02-يونيو-2016

مورغان فريمان

هنا ترجمة للحوار الذي أجراه موقع "the talks" مع الفنان مورغان فريمان.


  • سيّد فريمان، ألا يتعبك العمل طوال الوقت؟ 

أنا لا أعمل في حفر الأنفاق ولا في الإنشاءات، عملي ليس صعبًا، عملي ينعشني دومًا، عملي جميل. كلما عملت أكثر شعرتُ بأني أفضل. الجلوس في فراغ من دون عمل أمر قاتل.

مورغان فريمان: أنا لا أعمل في حفر الأنفاق ولا في الإنشاءات، عملي ليس صعبًا، عملي ينعشني دومًا

  • لقد مضى وقت طويل وأنت غير موظفّ.. هل تذكر آخر مرّة كنت تبحث فيها عن عمل؟ 

لقد عملت في العديد من الوظائف السيئة، ولكن أسوأ تجربة لي حدثت أثناء عملي في مطعم. قبل ذلك عملت موظفًا في مكتب. كنت أطلب زيادة في الأجر ولكنهم كانوا يرفضون. ثم تقدّمت بعرض تجريبي لأمارس الرقص، فقبلوني، وتركت العمل في المكتب على الفور. السيئ في الأمر هو أنّ عملي راقصًا لم يدم سوى ثلاثة أشهر بسبب إنهاء العرض، فاضطررت إلى العمل في مطعم صغير أقدّم للناس القهوة والدونات.

  • ولكن لا يبدو هذا أمرًا فظيعًا..

حسنًا، في إحدى الليالي جاء إلى المطعم أحد الشباب الذين كنت أعمل معهم في عرض الرقص، فحاولت أن أختبئ تحت الكاونتر، ولكنّه رآني وسألني لماذا أعمل في هذا المكان. فحين اعترفت له بأنني ممثّل بلا عمل أخبرني أنّه كان في طريقه للذهاب إلى عرض جديد. تلك كانت لحظة قاسية عليّ. 

  • هل ترى أنّ أيامك السعيدة في حياتك أكثر من أيامك التعيسة أم العكس؟

بل عشت أيامًا سعيدة أكثر من غيرها. بدأت العمل في الثلاثين وما زلت أعمل حتى الآن، لذا فأيامي السعيدة أكثر. 

  • ما أفضل معروف أسداه لك إنسان؟ 

أعتقد أنّ أفضل شيء فعله لي أحدٌ من البشر هو ما فعلته أمّي حين شرعت رجليها ولفظتني إلى هذه الحياة. 

مورغان فريمان: أجتهد في عملي كثيرًا لأنّ الحياة تكون مملّة أحيانًا، وفي أحيان أخرى تكون مؤلمة ومقلقة

وما أسوأ شيء فعله لك إنسان؟ 

الأسوأ لم يحدث بعد. 

  • يبدو الأمر إيجابيًا إلى حدّ بعيد! 

أجتهد في عملي كثيرًا لأنّ الحياة تكون مملّة أحيانًا، وفي أحيان أخرى تكون مؤلمة ومقلقة، بل قد تكون مفجعة حتّى، لذا أعتقد أنّك كلما تجاوزت عقبة ما فإنّ عليك أن تسعى نحو تحقيق السعادة والسكينة في حياتك. 

  • هل أنتَ بحقّ هادئ وحكيم في حياتك كما أنت في الأفلام؟ 

أنا الرجل الحكيم! 

  • ألا يزعجك أن يخلط الناس بينك وصامويل جاكسون؟ سمعت أنّ هذا يحصل كثيرًا؟ 

نعم، صحيح، صامويل جاكسون، أمرّ بهذه التجربة كثيرً. 

  • وهل تصحح الناس إن فعلوا ذلك؟ 

كنت في دالاس، في ولاية تكساس في إحدى المرّات أنتظر الطائرة، واقترب منّي أحدهم، وكنت حينها أضع قبّعة على رأسي وأرتدي نظّارة شمسيّة، لا لأني أحاول أن أختبئ ولكن لأنّي أحبّ أن ألبس كما يحلو لي. فاقترب ذلك الشاب منّي وقال: "أعرف أنّك تريد أن تختبئ، ولكنّي عرفتك، أنت صامويل جاكسون"، فقلت له لا، أنا لست صامويل جاكسون. فقال لي: "أنت تكذب، ولكنّي أفهم لماذا تفعل ذلك". وقد حدثت قصة مشابهة مع صامويل أيضًا، فالناس كثيرًا ما ينادونه: هيي، مورغان"، لهذا يخرج صامويل على المسرح دومًا ويبدأ حديثه قائلًا: "أنا لست مورغان فريمان" .

  • هل تربطك صداقة بصامويل جاكسون؟ 

أعرف صامويل منذ الثمانينيات حين كنّا نعمل في المسرح الشعبي في نيويورك، ولذا فإنّ هذا جزء من صداقة طويلة بيننا. ولكن كأصدقاء لا أذكر أننا خرجنا وأمضينا وقتًا سويّة. أنا أسكن في ميسيسيبي، وصامويل يعيش في لوس أنجلوس، وأنا لا أحب العيش هناك. 

مورغان فريمان: عشت في نيويورك قرابة ثلاثين عامًا، وكنت أقول في نفسي دومًا: أخرجوني من هنا!

  • لماذا رجعت إلى ميسيسيبي؟ 

لقد عشت في نيويورك قرابة ثلاثين عامًا، وكنت أقول في نفسي دومًا: أخرجوني من هنا!. في أحد الأيام تنبّهت إلى أنّني أعيش في الطابق الثالث في إحدى العمارات ولم يكن يدخلها ضوء الشمس، ولم أكن أعرف جيراني في الشقة المقابلة، وليس في هذا أي معنىً بالنسبة لي. 

  • هل تتمتع بقدر أكبر من الخصوصية هنا؟ 

أعيش في بلدة صغيرة هنا، يمكنني التسوقّ بسهولة ولكني لا أستطيع أن أرتاد الأماكن التي فيها الكثير من الناس من الأسواق الكبيرة. لا تستطيع أحيانًا أن تشتري معجون أسنانك وقهوة الصباح من دون أن يكون ذلك حدثًا بذاته. من مساوئ أن تكون مشهورًا هو افتقادك للخصوصية. صدقني، لن تقدّر قيمة الخصوصية إلا حين تفقدها. 

  • هل يزعجك الناس؟ 

نعم، فهم يقولون دائمًا: "أمي، زوجتي، زوجي، لن يصدقوا أنني التقيت بك. هل يمكن أن أحصل على توقيعك؟"

  • سؤال أخير: هذان القرطان على أذنيك، هل تستمتع بارتدائهما وحسب أمّ أنّ لهما معنىً آخر؟ 

هذان القرطان لهما قيمةٌ تتيح شراء كفن/تابوت لي لو متّ في مكان غريب. لهذا السبب كان البحارة في الماضي يلبسون هذه الأقراط.