24-يوليو-2019

من مسلسل كلاب برلين (IMDB)

من مارسيليا على البحر المتوسط إلى برلين في الشمال، ومن روما إلى مونتريا ومدن أخرى، عواصم ومدن كبرى في العالم يغيب فيها القانون والعدالة وتحتلها العصابات على اختلاف مشاربها واختصاصاتها، من سياسيين وحكومات فاسدة وتجار مخدرات.

هكذا يبدو العالم في سلسلة من إنتاجات شبكة نتفليكس الأمريكية، تقدم لنا تلك المدن بوجهها الخفيّ من خلال قصص حقيقية وأخرى متخيلة عن واقع الهامش البائس ومركز العالم المنتهك بأيدي العصابات.

نعرض لكم أربعة من المسلسلات التي أنتجتها الشبكة، تضاف إلى سلسلتها المتخصصة في إعادة إنتاج قصص عالم الجريمة المنظمة في العواصم المكتظة، هذا النوع من الدراما الذي تطمح للوصول به إلى مستوى مسلسلها Narcos، الذي يحكي قصة تاجر المخدرات الأكثر شهرة في العالم بابلو إسكوبار، إلاّ أن الإنتاجات الأوروبية لم تحظَ بنفس الشهرة التي حاز عليها ناركوس ولاقت نقدًا قاسيًا ولم تحظ بالمشاهدات التي كان يطمح إليها منتجوها.


1-كلاب برلين

مسلسل Dogs of Berlin للمخرج كريستيان ألفارت الذى كتب بعض حلقات المسلسل وشاركه فيما تبقى كتاب آخرون. تدور أحداثه في العاصمة الألمانية برلين. تطالعنا العوالم الخفية لدراما الجريمة، عصابات تدير مكاتب المراهنات، سياسيون ورجال شرطة فاسدون، بالإضافة لضيف الشرف الدائم في هذه الإنتاجات اليمين المتطرف، خلطة باهرة لحياكة دراما تشويق وإثارة.

في البداية، يتعرض أحد نجوم المنتخب الألماني لاعتداء يؤدي إلى مقتله، قبل مباراة حاسمة للمنتخب ضمن تصفيات كأس العالم، ما يؤدي بدوره الى خسارة المباراة وفوز مكاتب المراهنات بملايين من راهنوا على فوز المنتخب. تدير العصابات تلك المكاتب، وتتحكم بمصائر نجوم الكرة عن طريق تهديدهم وابتزازهم بالأسرار المخفية، أو بالرشوة المالية للتلاعب بنتائج مباريات المنتخب والأندية. تكلف الشرطة ضابطًا فاسدًا من اليمين المتطرف للتحقيق في قتل اللاعب. إذًا نحن أمام حكاية أطرافها رجال العصابات الأجانب، مكاتب مراهنات يديرها عرب وأجانب، ورجال شرطة فاسدين، أمّا الحقيقة فلا وجود لها. عنف شديد وتعقيدات أمنية تطغى على صورة العاصمة برلين.   

2- سوبورا أو دم في روما

تدور أحداث مسلسل Blood on Rome في روما، المدينة الجميلة التي تسيطر عليها المافيا وتدير شؤونها بالتحايل على القوانين بمساعدة رجال الشرطة والسياسيين الفاسدين تارةً، والقتل والترهيب وأساليب التعذيب تارة أخرى. لكن هذه السيطرة ليست مستقرة، فالصراع دائر بين عائلات عصابات المافيا في المدينة، التوترات محتدمة بينها، وهي كفيلة بأن تؤثر على الانتخابات المحلية للمدينة وعلى شكل الحياة فيها وطريقة ممارسة السياسة. لم تسلم حتى الكنيسة من تهديد المافيات وسيطرتها، فهي تخضع بشكلٍ أو بأخر لهيمنة تلك العصابات وعمليات الابتزاز والتهديد التي تمارسها. قد يختلف موضوع الصراع وأدواته وأغراضه عن مسلسل برلين، لكنه يتقاطع إلى حد كبير مع مسلسل الدم الفاسد الذي تجري أحداثه في العاصمة الكندية مونتريال.

