03-أكتوبر-2017

تحول الأمر مع البعض لإدمان منصات التواصل الاجتماعي (thesource)

يسعى الملايين حول العالم حاليًا لتقليل استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي، بعضهم بغية استثمار الوقت الذي يضيع على تلك المنصات في أمور أكثر إفادة، وآخرون بسبب الصخب الدائم على هذه المنصات الذي أصبح يرهقهم عقليًا ونفسيًا، وغيرهم تحول الأمر معهم لإدمان، فأصبحت منصات التواصل الاجتماعي بالنسبة لهم أكبر سارق لحيواتهم. وفي هذا الموضوع الذي تترجمه ألترا صوت بتصرف، نتابع طريقة فعالة، اتبعتها إليزابيث ستينسون، قد تساعد من أثرت عليهم وسائل التواصل الاجتماعي سلبًا.


في أغلب الأوقات أجد نفسي لا إراديًا أتوجه إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي وكأن بيني وبين الأيقونات الموجودة في الشاشة تجاذبًا مغناطيسيًا. حتى أنني لا أدرك أني أقوم بذلك إلى أن يقوم إبهامي بالضغط على أيقونة الانستغرام. وهكذا أعيد الكرَّة كل يوم.

صُممت جميع مواقع التواصل الاجتماعي لنتردد على زيارتها باستمرار، وهذا ينطبق بالأخص على تطبيقات الجوال

إنها عادة سيئة، وأنا لست سعيدًا بها أبدًا. وربما تعرفون ما أتكلم عنه. لقد وجدت الدراسات مرارًا أنه رغم قيام مواقع التواصل الاجتماعي بتقريب الناس من بعضهم، إلا أن هناك شعورًا بالسوء لا يفارقنا. ورغم ذلك، لا ننفك عن استخدام الهاتف. نحن نفعل ذلك لأننا لا نستطيع التوقف.

لذا قررت الشهر الماضي أن أجرب شيئًا جديدًا. قمت بتسجيل الخروج من حسابات التواصل الاجتماعي في الهاتف، وبعدها قمت بالدخول إليها على جهاز الحاسوب المكتبي. ووضعت لنفسي الهدف ألا استخدم سوى فيسبوك وتويتر وانستغرام على اللابتوب أو الحاسب المكتبي، أملًا أن أقلل من الوقت الذي أضيعه لأنني عادة لا أقضي الكثير من الوقت حول هذه الأجهزة.

اقرأ/ي أيضًا: هل تبطئ شركة آبل أجهزة الآيفون القديمة لبيع الملايين من الهواتف الجديدة؟

وقد تستغربون النتيجة، ولكن هذه الطريقة كانت بالفعل فعالة إلى حد ما. بدأ التغير يحدث ببطء، مع وجود بعض الزلات في بعض الأحيان، وشعرت بتلاشي الرغبة الملزمة بتفقد مواقع التواصل الاجتماعي. وبدلًا من التصفح في تويتر أثناء شعوري بالملل وأنا انتظر القطار، نشأت عندي عادة أفضل، رغم أنها معتمدة على الهاتف أيضًا – تفقد تطبيق نيو يورك تايمز والاستماع إلى النشرات الصوتية Podcasts ولعب لعبة باك غامون. وبدلًا من الاستيقاظ وتصفح الانستغرام ثم تويتر ثم البريد الإلكتروني، أصبحت تدريجيًا أصحو لأتفقد البريد الإلكتروني فقط.

الإدمان في صميم التصميم
صُممت جميع مواقع التواصل الاجتماعي لنتردد على زيارتها باستمرار، وهذا ينطبق بالأخص على تطبيقات الجوال. وقد حصل اعتراض في السنوات القليلة الماضية على تصميم واجهات المواقع التي تميزت بتعزيز الإدمان في بعض المنصات مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام. بعض تلك الميزات مثل التشغيل التلقائي للفيديو والانتقال في شريط التمرير دون نهاية (endless scroll) والرجوع العكسي في التسلسل الزمني للأحداث والإخطارات التلقائية سوق لها عند إطلاقها أنها تصميم سلس وسهل الاستخدام. أما الآن توصف بأنها موضوعة للتلاعب بالمستخدمين.

