قبل أن نعرف من هو مخترع المدرسة لا بد قبل ذلك معرفة أنّ فكرة المدرسة فكرة موجودة منذ آلاف السنين، وتتمثّل بتجميع الطلبة في مكانٍ مُعيّن لأغراض التعلّم والكتابة والمعرفة. وفي حال كنت تتسائل عمّن هو مخترع المدرسة فهو هوراس مان؛ والذي يُعدّ مُؤسّس المدرسة الحديثة كما يُعرف أيضًا باسم أبو التعليم الحديث وذلك في بداية القرن التاسع عشر.
من هو مخترع المدرسة؟
يُعدّ هوراس مان (بالإنجليزية: Horace Mann) هو مخترع المدرسة، والذي كان يعمل وزيرًا للتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عام 1837م؛ حيث كان رائدًا في الإصلاحات التعليميّة في ولاية ماساتشوستس الأمريكيّة.
تجوّل هوراس مان أثناء عمله كوزير للتعليم في أنحاء الولاية، ومن أهم الأمور التي فعلها أنّه أقنع زملائه بوضع قوانين تدعم التعليم المُموّل من الضرائب في ولاياتهم. وعلى هذا الأساس أُنشئت المدارس المُشتركة والتي تهدِف لتعليم جميع الأطفال بغض النظر عن المنطقة وبما أنّها مُموّلة من الضرائب فإنّه بإمكان جميع الأطفال الالتحاق بها.
طالب هوراس بتوفير نفس التدريب الأساسي لجميع المعلّمين، كما حرص على أن يلتحق المعلمين في كليات لتدريب المعلمين ليتعلموا كيفية التدريس وإضفاء طابع احترافي على التدريس.
ومن أهم إنجازات هوراس مان أنّه عقد عددًا من المؤتمرات للمُعلّمين ونظّم عددًا كبيرًا من المحاضرات، كما أضاف العديد من الإصلاحات على النظام التعليمي والتي ساهمت في نجاح فكرة المدرسة. حيث طالب بتوفير نفس التدريب الأساسي لجميع المعلّمين، كما حرص على أن يلتحق المعلمين في كليات لتدريب المعلمين ليتعلموا كيفية التدريس وإضفاء طابع احترافي على التدريس.
كان هوراس مان يؤمن أنّه يجب رفع جودة المدارس الريفية عبر التدريس، وافترض أنّه لا بُدّ للنساء من المشاركة في العملية التعليميّة وذلك من خلال تعيين النساء في صفوف المعلمين.
نبذة عن حياة مخترع المدرسة
ولد مخترع المدرسة هوراس مان في مدينة فرانكلين في ولاية ماساتشوستس الأمريكية في عام 1796، وقد كان في البداية يعمل مُدرّسًا، كما كان مُصلحًا في مجال التعليم، وكان معروفًا بجهوده في الرغبة بتوفير نظام تعليمي عام قوي.
كان هوراس مان مخترع المدرسة يؤمن بشدّة أنّ توفير نظام تعليميّ مدرسيّ جيّد لِكُلّ طفل أمريكي قادر على تحويل الأطفال لاحقًا إلى أعضاء مُنضبطين مُجتمعيًا.
اُنتخب هوراس مان في عام 1837 ليكون أمينًا لمجلس التعليم الذي أُنشئ حديثًا في ذلك الوقت، وقاد حركة المدارس المُشتركة، وبعد ذلك انتشر تأثيره إلى جميع الولايات التي تبنّت فكرة التعليم الشامل.
كان هوراس مان يعتقد أنّ التعليم هو الأساس الذي يبني الاستقرار السياسي والوئام الاجتماعي في المجتمع، ولهذا فإنّ إنشاء المدارس التي تمنح الأطفال مستوى أساسي من المعرفة بالقراءة والكتابة إلى جانب غرس المثل العامّة المُشتركة من أهم الأمور التي تُؤدّي إلى رفع مُستوى المُجتمع، كما أنّ التعليم وفق وجهة نظره هو حجر الأساس للمشاركة الديمقراطية، والمواطنة الصالحة، ورفاهيّة المُجتمع. ويجدر الذكر بأنّ المبادئ الديمقراطية والجمهورية عزّزت رؤية هورس مان للمدرسة حول التعليم منذ ذلك الحين.
يُعدّ اختراع المدرسة فكرة ثورية إذّ إنّ التعليم الشامل في المدرسة هو الطريقة الوحيدة لتحسين معدّل معرفة القراءة والكتابة بسرعة.
سبب اختراع المدرسة
يُعدّ اختراع المدرسة فكرة ثورية إذّ إنّ التعليم الشامل في المدرسة هو الطريقة الوحيدة لتحسين معدّل معرفة القراءة والكتابة بسرعة. واخترعت المدرسة أيضًا حتى يتمكّن الناس من التعلّم في مجموعات الأمر الذي يُحدث فرقًا في حياة مجموعة من الناس.
تاريخ المدرسة
يُعتقد أنّ مفهوم المدرسة كان موجودًا منذ اليونان القديمة، والتي كانت مجموعة عبارة عن مجموعة من الطلاب المجتمعين سويًا في مكان ما لتعلّم شيء ما.
إنّ كلمة مدرسة مشتقّة من اللغة اليونانية (σχολή (scholē والتي تعني في الأصل "وقت الفراغ" ولكن لاحقًا سميت المجموعة التي يتم إلقاء المحاضرات عليها اسم المدرسة، سنوضح تاليًا تاريخ المدرسة في العالم.