3-الدم الفاسد

المسلسل الكندي الدم الفاسد Bad Blood بطولة أنتوني لاباليا وكيم كوتس، مأخوذ عن قصة حقيقية لواحدة من أكبر عائلات المافيا في كندا، عائلة فيتو ريزوتو ،عائلة المافيا الإيطالية الكندية التي هاجرت من صقلية إلى كندا في خمسينيات القرن الماضي وشكلت نواة للمافيا الإيطالية في الشمال. عرابها فيتو ريزوتو الذي حكم شوارع مونتريال وكيبك وقضى على الاقتتال الداخلي بين عصابات المافيا الإيرلندية والكندية والكولومبية، اشترى ذمم رجال الشرطة وسيطر على طرق إمدادات المخدرات بالإضافة إلى دعم السياسيين له في مجلس المدينة، وأنشأ مجموعة من العلاقات داخل المدينة سمحت له بالسيطرة على قطاع كبير من الاستثمارات فيها، إلى أن تم القبض عليه نتيجة سلسلة من الجرائم ارتكبها في الثمانينيات وأودت به خلف القضبان وفضحت شركائه وأنهت أعماله. تم تسليمه للولايات المتحدة الأمريكية ليقضي مدة سجنه هناك. سنوات غيابه خلفت فراغًا كبيرًا وقلقًا أعاد الدماء إلى شوارع أونتاريو بعد حرب السيطرة بين العصابات، وأدت إلى نهاية فترة سيطرته على المدينة وموته لاحقًا نتيجة سكتة قلبية.

المسلسل يستند في روايته على الكتاب المعنون فيتو ريزوتو: سقوط العراب الأخير، لمؤلفيه الصحفي دانييل رينو وضابط الشرطة السابق في شرطة الخيالة الملكية الكندية لوري ماكدوغال. لم يقدم المسلسل أيّة إضافة جديدة في عالم إنتاج سير أرباب المافيات المعهودة، القتل السهل، الكسب السهل، هشاشة السياسة وفساد الأمن بالإضافة إلى إمكانيات نجومه المتواضعة من حيث الأداء.

4- مسلسل مارسيليا

مسلسل Marseille دراما سياسي فرنسي، من إعداد دان فرانك وبطولة جيرارد ديباردو. يعد أول إنتاجات نتفليكس الأصلية باللغة الفرنسية، بدأ المسلسل في عام 2016 وتوقف بعد فشل الجزء الأول على الرغم من وجود أسماء لامعة مثل الممثل الفرنسي الشهير جيرار ديبارديو وجيرلدين بيلهاس، إلاّ أن المسلسل لم يُحظى بجماهيرية وهاجمه النقاد بعد عرض الجزء الأول منه.

سنتابع جيرار ديبارديو في دور روبرت تارو، عمدة مدينة مارسيليا لمدة 25 عامًا، على مقربة من التقاعد، وبما أن الانتخابات البلدية الجديدة تقترب، فيتوجب عليه أن يمرر مشروعه الأخير الذي يتمثل في عرض مشروع إقامة كازينو في وسط مارينا مارسيليا للحد من سيطرة مافيا المراهنات والمخدرات على التصويت، وأيضًا يتطلع تارو لترشيح خليفة له للانتخابات القادمة وهو نائبه وابنه غير الشرعي لوكاس باريز، الذي يقوم بدوره الممثل الشاب بنوا مانيميل، مرشح طموح ولديه مصالح خفية مع قادة المدينة من أثرياها وعصاباتها، مما يعمل على عرقلة خطة العمدة و ينقلب ضده وضد مشروعه بدواع شخصية انتقامية. ليبدأ الصراع بينهما على السلطة، تتشارك فيه المافيات المحلية واليمين المتطرف.

يرى النقاد بأن مسلسل مارسيليا هو محاكاة فاشلة للمسلسل الأمريكي الشهير House of Cards، من حيث وجود ثيمات تحرك الدراما مثل صراع على السلطة والمؤامرات. علق الناقد الأمريكي تيم غودمان "هناك ألف سبب لزيارة فرنسا لكن لا يوجد سوى سبب واحد لمشاهدة مسلسل مرسيليا".

اقرأ/ي أيضًا:

كل ما يحدث في "حكاية الجارية" حدث بالفعل في العالم

"البرتقالي هو الأسود الجديد": القصة الحقيقية التي ألهمت مسلسلات نيتفليكس