21-مارس-2024
مكتشف الدورة الدموية

يرجع الفضل في اكتشاف الدورة الدموية إلى العالم والطبيب الإنجليزي ويليام هارفي

 

في كل جزء من الثانية نحياه؛ تجري مليارات العمليات الحيوية في جسمنا دون أن نشعر، كالتنفس وضخ الدم وعمليات الأيض والهضم والإخراج وغيرها، إذ ترتبط جميع الأجهزة في الجسم بشبكة معقدة من الأوردة والشرايين تعمل فيها الدورة الدموية على التغذية باستمرار، فمن هو مكتشف الدورة الدموية؟ وما أهمية هذا الاكتشاف؟ تابع القراءة لمعرفة الإجابة.

 

الدورة الدموية

تشير الدورة الدموية إلى الحركة المستمرة للدم في جميع أنحاء الجسم، والتي يسهلها نظام القلب والأوعية الدموية، ويشمل القلب والأوعية الدموية والدم، فهي عملية حيوية تقوم بتوصيل الأكسجين والمواد المغذية والهرمونات والمواد الأساسية الأخرى إلى الخلايا والأنسجة والأعضاء أثناء إزالة النفايات وثاني أكسيد الكربون.

أحدث اكتشاف ويليام هارفي للدورة الدموية ثورة في مجال علم وظائف الأعضاء ووضع الأساس للفهم الحديث لفسيولوجيا القلب والأوعية الدموية والطب

من هو مكتشف الدورة الدموية؟

يرجع الفضل في اكتشاف الدورة الدموية إلى العالم والطبيب الإنجليزي ويليام هارفي، الذي قدم مساهمات كبيرة في فهم علم الأحياء. وهذه نبذة عن حياته:

  1. ولد ويليام هارفي في 1 أبريل 1578 في فولكستون- كينت في إنجلترا.
  2.  التحق بمدرسة الملك في كانتربري ثم درس في كلية غونفيل وكايوس- كامبريدج، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب عام 1597.
  3. التحق هارفي بعد ذلك بجامعة بادوا في إيطاليا، حيث درس الطب على يد عالم التشريح والجراح الشهير هيرونيموس فابريسيوس، وحصل على شهادة الطب عام 1602.
  4. عاد هارفي بعد الانتهاء من تعليمه إلى إنجلترا وبدأ بممارسة الطب، وعُين زميلًا للكلية الملكية للأطباء في لندن عام 1607.
  5. عمل هارفي طبيبًا خاصًا لكل من الملك جيمس الأول وخليفته الملك تشارلز الأول، مما أتاح له فرصًا واسعةً للبحث والتجريب.
  6. في عام 1628 حقق هارفي اكتشافه الأكبر إذ نشر عمله الرائد لاكتشاف الدورة الدموية في ورقة بحثية بعنوان "مرين تشريحي يتعلق بحركة القلب والدم في الحيوانات"، وفيه وصف الدورة الدموية عبر الجسم وعملية ضخ القلب للدم، أظهرت ملاحظات هارفي وتجاربه أن الدم يدور في نظام مغلق مدفوعًا من القلب، وأنه يدور بشكل مستمر في جميع أنحاء الجسم.
  7. قوبلت أفكار هارفي في البداية بالتشكيك والمعارضة من قِبل البعض في المجتمع الطبي، ومع مرور الوقت اكتسب عمله القبول والاعتراف برؤاه الثورية في علم التشريح البشري وعلم وظائف الأعضاء.
  8. واصل هارفي ممارسة الطب والتدريس في الكلية الملكية للأطباء، كما شغل منصب محاضر في علم التشريح في الكلية الملكية للجراحين، وقدم مساهمات إضافية في المعرفة الطبية، بما في ذلك دراسات حول علم الأجنة وتشريح الجهاز العصبي.
  9. توفي ويليام هارفي في 3 يونيو 1657 في روهامبتون- ساري في إنجلترا، عن عمر يناهز 79 عامًا

أحدث اكتشاف ويليام هارفي للدورة الدموية ثورة في مجال علم وظائف الأعضاء ووضع الأساس للفهم الحديث لفسيولوجيا القلب والأوعية الدموية والطب، ويعتبر من أهم الشخصيات في تاريخ الطب.

أثر اكتشاف الدورة الدموية على مجالات أخرى مثل الميكانيكا الحيوية والهندسة الحيوية وعلوم الرياضة

أجزاء ومراحل الدورة الدموية

تتضمن عملية الدورة الدموية مجموعة من الإجراءات المعقدة، التي تتم في أجزاء محددة من الجسم، وفيما يلي نتتبع العملية بالتفصيل: 

