24-يناير-2024
الكاتبة والناشطة الكندية نعومي كلاين

الكاتبة والصحافية الكندية نعومي كلاين

وصفت الكاتبة الكندية، نعومي كلاين، ما ترتكبه "إسرائيل" في قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، بأنه إبادة جماعية.

وفي حوار مع صحيفة "إل باييس" الإسبانية، أمس الثلاثاء، قالت كلاين ردًّا على سؤالها حول ما إذا كان ما يحدث في قطاع غزة إبادة جماعية، إن تعريف الإبادة الجماعية ينطبق على ما يجري في القطاع.

وأشارت الكاتبة والناشطة اليسارية إلى أن هناك الكثير من الحجج القوية على ارتكاب "إسرائيل" للإبادة الجماعية بغزة، أهمها تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تدعو، بشكل علني، إلى إخلاء قطاع غزة من سكانه وإعادة توطين مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين، منهم. وتساءلت: "إذا لم يكن هذا تطهيرًا عرقيًا، فلا أعرف ما هو".

ترى نعومي كلاين أن حكومة نتنياهو تستغل ما جرى يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت لتحقيق أحلامها وطموحاتها المتطرفة

ولفتت كلاين، في سياق إجابتها، إلى الخطط والآمال الصريحة لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، بل والأكثر تطرفًا في تاريخ "إسرائيل"، لإخلاء الضفة الغربية وقطاع غزة، الذي يُعد من أكثر المناطق كثافةً سكانية في العالم، من الفلسطينيين لكونهم، حسب تعبيرها، يهدِّدون فكرة الأغلبية اليهودية في "إسرائيل".

ورأت أن ما تفعله دولة الاحتلال في غزة هو المثال الأكثر عنفًا لـ"عقيدة الصدمة"، حيث استغلت حكومة نتنياهو ما جرى يوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت لتحقيق أحلامها وطموحاتها المتطرفة، دون أن يعني ذلك أن ما جرى كان مؤامرة، بل: "فرصة لمجموعة من الانتهازيين للغاية".

ورغم إدانتها لما فعلته "حركة حماس" يوم السابع من أكتوبر، إلا أنها أكدت بأن ما تفعله "إسرائيل" في غزة إبادة جماعية، كما شدّدت على أهمية خطوة جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.  

وفي سياق متصل، شكّكت كلاين في قدرة الرئيس الأمريكي جو بايدن على الفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بسبب إثارته غضب الناخبين الشباب، وكذلك الناخبين العرب في ولايات رئيسية مثل ميشيغان وبنسلفانيا وغيرهما، نتيجة دعمه للإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بغزة.

وتشن "إسرائيل"، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، حربًا عدوانية على قطاع غزة خلّفت حتى اليوم أكثر من 25 ألف شهيد وما يزيد عن 63 ألف مصاب، إضافةً إلى آلاف المفقودين، ودمار هائل وغير مسبوق جعل من هذه الحرب الأكثر تدميرًا في القرن الحادي والعشرين.

جدير بالذكر أن نعومي كلاين كاتبة وصحافية يسارية كندية اشتُهرت بكتاباتها المناهضة للسياسات النيوليبرالية والعولمة الاقتصادية. صدرت لها عدة كتب، تُرجم منها إلى اللغة العربية: "عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث" (2009)، و"الرفض ليس كافيًا: مقاومة سياسة الصدمة التي يتبعها ترامب والظفر بالعالم الذي نريد" (2018).