في المقابل لا تخلو التطبيقات على الأجهزة المكتبية من هذه المصائد، ولكنها أقل حدة. ويعود ذلك جزئيًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي مجهزة لتتوافق بشكل خاص مع أجهزة الجوال. ربما تكون الخدمات مثل فيسيوك وتويتر بدأت كمواقع يزورها مستخدم الأجهزة المكتبية، ولكن عدد مستخدمي نسخة الجوال سرعان ما تجاوز عدد مستخدمي الإصدار المكتبي.

اقرأ/ي أيضًا: آيفون اكس.. أفضل هاتف أنتجته شركة آبل ورآه العالم حتى الآن!

واليوم نجد أن غالبية قاعدة المستخدمين لتويتر وفيسبوك تنحصر على استخدام الجوالات فقط. ويمكن الافتراض أن مستخدمي انستغرام على الأجهزة المكتبية أقل عددًا خاصة أن انستغرام لم يفعل ملفات المستخدم على الويب إلا بعد عامين من إطلاق التطبيق.

وبما أن التواصل الاجتماعي يرتكز على الجوال، فإن النسخة المكتبية تبدو ثقيلة وأقل تشويقًا للمستخدم. استخدام التواصل الاجتماعي على الجهاز المكتبي ليس بنفس القدر من التسلية – وهذا شيء إيجابي، حسب ما يقول الأستاذ د. آدم آلتر من جامعة نيويورك سترن للأعمال ومؤلف كتاب "إرِّيزيستبل" Irresistible، والذي يرصد الارتفاع في استخدام التكنولوجيا التي تأسر المستخدمين وتجعلهم يدمنون استخدامها.

كما أضاف الدكتور: " تغذية الأخبار لا تنساب بسلاسة مقارنة بحركة بسيطة لأصابع اليد". أما في الحاسوب المكتبي، "يجب عليك أن تحرك الفأرة أو تفعل شيئًا يتطلب بعض الجهد الإضافي، وحتى هذا المقدار الضئيل من الجهد يمكن أن يكون له تأثير على كيفية اختبارنا للتجربة".

بما أن التواصل الاجتماعي يرتكز على الجوال، فإن النسخة المكتبية تبدو ثقيلة وأقل تشويقًا للمستخدم

أما الآن وبما أنني لا أستطيع فتح انستغرام أو تويتر على الهاتف، أقضي وقتًا أقل بكثير على الجوال بشكل عام. كما أنني أدركت لم كانت هذه التطبيقات تشعرك أنك مضطرًا لها من البداية. اعتدت أن أعتمد على التطبيقات كوسيلة لإبعاد الملل، وأصبحت التطبيقات مع القيام بهذه التجربة مملة أيضًا. بات لدي وقت الآن لقراءة الكتب التي دائمًا ما كنت أرغب بقراءتها.

لا أستطيع القول إنني شفيت تمامًا بعد: فأحيانًا أجد نفسي أنقر أيقونة تويتر على الهاتف لأجد نفسي على شاشة تسجيل الدخول. وتبقى هناك مسألة النشر على الإنترنت (ستجد أن إنشاء قصة انستغرام على الحاسب المحمول ليست سهلة). ولكن الهدف من هذه التجربة ليس محو التواصل الاجتماعي أو الاستغناء عنه، ولكن أردت أن يصبح لدي فهم أعمق لسبب استخدامي لها في المقام الأول.

يقول الأستاذ الدكتور آلتر: "جزء من المعركة هو تعليم نفسك أنك لست بحاجة إلى هذه التطبيقات بالقدر التي تعتقد". وهذا صحيح. لم أعد أشعر أنني بحاجة إلى التطبيقات، ولكن من الجيد معرفة أنني ما زلت أرغب بها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف تفوقت البيانات على النفط كأهم مورد في عالم اليوم؟

مايكروسوفت تعلن عن أوفيس 2019..حزمة "دائمة" ومزايا فائقة