12-يناير-2017

وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون (دان كيتوود-Getty)

اتهمت السفارة الروسية بلندن وزارة الخارجية البريطانية بشن حملة ضدها وصفتها بأنها حملة "مطاردة ساحرات" ضد موسكو في أعقاب مزاعم من قِبل وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بأن روسيا "تخطط لخدعٍ من كافة الأنواع"، حسبما أوردت صحيفة الجارديان البريطانية.

الاستخبارات البريطانية كانت أول من نبهت نظيراتها الأمريكية إلى الأدلة التي تظهر الارتباط بين قرصنة الحزب الديمقراطي وموسكو

وزعم جونسون أن الكرملين كان وراء قرصنة حاسوب مقر حملة الحزب الديمقراطي خلال السباق الرئاسي الأمريكي، وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها المملكة المتحدة تقارير الاستخبارات الأمريكية، التي تربط عملية القرصنة بروسيا.

اقرأ/ي أيضًا: فرنسا متخوفة من هجمات روسية..الكترونيًا

وفي بيانٍ مطول، ادعت السفارة الروسية أن الهجمات على الروس من قِبل البريطانيين هي بسبب دور روسيا في التفاوض على وقفٍ لإطلاق النار في سوريا ودورها في عقد مباحثات سلام.

متهمةً البريطانيين بمحاولة توجيه الإدارة الأمريكية المقبلة ضد روسيا، زعمت السفارة الروسية أن الهجمات هدفها إما أن تقود إلى إعادة استفتاء الاتحاد الأوروبي، أو إنقاذ مشروع الاتحاد الأوروبي، الذي يتعرض لهجوم من الناخبين الغاضبين.

وادعت السفارة أن "النخب الغربية سوف تذهب إلى أبعد مدى لإنقاذ عالمهم الخاص بإجماع واشنطن ومؤتمرات دافوس والتقشف، حتى إذا لم يعد يفيد أحدًا غيرهم. يقدم زواله على أنه نهاية العالم، مغيبٌ آخر لأوروبا. الهلع والهستيريا هما استجابة لفقدان التحكم الكلي، والذي جلب الحرب منذ مائة عام. إنه أيضًا فقدانٌ للتحكم في مجريات المناقشة، يمارس عن طريق اللغة الجديدة الأورويلية المتمثلة في الصوابية السياسية".

واستهدف بيان السفارة رئيس جهاز المخابرات البريطاني (MI6) السابق، السير ريتشارد ديرلاف، لدعمه "حملة مطاردة الساحرات" قائلًا إنه كان يعلم "أكثر من أي شخص آخر، أن أغلب الضرر الذي تعرضت له الولايات المتحدة ومكانتها في العالم تسببت به إدارة جورج بوش الابن. لم يكن أي عميل أجنبي ليستطيع القيام بكل ذلك".

ومن المعروف أن وكالات الاستخبارات البريطانية كانت أول من نبهت نظيراتها الأمريكية إلى الأدلة التي تظهر الارتباط بين قرصنة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي وموسكو.

اقرأ/ي أيضًا: المخابرات الأمريكية..روسيا قامت بحملة لدعم ترامب

متحدثًا في مجلس العموم يوم الثلاثاء، صرح جونسون لأعضاء البرلمان بأنه من "الواضح تمامًا" أن هجوم القرصنة قادم من موسكو، وأضاف أنه أخبر الإدارة الأمريكية المقبلة: "نعتقد أن الدولة الروسية -كرملين بوتين- تخطط لخدعٍ شديدة القذارة من كافة الأنواع، لكن سيكون من الحماقة شيطنة روسيا أكثر أو محاصرتها في ركن".

لتلطيف الميول الموالية لموسكو في إدارة ترامب، قال بوريس جونسون إن هناك مجالات يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا العمل فيها معًا

وتابع جونسون أن المطلوب هو مسار ثنائي من التواصل واليقظة، رغم أنه "إذا نظرت إلى ما فعله الروس في غرب البلقان وفي الحرب الإلكترونية، فمن الواضح أنهم لا ينوون على خير". ويُعتقد أن جونسون سوف ينقل وجهة نظر الاستخبارات البريطانية بالكامل في محادثاته مع فريق دونالد ترامب.

وكان جونسون يخطو بحذر بسبب التردد الشديد للرئيس الأمريكي في الاعتراف بالتورط الروسي في عملية القرصنة، رغم شبه إجماع مستشاري الاستخبارات لديه على أن هناك رابطًا واضحًا بين تسريبات رسائل البريد الإلكتروني والكرملين. وشدد جونسون، والذي التقى بأعلى مستويات إدارة ترامب مساء يوم الأحد، على أن تعليقه بشأن المسؤولية الروسية لم يكن أيضًا تعليقًا على "الفعالية الانتخابية" للقرصنة.

جديرٌ بالذكر أن ترامب شديد الحساسية تجاه المزاعم بأن التدخل الروسي يضعف على نحوٍ ما من شرعية انتصاره في الانتخابات، وقال جونسون إن هدفه هو أن تستطيع المملكة المتحدة السير بالتوازي مع الإدارة الجديدة.

وفي محاولةٍ لتلطيف الميول الموالية لموسكو للبعض في إدارة ترامب، قال جونسون إنه من المهم إدراك أن هناك مجالات يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا العمل فيها معًا.

متحدثًا عن لقاءاته مع كبار مسؤولي الحزب الجمهوري، قال جونسون: "هناك الكثير من النوايا الطيبة تجاه المملكة المتحدة في الكونجرس الأمريكي وقدر كبير من التفهم لكون الوقت الحالي هو أنسب وقت لإبرام اتفاقية تجارة حرة. إنهم يرغبون في القيام بذلك، يرغبون في القيام بذلك سريعًا، وكان ذلك التفهم أكثر وضوحًا من ناحية الإدارة المقبلة". وأضاف: "إن حماسي لاتفاقية تجارة بين الولايات المتحدة وبريطانيا لا يقارن بحماس أصدقائنا على الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي. سوف نحصل على اتفاقيةٍ جيدة".

وقالت وزيرة الخارجية بوزارة الظل ليز ماكينز: "يوم الأحد، التقى وزير الخارجية بستيف بانون، كبير استراتيجيي ترامب، شخصٌ موقعه الإلكتروني هو مرادف لمعاداة السامية والتعصب وكراهية النساء ورهاب المثليين وعبادة البطل فلاديمير بوتين والترويج لحركات اليمين المتطرف في أنحاء العالم. هل يمكنني أن أسأل وزير الخارجية، كيف استطعت التآلف مع السيد بانون؟".

ردًا على ذلك، قال جونسون إنه لا يرغب في إحراج أي زميل أمريكي بتفاصيلٍ متعلقة بمدى ودية اللقاءات، مضيفًا: "ما أستطيع قوله هو أن المحادثات كانت مثمرة إلى أقصى حد. هناك الكثير من الاتفاق بين الولايات المتحدة والإدارة المقبل بشأن كيفية المضي قدمًا ونحن ننوي العمل على البناء على مناطق الاتفاق تلك".

اقرأ/ي أيضًا: 

أنجيلا ميركل..هدف روسيا القادم