10-مارس-2024
المساعدات الإنسانية (epaimages)

(epaimages) إنزال المساعدات الإنسانية في غزة

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس السبت، عن دبلوماسيين ومسؤولي إغاثة، أن الجهود الإنسانية لمواجهة المجاعة التي تلوح في الأفق، "تواجه تحديات لوجستية وأخرى متعلقة بالتكلفة والأمن".

وكانت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" قد قالت، السبت، إن الجيش الأمريكي أرسل السفينة "فرانك إس بيسون" التابعة للفيلق الثامن عشر. وقد غادرت السفينة قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة في طريقها إلى شرق البحر المتوسط.

وأضافت، في بيان عبر حسابها على منصة "إكس"، أن "السفينة تحركت بعد أقل من 36 ساعة" من إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية لغزة عن طريق البحر.

وأشارت إلى أن سفينة الدعم اللوجستي "بيسون" تحمل "المعدات الأولى لإنشاء رصيف مؤقت لتوصيل الإمدادات الإنسانية" الحيوية.

ويشير تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن صور أطفال غزة الذين يعانون من المجاعة تجعل الخطة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ضرورية، وفقًا للدبلوماسيين والمسؤولين الإغاثيين، في ظل الإجراءات الصارمة التي تفرضها إسرائيل، والتي تسبب في بطء وصول شحنات المساعدات البرية من الماء والغذاء والدواء، وفقًا لتعبيرهم.

من المتوقع أن يتأخر تأمين المساعدات الإنسانية من قبرص إلى غزة عبر الممر البحري، وذلك لكون إنشاء الميناء المؤقت قد يستغرق عدة أسابيع أو حتى أشهر

كما أن الممر البحري لإرسال المساعدات من قبرص إلى غزة، من المرجح أن يستغرق إتمامه عدة أسابيع أو أشهر، وذلك في ظل الحاجة لإنشاء ميناء مؤقت، قبل الوصول إلى الهدف المتمثل في توفير مليوني وجبة يوميا لسكان غزة.

وتستعد أول سفينة محملة بمساعدات، للإبحار من قبرص إلى غزة المهددة بالمجاعة.

وكررت الأمم المتحدة، مطلع آذار/مارس الجاري، تحذيرها من أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة، في ظل الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع.

وقالت منظمة "أوبن آرمز"، الخيرية الإسبانية، إن السفينة التي رست قبل 3 أسابيع في ميناء لارنكا القبرصي، "ستكون جاهزة" للإبحار في وقت لاحق، لكنها تنتظر الإذن النهائي.

وأوضحت المنظمة أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تفتش حمولة "200 طن من المواد الغذائية والأرز والدقيق وعلب التونة" في ميناء لارنكا. ولفتت إلى أن منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الأمريكية، التي دخلت في شراكة مع "أوبن آرمز"، لديها فرق في قطاع غزة المحاصر تقوم "بإنشاء رصيف" لتفريغ الشحنة.

وستكون هذه أول شحنة تنقل إلى غزة عبر الممر البحري.

وتواجه الخطة انتقادات رغم أنها "طموحة"، بحسب تقرير نيويورك تايمز، الذي أشار إلى أن مسؤولي الإغاثة "اعتبروا أن السماح بإيصال المساعدات بالشاحنات هو الطريقة الأكثر فعالية لمساعدة سكان غزة"، وكرروا دعوة إسرائيل على فتح نقاط عبور جديدة شمالي غزة وتخفيف القيود المفروضة على الدخول.

ومن بين التحديات التي تواجه الخطة أيضًا، بجانب الوقت، هو أن غزة رغم أنها تمتلك ميناء بالفعل، فإن مياهها الساحلية الضحلة جدًا ستسبب صعوبة بالنسبة لمعظم السفن في الرسو، خاصة المراكب الكبيرة الضرورية لنقل كميات هائلة من المساعدات اللازمة للفلسطينيين.

كما تشير تقديرات إلى أن تلك الجهود مكلفة، وربما تصل تكلفة إنشاء الرصيف العائم ونفقات الشحن إلى عشرات الملايين من الدولارات على مدى عدة أشهر.

وتبقى أيضًا مشكلة التوزيع والتأمين عائقًا كبيرًا، حيث أوضح التقرير أن الولايات المتحدة أكدت أنه لن يكون لها قوات على الأرض، وذلك في ظل فراغ أمني في القطاع.

ونقلت الصحيفة الأمريكية أن مسؤولين بالأمم المتحدة قالوا إن "الموظفين المتبقين في الشرطة المدنية التابعة لحماس يمكنهم توفير الأمن خلال عملية وصول المساعدات"، لكن هذه خطوة من المرجح أن تكون مرفوضة بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة.

كما أشار التقرير إلى أنه "من الممكن أن يرسل الجيش الإسرائيلي دوريات مع قوافل المساعدات خلال دخولها القطاع، لكن وجودها سيشكل تحديًا للأمم المتحدة، التي تحاول تجنب أن يتم النظر إليها على أنها مقربة من أحد طرفي الصراع".

وتنسق الأمم المتحدة قوافل المساعدات الحالية مع إسرائيل، لكن لا تطلب من الجيش الإسرائيلي تأمينها.

وتقول وكالات تابعة للأمم المتحدة إن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة "مرتفعة جدًا"، وأعلى بنحو 3 أمثال مما عليه الوضع في جنوب القطاع الفلسطيني، حيث تتوفر مساعدات أكثر.