23-سبتمبر-2022
powerbreath

يساعد هذا الجهاز في تقوية عضلات الحجاب الحاجز (Getty)

من المعروف أن رفع الأثقال يمكن أن يقوي عضلاتنا، ويساعد في تعزيز صحتنا. إلا أن ثمة أدلة متزايدة اليوم تدل على أن تقوية عضلات الحجاب الحاجز التي نعتمد عليها للتنفس بالغ الأهمية للصحة أيضًا، إذ أظهر بحث جديد أن حصة يومية من تدريب هذه العضلات وعضلات التنفس الأخرى تساعد في تعزيز صحة القلب وتقليل ارتفاع ضغط الدم.

ثمة تمارين وأجهزة تساعد على وقاية عضلات التنفس من الضمور مع التقدم في العمر

الباحث دانييل كريغيد، أستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة كولورادو الأمريكية، يقول إن العضلات التي نستخدمها للتنفس قد تضمر مع العمر، مثل بقية عضلاتنا، ولاختبار فرضيته المتعلقة بضرورة تمرين هذه العضلات، قام هو وزملاؤه بإجراء تجربة على متطوعين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و82 عامًا من أجل تجربة تمرين يومي مدته خمس دقائق باستخدام جهاز تدريب على التنفس. هذا الجهاز، واسمه (PowerBreathe)، هو آلة محمولة باليد، يبدو مثل جهاز استنشاق، إلا أنه يضع بعض المقاومة أثناء التنفس منه، مما يجعل من الصعب الاستنشاق منه دون بذل جهد إضافي. 

يقول الأستاذكريغيد، بحسب تقرير في شبكة الإذاعة الوطنية الأمريكية، إن التجربة أثبتت أن الالتزام بتمرين التنفس، بواقع 30 مرة يوميًا لمدة ستة أسابيع، قد ساعد في خفض ضغط الدم لدى المشاركين في التجربة، وبنسب قريبة مما يمكن أن يتحقق عند اتباع تمارين رياضية أخرى، مثل المشي أو الجري أو ركوب الدراجات الهوائية. 

ولطالما اعتبرت طريقة التنفس الحجابي العميق، التي تستخدم كثيرًا في رياضات التأمل أو اليوغا، طريقة مهمة للمساعدة في الاسترخاء والتخلص من التوتر وضبط ضغط الدم في جسم الإنسان، ويرى العلماء في هذه التجربة الجديدة أن استخدام أجهزة التدريب على التنفس، مثل جهاز "باور بريث" المذكور آنفًا، يؤدي إلى نتائج مماثلة، حيث يعمل على إشراك عضلات التنفس وتعزيز إنتاج أكسيد النيتريك، وهو موسع وعائي بالغ الأهمية ويتدخل في العديد من العمليات في جسم الإنسان. وتكمن فائدة مثل هذه الأجهزة في أنها قد تحتاج وقتًا أقل من أساليب التمرين التنفسية الأخرى، وذلك عبر الاستفادة من درجة المقاومة فيها، وهو ما يضمن حصول العضلات على تمرين جيّد، وفي أوقات مختلفة من اليوم.

تعد تمارين التنفس طريقة فعالة في التخلص من التوتر وضبط ضغط الدم

إلا أن مثل هذه الأجهزة ليست بديلًا عن التمارين الرياضية، وهو ما يحذر الخبراء من افتراضه، كما لا يُقصد منها أن تكون بديلًا عن الأدوية الخاصة بضغط الدم لمن يعانون من هذا المرض. لكنها قد تكون عاملًا مساندًا إلى جانب التمارين الرياضية والأدوية، لتعزيز صحة الإنسان وكفاءة التنفس لديه.