12-فبراير-2024
مخترع الهاتف

اختراع أول هاتف

سنتعرف على من هو مخترع الهاتف لكن قبل ذلك لا بد أن نشير أنه ابتكر  المخترعون الكثير من الطرق لتمكنهم من التواصل مع بعضهم البعض منذ القدم، وقد كان التلغراف هو أول وسائل التواصل البسيطة المبتكرة، حتى عام 1876م، عندما قدم آلكسندار غراهام بيل (Alexander Graham Bell) أول هاتف بعد أن نجح في اختراعه كنتيجة لمحاولة تحسين التلغراف، فحصل به على براءة اختراع ليُصبح رسميًا "مخترع الهاتف".

مخترع الهاتف ببساطة هو آلكسندر غراهام بيل الشهير. وقد ولد بيل في مدينة أدنبرة عاصمة إسكتلندا في 3 مارس عام 1847م.

 

من هو مخترع الهاتف؟

على عكس الكثير من الاختراعات الأُخرى، لا تُعاني الهواتف من أزمة عدم التعرُّف على مخترعها، فمخترع الهاتف ببساطة هو آلكسندر غراهام بيل الشهير. وقد ولد بيل في مدينة أدنبرة عاصمة إسكتلندا في 3 مارس عام 1847م. أبدى آلكسندار في طفولته الكثير من الفضول لاكتشاف كل ما يحيط به، فجمع عيناتٍ نباتية أجرى التجارب عليها بالرغم من صغر سنه، وعندما بلغ الثانية عشر من عمره صنع باستخدام بعض الأدوات المنزلية آلة بسيطة لطحن الدقيق، وتم اعتمادها لعدة سنوات.

 

تعلم آلكسندار لغة الإشارة عندما فقدت والدته السمع، كما عمل على تطوير تقنية ليتحدث بنبرة واضحة إلى جبهة والدته لتتمكن من سماعه سماع نسبي، ولم يكتفي بهذا بل درس علم الصوتيات.

 

تعليم آلكسندار غراهام بيل

تلقى آلكسندار وأخوته التعليم المبكر على يد والدهم في المنزل، وبالرغم من ذلك التحق آلكسندار بالمدرسة الثانوية الملكية في سن مبكر وغادر المدرسة في الخامسة عشر من عمره، وكان تاريخه الدراسي مملوء بالغياب والدرجات المتدنية، ثم أنتقل للعيش بصحبة جده، حيث بذل الجد جهودًا كبيرة لتعليمه سمات المعلم الجيد وتولد لدى آلكسندار حب التعلم والمناقشات الجادة الطويلة، فحصل آلكسندر على منصب (تلميذ-معلم) في الخطابة والموسيقى في أكاديمية ويسترن هاوس (Weston House Academy)، في نفس وقت التحاقه كتلميذ لدراسة اللغتين اللاتينية واليونانية حتى التحق بجامعة إدنبرة في العام التالي، في سن 26 أصبح أستاذًا لعلم وظائف الأعضاء الصوتية والتخاطب في كلية الخطابة في جامعة بوسطن .

 

كيفية توصل آلكسندار لاختراع الهاتف

أثناء عمله كمدرس للطلبة الصم كان التلغراف هو وسيلة التواصل، فبدأ البحث عن إمكانية إرسال رسائل التلغراف في نفس الوقت عبر سلك واحد، حيث كانت جهوده منصبة حول كيفية نقل الصوت البشري عبر الأسلاك الكهربائية. وقد اقتصر الجهاز على إرسال واستقبال رسالة واحدة في كل مرة، ساعدت خبرة آلكسندار الكبيرة في طبيعة الأصوات والموسيقى للتنبؤ بوسيلة تعمل على نقل رسائل متعددة عبر السلك الواحد في نفس اللحظة، والذي سمي بالتلغراف التوافقي. وقد كان مبدأ التلغراف التوافقي هذا هو إمكانية إرسال أكثر من رسالة خلال السلك نفسه في نفس الوقت، مع اختلاف هذه الرسائل في درجة الصوت.

 

دعمت شركة توماس واتسون أفكار آلكسندار غراهام بيل ماديًا وساعدته لعمل التجارب الخاصة به، ألتقى آلكسندار عام 1875 مع مدير مؤسسة سميثسونيان بشكل سري، وأخبره بفكرة الهاتف فدعمه وشجعه على تكملة الطريق، أثبت آلكسندار وواتسون وفي شهر يونيو (حزيران) من عام 1875 أن اختلاف النغمات يؤدي إلى التفاوت في قوة التيار الكهربائي في السلك، ولإثبات هذه النظرية تطلب الأمر تصميم جهاز ارسال مختلف يعمل بغشاء تكون لديه القدرة على تغيير التيارات الإلكترونية.

 

تمكنا آلكسندار وواتسون خلال أحد تجارب التلغراف التوافقي من نقل الصوت عبر السلك في الثاني من شهر يوليو (تموز) سنة 1875م، فاستمرا للعام التالي بالعمل على فكرة نقل الأصوات هذه وتطويرها.

