04-أغسطس-2017

بافل فيلونوف/ روسيا

تعالوا إلي يا جميع المنبوذين

والمكللين بالعار

المكروهين من جميع الناس

والحيوانات

والشجر

ستصبحون رفاقي بدءًا من هذا التاريخ

السنة السادسة من ثورة ميتة

العام ثلاثمئة ألف وستة من عمر البشرية المولودة بعيب خِلقي

يسمونه الوعي.

 

أنت أيها المرض

أصغر المنبوذين

كيف تطيق هذا القرف

الذي ينظرون به إليك

طالما أحببتك

"أنت رسول الموت المحبب"

يسيل لعابك

لعابك الجميل

فيَصْفَر الهواء من حولك

جسدك متهدل وهزيل

 لكنه مخيف

أسنانك بنية مضعضعة

وتستطيع أن تعض بها كل شيء حتى

ضوء المصابيح

هؤلاء الحمقى

أعرف أنك مطارد من جميع الناس

يا أخي ورفيقي

طالما تتبعوك بالأحذية والمكانس في الردهات الواسعة والشوارع النظيفة

ولم يبقوا لك خرابة وحيدة أو جرذًا متعفنًا تسكن إليه

القساة

لا يفهمون أنك أنت الفتى المضطهد

وحيد جدًا

ويدفعك الماء الملتهب في صدرك

إلى حاجات بسيطة

كربتة كف أو جسد دافئ

تهدأ فيه

 

لكن لي عليك أيها الفتى الطيب

أنك لست عادلًا جدًا

لما لا تباغت قصور الرؤساء

مثلما تتسلل في الليل إلى عشش الضالين والفقراء

بدلًا من أن تتكاثر وتتجبر على لقمة مكسورة

أيها الدهي قناص الفرص

حري بك أن تزلزل الموائد العامرة

بالعفن والجذام

بالورم والدود

بالعفن والطاعون

ما أجمل هذه النعم

المجد لك

المجد لك.

 

وأنت أيها الموت

القناص الأعمى

كم ألفية عمرت على هذا الكوكب

وما زلت تختُر عريانَ على الطرقات

بلا صديق واحد

قل لي

هل تطيق كيف يرسمك هؤلاء البُلَّه

في عباءات سود وقُلُنْصوات مضحكة؟

وأنت العريان على الدوام

في بقجتك هذه تحمل المعنى الحقيقي للحياة

آآآه الحياة

وأنت تعتني بها كعشيقة مدللة

تعلقها على كتفيك بحنو على غصن كافورة

وتحملها معك من بلد إلى بلد

أنت أيها العاشق الشهيد

تعلم جيدًا ومنذ البداية كيف يتم استغفالك

ها أنت كلما شذبت شجرتها الطرية من الأغصان الزائدة

 لتحفظ جمرتها متقدة

 تغنج هي

هذه المُومُس

لألف عاشق في الليلة الواحدة!

لكنك ماض في طريقك أيها الجوال العتيد

بعينين ساهمتين

بينما تهتز في يمينك

حقنة واحدة تشفي جميع الآلام.

 

لكن لي عليك أيها الموت الشريد الجليل

أنك أضعت نخوة الرجال

هذه المومُس مثلما غدَرَتْك وأنت رجُلُها

تلفظ الضالين والشحاذين والفقراء أيضًا

بمنتهى القرف

وتمنح ثمارها حتى تينة فخذيها وعظام مهبلها الطرية

للمرابين وأصحاب المصارف

لقادة الجيوش والأنبياء

يا رفيقي عليك أن تعرف الآن

قبل أن نعقد ميثاق صحبتنا

من هم أعداؤك الحقيقيون

دعني  أمنحك الخريطة

خذ كأس النبيذ هذا

وأنت تعد سهام الحرب

ما أجمل هذه النعم

ما أجمل هذه النعم

المجد لك

المجد لك

المجد لك

 

تعال إلى أريكتي

واهدأ هنيهة

أيها الشيطان

 

يا صاحب الكره النبيل

يستعيذون منك كأحقر صرصار

وأنت صاحب القضية العادلة

أنت حكيم بما يكفي

ولا تحتاج النصيحة

ذاك الذي بطنه تكب من عصير الجنة

وهو مصاب بإسهال من فرط النهم

تدفعه أنت ليأكل تفاحة يتيمة!

بدلًا من أن توسوس لآدم

دلّ الجوعى لأن يأكلوا شجرة الأرض العامرة

نحن مثلك

كل هذا الغل الذي تطبخه في القدرة لأبناء الله

يفور في وجوهنا

إحذر

دع لي فرصة

وأنا أخبرك من هم أبناء الله المدللين

أنت تعرفهم لا تنكر

اشتبك في ذراعي أيها الجميل    

دعنا نوسوس لأبناء الشوارع

أبناء الشياطين

كيف يضربون الكهنة بالملوك

والملوك بالكهنة

ما أجمل هذه النعم

ما أجمل هذه النعم

المجد لك

المجد لك

المجد لك.

 

وأنتم أيها العاطلون عن العمل

الكلاب الضالة والشحاذون والعرج

في حارات إمبابة

وشبرا ودرب المنابيذ

السكيرون بالبراندي الرخيص وبائعات الهوى

خذوا رفاقكم من رفاقي

طيروا على أجسادهم العظيمة

انظروا كيف شددها الألم

واهبطوا على الأوغاد من حيث ثقفتموهم

وامنحوا الدم فرصة لأن يقول: سئمت

من التمشي في أجساد السلاطين

الأرض ملك للمنبوذين

ومن هنا تبدأ الثورة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ها أنا وردة وأكثر

أوراق اليتيم