16-أغسطس-2022
ترجح مصادر أن إيران وروسيا هما المستفيدان الأساسيان من الهجوم (Getty)

ترجح مصادر أن إيران وروسيا هما المستفيدان الأساسيان من الهجوم (Getty)

رجّح أكثر من مصدر أن تكون طائرات مسيّرة إيرانية خلف الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة، وذلك بالنظر إلى التشابه بين الضربة الجديدة مع ضربات أخرى استهدفت قواعد أمريكية وتركية بالعراق.

رجّح أكثر من مصدر أن تكون طائرات مسيّرة إيرانية خلف الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"

 وفي هذا الصدد اتهمت مصادر مقربة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن فيلق القدس الإيراني بتنفيذ الضربات، ولم تستبعد ذات المصادر أن تكون الطائرات الإيرانية المسيرة قد انطلقت من مطار التيفور العسكري باعتباره القاعدة الجوية الأبرز لإيران في ريف حمص، فضلًا عن كونه يحتضن مخزنًا لصناعة المسيرات، علمًا بأن لدى إيران أكثر من قاعدة عسكرية في المنطقة القريبة من قاعدة التنف لا سيما منها تلك الموجودة  في دير الزور.

وكانت قاعدة التنف الموجودة عند مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية قد تعرضت يوم الإثنين لهجوم بواسطة طائرات مسيّرة انتحارية مزودة بقنابل شديدة الانفجار. وحسب مصادر من داخل فصيل مغاوير الثورة الذي يتولى حماية القاعدة فإن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات، واقتصرت تأثيراته على بعض الأضرار المادية البسيطة.

واعتبر بيان صادر عن الفصيل أن الهجوم كان يستهدف إيقاع قتلى بين صفوفه، مضيفًا "نقف معًا على أهبة الاستعداد للدفاع عن منطقة الـ 55 كيلومترًا"، في إشارة إلى محيط القاعدة الذي يوجد فيه الفصيل. وتابع البيان"لن ندع هذا الأمر يردع عملياتنا المستمرة مع التحالف في هزيمتنا لداعش".

أما التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة فأعلن أنه "ردّ على هجوم شنته عدة مركبات جوية بدون طيار في محيط ثكنة التنف"، موضحًا أنه اعترض إحدى الطائرات من دون طيار، كما "تم تفجير مركبة جوية أخرى بدون طيار داخل مجمع قوات جيش مغاوير الثورة". وتابع: "لم تنجح المحاولات الأخرى لهجمات المركبات بدون طيار". ودعا قائد قوة "المهام المشتركة"في التحالف، اللواء جون برينان، "إلى وضع حد لهذه الهجمات المتكررة التي تعرّض أرواح المدنيين السوريين الأبرياء للخطر، وتقوّض الجهود الكبيرة التي تبذلها قوات التحالف للحفاظ على الهزيمة الدائمة لداعش" على حد قوله.

في حسابات المصالح، تعتبر روسيا وإيران المستفيدتين الرئيسيتين من الهجوم على قاعدة التنف نظرًا لموقعها الاستراتيجي على الحدود السورية العراقية الأردنية

وفي حسابات المصالح، تعتبر روسيا وإيران المستفيدتين الرئيسيتين من الهجوم على قاعدة التنف نظرًا لموقعها الاستراتيجي على الحدود السورية العراقية الأردنية، مشكّلة بذلك عائقًا أمام المشروعين الروسي والإيراني في جنوب وشرق سوريا حسب خبراء. وكانت روسيا قد وجهت ضربات في حزيران/يونيو الماضي للقاعدة، مستهدفة بشكل محدد "جيش مغاوير الثورة"، وكان من المفاجئ حينها ما كشفته شبكة "سي أن أن" من أن القوات الروسية أخبرت الأمريكيين نيتها استهداف مواقع تابعة إلى "مغاوير الثورة" في منطقة التنف.  كما تعرضت القاعدة قبل ذلك الهجوم الروسي إلى هجوم آخر بواسطة طائرات مسيرة انتحارية  في تشرين الأول/أكتوبر 2021.