12-أغسطس-2022
احتجاجات ضد تصريحات وزير الخارجية التركي (تلفزيون سوريا)

احتجاجات ضد تصريحات وزير الخارجية التركي (تلفزيون سوريا)

أثارت تصريحات جديدة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول المصالحة مع النظام السوري الكثير من الجدل والانتقادات في أوساط السوريين، حيث سجّل خروج مظاهرات في مدن وقرى الشمال السوري منددة بالتصريحات ورافضة لها، إضافة إلى إطلاق نشطاء سوريين لهاشتاغ #لن_نصالح ردًّا على تصريحات أوغلو التي أعلن فيها عن إجرائه محادثة مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد في العاصمة الصربية بلغراد.

أثارت تصريحات جديدة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول المصالحة مع النظام السوري الكثير من الجدل والانتقادات

وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأناضول التركية تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أعلن فيها أنه أجرى "محادثة قصيرة مع وزير الخارجية السوري في اجتماع دول عدم الانحياز في بلغراد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي"، وجاء الإعلان عن تلك المحادثة خلال مؤتمر صحفي عقده جاويش أوغلو على هامش اجتماعات المؤتمر الـ13 للسفراء الأتراك.

وفي معرض الحديث عن الملف السوري، أضاف أوغلو أنه "علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم" على حد تعبيره. وكشف وزير الخارجية التركي عن دور روسي في التقارب بين تركيا والنظام السوري حيث قال: "روسيا تريد أن نقوم باتصالات مع النظام السوري واقترحوا لقاء مع أردوغان والأسد"، مضيفًا أن هذا اللقاء "ليس واردًا الآن". وتابع أوغلو: "الطريق الوحيد لخروج سوريا من أزمتها هو تصالح سياسي وتطهيرها من الإرهابيين أيا كان اسمهم".

وفي أولى ردود الفعل الشعبية على تصريحات وزير الخارجية السوري، نظّم نشطاء في مدينة أعزاز السورية تظاهرة ليلية رافضة لتلك التصريحات ومنددة بها، كما انتشر هاشتاغ #لن_نصالح على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي رفضًا للموقف التركي الجديد الذي يتنكّر حسب النشطاء للجرائم والإبادات الجماعية التي تعرض لها الشعب السوري على يد نظام بشار الأسد، الذي تريد أطراف إقليمية تبييضه من جديد. كما خرجت مظاهرات أخرى في جرايس والراعي ومارع والباب في ريب حلب، مؤكدة ألا تصالح مع النظام السوري، وأن الخيار الوحيد للسوريين هو الاستمرار بالثورة لإسقاط النظام. وفي شمالي الرقة، شهدت بلدتا سلوك وتل أبيض احتجاجات مشابهة ضد التصريحات التركية. كما وجه ناشطون دعوات للتظاهر في إدلب اليوم الجمعة.

في هذا السياق، نقل موقع تلفزيون سوريا عن تقارير صحفية تركية، أن هناك "جهودًا دبلوماسية لمصر والإمارات لعقد اتصال هاتفي بين أردوغان والأسد"، مشيرًا أن وتيرة التهديدات بالعملية العسكرية المرتقبة قد خفتت بشكل كبير بعد قمة طهران الأخيرة، فيما استمر الحديث عن إعادة اللاجئين السوريين خلال عام، عطفًا على الاستقطاب الشديد في الشارع التركي قبل الانتخابات، وهي عوامل تدفع كلها للاعتقاد، حسب الموقع، أن توقيت الإعلان عن اللقاء بالمقداد ليس مصادفة.

يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شارك في تموز/يوليو الماضي في قمة ثلاثية في طهران ضمت تركيا وروسيا وإيران. وقبل يوم من انعقاد القمة المخصصة للملف السوري، زار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد طهران دون أن يشارك بشكل مباشر في أعمال القمة التي لم تخرج بنتائج معلنة حول مسار أستانة والعملية العسكرية التركية المرتقبة في الشمال السوري ضد الفصائل الكردية المسلحة، والتي تعارضها روسيا وإيران على الرغم من إعلانهما تفهم دوافع أنقرة.

شهد الأسبوع الماضي قمة مفاجئة في مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

كما شهد الأسبوع الماضي قمة مفاجئة في مدينة سوتشي الروسية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وانعقدت القمة على ضوء ما قيل إنه فشل لقمة طهران، ومن غير المعروف عمّا إذا كان الروس والأتراك توصلوا إلى تفاهم ثنائي من نوع ما حول سوريا.