، يوم الأربعاء 6 آذار/مارس الجاري.

ليست هذه المرة الأولى التي يحتج فيها سكان المحافظات الجنوبية ضد الإمارات، فهناك العديد من المظاهرات، خرجت في مدينة عدن، ومحافظات شبوة وحضرموت وأبين والضالع، والمهرة، مطالبة بإخراج الإمارات  وقواتها من الأراضي اليمنية.

وقطع عشرات الشباب المحتجين شوارع مديرية المعلا والمنصورة وخور مكسر بعدن، كما قاموا بإشعال النيران في الطرقات ومنع حركة المرور احتجاجًا على قضية مقتل الشاب التي هزت المدينة.

كما جابت مسيرات لعشرات المواطنين شوارع المعلا والمنصورة وعددًا من الطرق الفرعية، إضافة إلى مسيرة أخرى في مديرية البريقة غرب المدينة.

شهدت عدن احتجاجات شعبية واسعة، واشتباكات عنيفة وسط الأسبوع الفائت، وقطع شوارع عديدة، رفضًا لتواجد المليشيات المسلحة، ومطالبة الحكومة بفرض سيطرتها الأمنية على عدن، وتسليم قتلة دمبع.

‏في هذا السياق، طالب الكاتب الصحفي أنيس منصور، بضبط الأوضاع في المدينة، قائلًا إن "عدن تحترق تشتعل تنتفض، سلموا القتلة حفاظًا على عدن"، وأضاف في تغريدة بحسابه على "تويتر"، لا تلوموا ردة الفعل الغاضبة شعبيًا وتنسون الفعل الإجرامي بحق الشاهد الوحيد في قضية اغتصاب طفل على يد أفراد أمن".وتابع: "كل شي إلا الدم يا مصاصي الدماء، يا من حولتم عدن غابة عنوانها القتل والسجن والاغتصاب والاختطاف والسجون السرية".

يذكر أن رأفت دمبع قُتل في مديرية المعلا بالمدينة على يد جنود من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للإمارات، بقيادة يسران المقطري، على خلفية كشف الشاب قضية اغتصاب طفل في المديرية قام بها الجنود.

ويعد الشاب رأفت الشاهد المفقود في جريمة اغتصاب ‎طفل المعلا، وكان الشاب متهمًا بجريمة شروع في قتل المدان بقضية اغتصاب طفل المعلا "منيف" ونجل مدير قسم شرطة المعلا، الذي أفاد أهالي حي الكبسة أنه تم تهريبه إلى العاصمة المصرية القاهرة، وقد حكمت المحكمة ببراءة منيف لعدم كفاية الأدلة، وتم الطعن في الحكم من النيابة المختصة.

أما الشاب رأفت، فظهر قبل وفاته بساعات في مقطع مصور يقول "ما تموت العرب إلا متوافية"، قبل أن يتوفى نتيجة إصابته القاتلة. وكانت أسرة الضحية قد دعت صباح الأربعاء المواطنين من أبناء المدينة إلى التضامن معهم وتحقيق العدالة بحق مرتكبي الجريمتين في مديرية المعلا.

فيما تأتي عملية مقتل الشاهد المفقود بحسب مراقبين لإخفاء معالم الجريمة وعدم إدانة المتهم الثالث الذي قضت المحكمة بتبرئته لعدم توفر الأدلة الكافية ضده.

من جانبه، وفي محاولة لامتصاص الغضب الشعبي، أصدر وزير الداخلية في حكومة هادي، المهندس أحمد الميسري، قرارًا، بتشكيل لجنة تحقيق من عدة جهات أمنية، لكشف ملابسات القضية. غير أنها لم تستطع وقف موجات الغضب الشعبي المطالبة بتسليم القاتل للواء النقل المُشارك في العمليات العسكرية بالساحل الغربي، والذي يعد رأفت أحد أفراده.

المليشيات الإماراتية.. سلطة الأمر الواقع!

تستشري المليشيات المسلحة التابعة للإمارات في المحافظات الجنوبية، تحت مسميات الأحزمة الأمنية، والنخب الشبوانية والحضرمية، والتي تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي. وبعد فشلها في السيطرة على جزيرة سقطرى، العام الماضي، بسبب التظاهرات المناهضة لتواجدها في الجزيرة، أجبرت الإمارات على سحب قواتها من الجزيرة، لكنها سعت مؤخرًا إلى تجنيد شباب سوقطريين.

تداولت مواقع إعلامية وناشطون، صورًا لشباب على متن سفينة تابعة للإمارات، تسعى لتجنيدهم وإعادتهم إلى الجزيرة من أجل السيطرة عليها. ‏وتظهر الصور الشباب بميناء حولاف بأرخبيل سقطرى متجهين إلى عدن للتدريب بمعسكرات الحزام الأمني، وتشكيل قوة نخبة سقطرية بدعم وتمويل وإشراف إماراتي.

في هذا السياق، يرى مراقبون أن أبوظبي استغلت ضعف الحكومة اليمنية، بعد إقالة بن دغر رئيس الحكومة الأسبق، وعادت لتمارس مهمة السيطرة واحتلال ناعم للجزيرة. وتنتشر القوات الموالية للإمارات في كافة المحافظات الجنوبية، وتتلقى الأوامر من القيادة الإماراتية، وتعمل على تيسير سيطرة الإمارات على المناطق الاستراتيجية في البلاد.

بدوره، أعلن هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الممول إماراتيًا، تبني المجلس عملية تجنيد تطوعي في أوساط الشباب الذين لا تزيد أعمارهم عن 25 عامًا. وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي على تويتر، قال بن بريك إن المطالبات الشعبية الجنوبية بالتجنيد الطوعي والتدريب العسكري دون أجر ولا مقابل تتزايد، والكشوفات الطوعية جاوزت ربع مليون مجند متطوع لما أسماها حماية الجنوب. وأضاف أن اللافت للنظر أن 98% من هذه الكشوفات شباب لا تزيد أعمارهم عن 25 عاما كلهم بأمر القيادة.

اقرأ/ي أيضًا: حرب الإمارات ضد الشرعية اليمنية

في مقابل ذلك، انتشرت دعوات كثيرة إلى ايقاف تجنيد الأطفال والشباب، وطلاب المدارس من أجل أهداف مناطقية وجهوية، وإحلال القوات العسكرية النظامية بدل المليشيات المسلحة المنتشرة في مختلف المناطق الجنوبية.

ارتفعت موجات الغضب الشعبي ضد التواجد الإماراتي ومليشياته المسلحة، بمدينة عدن جنوب اليمن، عقب مقتل الشاب المغدور رأفت دمبع

قال بيان صادر عن الهيئة الشعبية بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد، إن تجنيد شبان يافعين وطلبة مدارس واستقطابهم إلى معسكرات اُنشئت حديثًا على أسس مناطقية وجهوية، خطر على السلم الاجتماعي. وأكد البيان أن أغلب من يتم استقطابهم هم طلاب مدارس.

ربما هذه الهبة ضد الهيمنة والتعسف الإماراتي باليمن واليمنيين ليست الأولى. لكن أصداءها ووضوح الدوافع والمطالب الشعبية اليمنية ضد الإمارات هذه المرة جديرة بالمتابعة. خاصة أن الدور الإماراتي، وشتى جنسيات المرتزقة الذين تجندهم أبوظبي في اليمن، بما فيها مرتزقة إسرائيل، لم تعد بحاجة لبراهين إضافية، كما يتحسس نتائج أعمالها الإجرامية أهل الجنوب في معاشهم اليومي بلا انقطاع.