24-مارس-2024
اقتحام جديد لمستشفى الشفاء

لا يزال العدوان على مجمع الشفاء متواصلًا (تويتر)

أجرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، الأحد، مقابلات مع عدد من الفلسطينيين الذين تمكنوا من الفرار من مجمع الشفاء الطبي، في مدينة غزة، الذي يتعرض لهجوم إسرائيلي واسع ومستمر منذ 7 أيام استُشهد خلالها حوالي 200 مواطن داخل المجمع وفي محيطه. 

وتمحورت المقابلات التي أجرتها الوكالة حول القصف الذي تعرض له المجمع، والاشتباكات التي دارت في محيطه، والاعتقالات الجماعية، وغير ذلك مما تعرض له المجمع الذي يؤوي عددًا كبيرًا من النازحين إلى جانب الجرحى والمرضى والكوادر الطبية. 

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت، الأحد الفائت، مجمع الشفاء الطبي وأجبرت العشرات ممن نزح إليه على مغادرته. وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال أجبر الرجال على خلع ملابسهم، باستثناء ملابسهم الداخلية، ثم أُجبروا على اتباع دبابة باتجاه الجنوب بيما تتساقط القذائف من حولهم. 

رأى عدة شهود عيان دبابات الاحتلال وهي تدوس على ما لا يقل عن أربع جثث لأشخاص قُتلوا في وقت مبكّر من بداية العملية

وقال كريم أيمن حتات، الذي كان يعيش في مبنى مكون من 5 طوابق، على بعد حوالي 100 متر من المستشفى الأضخم بغزة، إنه ظل في المطبخ لعدة أيام في ظل استمرار الاشتباكات وإطلاق النار التي تسبب باهتزاز المبنى في بعض الأحيان. 

وأضاف أن الاحتلال كان يتعمد إرهاب المدنيين من خلال إطلاق القذائف بين وقت وآخر، والتي كان معظمها يستهدف منازل المدنيين، ويسفر عن سقوط شهداء وجرحى إضافةً إلى المفقودين. 

وذكر جميل الأيوبي، الذي كان من بين آلاف الأشخاص الذين لجأوا إلى مستشفى الشفاء عند بداية الهجوم، في مقابلة هاتفية، أن الدبابات والجرافات المدرعة اقتحمت فناء المستشفى، وسحقت سيارات الإسعاف والمركبات المدنية.

وقال إنه رأى دبابات الاحتلال تدوس على ما لا يقل عن أربع جثث لأشخاص قُتلوا في وقت مبكر من بداية العملة التي شهدت ارتكاب جيش الاحتلال جرائم كثيرة بينها اغتصاب النساء في المجمع. 

من جهته، أشار مواطن آخر يُدعى عبد رضوان، ويعيش على بعد 200 متر من المستشفى، إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت جميع المباني في المنطقة المحيطة في المستشفى، واعتقلت عدة أشخاص وأجبرت الباقين على السير جنوبًا.

وأضاف أنه صادف، خلال سيره باتجاه الجنوب، جثثًا في الشوارع والعديد من المنازل المدمرة. وتابع من منزل أحد أقاربه في وسط غزة: "لم يتركوا أي شيء على حاله". 

وادعى جيش الاحتلال، السبت، أنه قام بإجلاء المرضى والطاقم الطبي من قسم الطوارئ في المجمع لأن "المسلحين تحصنو في المبنى". وزعم أنه أقام موقعًا بديلًا للمرضى المصابين بجروح خطيرة. 

وقال إنه قتل أكثر من 170 شخصًا، واعتقل نحو 480 مشتبهًا به، في العملية التي وصفها بأنها ضربة قوية لحركة "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى، التي ادعى أنها أعادت تجميع صفوفها في المجمع. 

وسبق لجيش الاحتلال أن اقتحم المستشفى الذي توقف عن العمل، بشكل كبير، بعد عملية عسكرية نفذتها قواته في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بزعم وجود مركز قيادة متطور داخل المستشفى وتحته. 

وفي سياق متصل، دعت حركة "حماس" إلى التحرك لوقف جرائم الإعدامات الميدانية والتنكيل بالمحاصرين في مجمع الشفاء ومحيطه، مستنكرةً الصمت الدولي الرسمي المطبق على: "الكارثة الإنسانية التي تصنعها الآن آلة الاحتلال الحربية الفاشية في مستشفى الشفاء ومحيطه".

واستهجنت الحركة، في تصريح رسمي، عدم وجود أي رد فعل من المجتمع الدولي أو مؤسسات الأمم المتحدة المعنية أو المنظمات الإنسانية، إزاء تواصل: "جرائم الحرب البشعة من إعدامات وتنكيل وحرق للمنازل على أصحابها، ومحاصرتهم دون ماء أو غذاء أو دواء، وإخلائهم قسريًا وسط زخات الرصاص والقذائف".

وكان "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" قد وثق عدة أفادت متطابقة تكشف تعمّد جيش الاحتلال استخدام مدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية رغمًا عنهم: "والزج بهم في ظروف شكّلت خطرًا على حياتهم، وذلك لتأمين وحماية قواته وعملياته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة وفي محيطه، والمستمرة منذ فجر يوم الإثنين الماضي".