  • الأجزاء الداخلة في عملية الدورة الدموية

  1. القلب: هو عضو عضلي مسؤول عن ضخ الدم في جميع أنحاء الجسم، ويتكون من أربع غرف هي: الأذين الأيسر والأيمن، والبطينين الأيسر والأيمن، ينقبض القلب ويسترخي بشكل إيقاعي لدفع الدم عبر الدورة الدموية.
  2. الأوعية الدموية: هي القنوات التي ينتقل من خلالها الدم، وتشمل الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية، حيث تحمل الشرايين الدم الغني بالأكسجين بعيدًا عن القلب إلى أنسجة الجسم وأعضائه، ثم تعيد الأوردة الدم المستنفد للأكسجين إلى القلب، أما الشعيرات الدموية فهي أوعية دموية صغيرة يتم فيها تبادل الغازات والمواد المغذية والفضلات بين الدم والأنسجة المحيطة.
  3. الدم: عبارة عن نسيج ضام سائل ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ويتألف من خلايا الدم الحمراء (كريات الدم الحمراء)، وخلايا الدم البيضاء (كريات الدم البيضاء)، والصفائح الدموية (الصفيحات)، والبلازما، حيث تحمل خلايا الدم الحمراء الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة وأعضاء الجسم، بينما تساعد خلايا الدم البيضاء في الدفاع عن الجسم ضد العدوى والأجسام الضارة، وتشارك الصفائح الدموية في تخثر الدم، أما البلازما فهي المكون السائل في الدم الذي ينقل العناصر الغذائية والهرمونات ومنتجات النفايات.

  • مراحل سير الدورة الدموية

والآن بعد أن عرفت الأجزاء الأساسية للدورة الدموية، إليك آلية عملها بدءًا من القلب: 

  • عند التنفس يُضخ الدم المؤكسج من الجانب الأيسر من القلب (البطين الأيسر) إلى الشريان الأورطي، وهو أكبر شريان في الجسم.
  • تتفرع الشرايين إلى شرينات أصغر، والتي تنقسم أيضًا إلى شعيرات دموية، بحيث تسهل تلك الشعيرات تبادل الأكسجين والمواد المغذية والفضلات بين الدم والأنسجة.
  • يعود الدم غير المؤكسج إلى القلب عبر الأوردة، التي تندمج معًا في نهاية المطاف، لتحمل الأوردة الدم إلى الجانب الأيمن من القلب (الأذين الأيمن).
  • ومن الأذين الأيمن، يُضخ الدم إلى البطين الأيمن ومن ثم إلى الشريان الرئوي الذي يحمله إلى الرئتين.
  • يلتقط الدم الأكسجين من الرئتين ويطلق ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية تبادل الغازات.
  • يعود الدم المؤكسج إلى الأذين الأيسر عبر الأوردة الرئوية، مكملًا الدورة الدموية.
  • يضمن هذا الدوران المستمر للدم توصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الخلايا والأنسجة، مما يدعم عمليات التمثيل الغذائي في الجسم والوظائف العامة.

قدم اكتشاف هارفي فهمًا أساسيًا لكيفية دوران الدم عبر الجسم، وتوصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة

أهمية اكتشاف الدورة الدموية

كان لاكتشاف الدورة الدموية على يد ويليام هارفي أهمية كبيرة وتطبيقات عديدة في مجال الطب وخارجه، وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي تسلط الضوء على أهميتها:

  1. فهم فسيولوجيا الإنسان

قدم اكتشاف هارفي فهمًا أساسيًا لكيفية دوران الدم عبر الجسم، وتوصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة والأعضاء أثناء إزالة النفايات والسموم.

  1. التقدم في الطب

أحدث اكتشاف الدورة الدموية ثورة في مجال الطب، مما أدى إلى تحسين أسس التشخيص والعلاج والتقنيات الجراحية، ومهد الطريق للتقدم في طب القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تطوير علاجات لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم واضطرابات الدورة الدموية، وتطوير أدوية خفض الكولسترول ومضادات التخثر.

  1. التقنيات والإجراءات الجراحية

لقد مكّن فهم الدورة الدموية من تطوير تقنيات جراحية أكثر أمانًا وفعالية، خاصة تلك التي تتعلق بالجهاز القلبي الوعائي، واكتسب الجراحون رؤى ثاقبة حول كيفية التحكم في النزيف، وفقر الدم، وإصلاح الأوعية الدموية التالفة، وإجراء عمليات جراحية معقدة في القلب كالزراعة، وتطوير عددٍ من الأجهزة والأدوات الطبية مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب والدعامات وصمامات القلب الاصطناعية لإدارة أمراض القلب.

  1. التحسينات في الصحة العامة

شملت التحسينات في الصحة العامة تطوير استراتيجيات الوقاية من الحالات المرتبطة بضعف الدورة الدموية وإدارتها، مثل مرض الشريان المحيطي والسكتة الدماغية، من خلال التشديد على أهمية عوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين.

  1. البحث والتعليم

حفز اكتشاف هارفي على إجراء المزيد من الأبحاث في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء في الدورة الدموية، مما أدى إلى التقدم المستمر في المعرفة والتكنولوجيا الطبية، وما يزال موضوعًا أساسيًا في التعليم الطبي، حيث يزود الطلاب بالرؤى الأساسية في علم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض البشرية.

  1. التأثير على المجالات الأخرى

أثر اكتشاف الدورة الدموية على مجالات أخرى مثل الميكانيكا الحيوية والهندسة الحيوية وعلوم الرياضة، إذ ساهم بشكل ما في تصميم الأجهزة الطبية، وبرامج التدريب الرياضي، والبحث في آثار النشاط البدني على صحة القلب والأوعية الدموية.

 

بشكل عام، كان لاكتشاف الدورة الدموية بواسطة ويليام هارفي آثار بعيدة المدى على الطب والصحة العامة والبحث العلمي، حيث ساهم في تحسين الفهم والعلاجات والنتائج لمختلف أمراض القلب والأوعية الدموية.