 

أول مكالمة هاتفية في التاريخ

أثناء إجراء كلًا من آلكسندار وواتسون التجارب حول فكرة ارسال الأصوات، حاول واتسون إرخاء قصبة كانت ملفوفة حول جهاز الإرسال فأدى إلى انتقال الاهتزاز الناتج من خلال السلك الى جهاز آخر في الغرفة الخاصة بآلكسندار واستمع آلكسندار للصوت بوضوح فقام بالصراخ في السماعة على واتسون قائلًا "سيد واتسون، تعال هنا أريد أن أراك".

 

أول مكالمة هاتفية في التاريخ

الصورة تظهر أول مكالمة هاتفية في التاريخ

 

براءة اختراع

قدم آلكسندار في 14 من شهر فبراير (شباط) عام 1876م براءة اختراع عن كيفية نقله للأصوات وفي السابع من آذار في العام نفسه قام مكتب براءة الاختراع بمنحه ما يقال عنه من أكثر براءات الاختراعات المؤثرة في العالم.

أمتلك أكثر من 150000 شخص الهاتف بحلول عام 1886م في الولايات المتحدة.

 

متابعة تطورات اختراع الهاتف

استكمل آلكسندار إجراء تجاربه ولم يكتفي، بل قام آلكسندار بإرسال برقية تبين استعداده من مكتب التلغراف في مدينة برانت، أونتاريو التي تبعد خمس أميال (8 كم) عن المدينة التي كان يقيم بها، فتجمع الكثير من الفضوليين في المكتب واستمعوا للرسالة الصوتية الأمر الذي جعلهم يندهشوا، وأثبت بذلك عمل الهاتف حتى خلال المسافات الكبيرة.

بدأ آلكسندار عمل سلسلة من العروض والمحاضرات العلمية يحضرها كثير من المهتمين بالعلم ليقدم لهم اختراعه الجديد. كما أُنشئت شركة بيل للهواتف عام 1877م، أمتلك أكثر من 150000 شخص الهاتف بحلول عام 1886م في الولايات المتحدة. وبالنهاية قامت شركة آلكسندار بشراء براءة اختراع شركة "ويسترن يونيون" الخاصة بـ الميكروفون الكربوني، فأصبح الهاتف أكثر عملية للمسافات الكبيرة.

 

منافسين شركة آلكسندار بيل

واجهت شركة آلكسندار غراهام بيل "بيل للهاتف" العديد من المنافسين على مدار تاريخها.وفيما يأتي  نذكر  أهمهم:

  • شركة ويسترن يونيون: كانت شركة ويسترن يونيون شركة تلغراف ضخمة حاولت منع بيل من الحصول على براءة اختراع الهاتف ولكنه استحوذ عليها في النهاية كما ذُكر في الفقرة السابقة.
  • شركة إريكسون: إريكسون شركة سويدية لتصنيع المعدات الهاتفية تأسست عام 1876.
  • شركة سيمنز: شركة ألمانية لتصنيع المعدات الهاتفية تأسست عام 1847.
  • شركة AT&T: شركة أمريكية تأسست عام 1885 من خلال دمج شركة بيل للهاتف مع شركات أخرى.

واجهت شركة بيل للهاتف العديد من التحديات من قبل منافسيها. كان أحد أهم التحديات هو تطوير أنظمة هاتفية متوافقة مع بعضها البعض. في البداية، كانت أنظمة الهاتف المختلفة غير متوافقة، مما يعني أنه لا يمكن للمستخدمين على أنظمة مختلفة الاتصال ببعضهم البعض. ثم تمكنت شركة بيل للهاتف من التغلب على هذه التحديات من خلال الابتكار والتوسع. لقد طورت الشركة أنظمة هاتفية متوافقة ووسعت شبكتها لتشمل جميع أنحاء الولايات المتحدة.

 

اختراعات آلكسندار غراهام بيل الأخرى

اشتهر آلكسندار غراهام بيل بكونه مخترع الهاتف، لكنه في الحقيقة، كان مخترعًا غزير الإنتاج ساهم في العديد من المجالات الأخرى التي حسنت حياة الناس. وهذه بعض من أهم اختراعاته:

  • جهاز الكشف عن المعادن: اخترعه بيل في عام 1881 للمساعدة في العثور على الرصاصة التي أصابت الرئيس جيمس غارفيلد.
  • جهاز الفونوغراف: اخترعه بيل في عام 1887، وهو جهاز لتسجيل الصوت على أسطوانات من الشمع.
  • جهاز الهايدروفويل: اخترعه بيل في عام 1906، وهو قارب يمكنه السير على سطح الماء.
  • جهاز الطائرة الورقية رباعية الأجنحة: اخترعه بيل في عام 1907، وهو طائرة ورقية يمكنها التحكم بها في الهواء.

 

تحدثنا خلال هذا المقال عن مخترع الهاتف، وعلى الرغم من تعدد اختراعات وتطويرات آلكسندار غراهام بيل وغيره من المخترعين، إلا أنه ظل اختراع الهاتف من أكثر الاختراعات قيمةً في عالمنا، حيث مازال اسم آلكسندار بيل يستخدم كجزء من أسماء المعاهد التعليمية والمدارس والشوارع في مختلف الأنحاء حول العالم، كما أحتل بيل المركز الـ 57 من قائمة أعظم 100 شخص بريطاني، وتم تصنيفه ضمن أعظم 10 أشخاص كنديين، ومن أعظم 100 شخص أمريكي، وأيضًا أفضل 10 علماء اسكتلنديون.