المدارس القديمة في الحضارات المختلفة
تُعدّ فكرة المدرسة فكرة قديمة موجودة منذ آلاف السنين، إذّ انتشرت المدارس في اليونان القديمة، وروما، والهند، والصين وغيرها من الحضارات، وسندرج فيما يأتي أهم التفاصيل حول المدارس في الحضارات المختلفة:
المدارس في اليونان القديمة
تعود فكرة إنشاء المدارس لأوّل مرّة إلى اليونان القديمة، وكانت تقوم فكرة المدرسة على أنّ أولاد الأثرياء يرسلون إلى المدارس عندما يبلغوا سن 16 وذلك لتعلّم البلاغة والفلسفة ليُصبح شخص مُؤثّر وقوي. وذلك لأنّ فهم البلاغة في ذلك العصر كان يُعدّ أمرًا ضروريًا إذّ إنه طريقة لمعرفة طريقة التحدّث وكيّفية جذب الجمهور ممّا يعني أنّه قادر على قيادة تجمّع سياسي أو أن يُصبح شخصًا معروفًا في حفلات غير رسميّة كان يُطلق عليها اسم الندوات.
كان الأولاد في دولة اسبارطة القديمة يذهبون إلى التعلّم في نظام التعليم الحكومي المُخصّص للأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، وذلك لغرس الطاعة والانضباط فيهم منذ الصغر. وفي سن 16 عام ينضم الطلبة إلى منظّمة تُعرف باسم "كروبتيا" وهي قوة شرطة عسكرية؛ وكان عليهم العيش بمفردهم في غابة ميسينيا ثم يُطلب منهم البقاء على قيد الحياة وترهيب السكّان المحليين. كان التعليم في اسبرطة القديمة يركّز على تدريب الشباب على فن الحرب وعلى منحهم التدريب العسكري كما ركّز على مهارتيّ القوة والقيادة.
المدارس في روما القديمة
لم تتوفر في روما القديمة أي مدرسة عامة ورسميّة؛ ولكن كانت العائلات توظّف مدرسين خصوصيين لتعليم الطلاب في منازلهم. علمًا أنّ ظروف التعليم تختلف باختلاف الظروف المالية للأسرة حيث إنّ المعلّم الذي يُدرّس طلاب أبناء العائلات الثرية يفعل ذلك في مكان مريح وبمرافق ذات جودة عالية؛ في حين أنّ المعلمين للطبقات الوسطى أو الفقيرة يدرّسون في مرافق ظروفها أقل من مثالية فمنهم مثلًا من كان يضطر إلى التدريس في ساحات المدن أو في الشوارع.
المدارس في الهند القديمة
تعتمد المدرسة في الهند القديمة على شخصية المعلّم حيث أنّ الطلاب سيتركون أسرهم ومنازلهم للعيش مع هذا المعلّم الذي كان يُطلق عليه اسم غوركول.
كان التدريس في الهند مجانيًا دون الحاجة إلى دفع أي رسوم، ولكنّه كان يعتمد على العمل البدني. إذّ كان المعلّم يهتم بكل شيء إذّ يُقدّم للطلاب الطعام، والمأوى والملابس وعلى الطالب أن يعمل في الأرض يوميًا وهذا هو المقابل الوحيد مقابل التعليم.
كان في الهند القديمة نظامان للتعليم وهما:
- نظام الفيدية: يغطي هذا النظام القواعد، والمعرفة الطقسية، والمقاييس، وعلم الفلك، وعلم الصوتيات، والتاريخ، والمنطق، والاستدلال.
- نظام البوذية: يُغطّي هذا النظام تعليم الأطفال الفنون، والقانون، والأخلاق، والمسرحية، والفنون، والعلوم العسكرية، والهندسة المعمارية.
المدارس في الصين القديمة
كان التعليم المدرسي في الصين القديمة متطور بصورة مُدهشة، إذّ أنشئت المدارس للمرّة الأولى في عهد أسرة شيا ولك بين الأعوام 1600-2070 قبل الميلاد، وكانت المدارس حينها تقسم إلى طبقتين إحداهما لتدريس أبناء النبلاء والأخرى لتدريس أبناء المواطنين العاديين.
وتتكون هذه المدارس من مدارس ابتدائية وكليات عليا. وكانت تُقسّم المدارس إلى 4 مستويات إذّ لا يمكن للطالب أن ينتقل من مستوى إلى المستوى الأعلى إلّا إذا كان لديه الإصرار والعزيمة فمن كان أداؤه جيدًا ينتقل إلى المستوى التالي حتى يصل إلى مرحلة الكلية أما ذو الأداء السيء فلن يتمكّن من المواصلة في الانتقال بين المستويات.
تحدثنا خلال هذا المقال تُعدّ فكرة المدرسة فكرة قديمة نشأت منذ الأزل إذّ إنّ التعليم أمر ذُكر في جميع الحضارات القديمة في روما، والصين، والهند، واليونان وغيرها من الحضارات المختلفة. وعن مخترع المدرسة في العصر الحديث وهو هوراس مان الذي كان يعمل وزيرًا للتعليم في ولاية ماساتشوستس وقد كان يؤمن بأهميّة التعليم لذلك أنشأ المدارس المُشتركة المُموّلة من الضرائب والتي تهدِف لتعليم الأطفال، الأمر الذي يُؤسّس للمواطنة الصالحة ورفاهية المجتمع إذّ تغرس المدارس المُثل العامة المشتركة التي تُحسّن من مستوى المجتمع، وسرعان ما لاقت الفكرة استحسانًا وانتشرت في جميع الولايات المتحدة ومنها إلى العالم أجمع.
