07-ديسمبر-2023
دائرة ضيقة من المستشارين يعتمد عليها الرئيس بايدن (GETTY)

دائرة بايدن على تواصل دائم مع تل أبيب (GETTY)

يعتمد الرئيس الأمريكي جو بايدن، على مجموعة صغيرة من المستشارين لإدارة ملف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتقديم الدعم لإسرائيل.

ويحمل الرئيس الأمريكي بايدن، الموقف الإسرائيلي كما هو، ومع حديث المتقطع عن ضرورة "التزام" دولة الاحتلال بالقانون الدولي، أو عدم تكرار ما فعلته شمال غزة في جنوبها، إلّا أنّ ما يقدم حتى من انتقادات محدودة لا ينعكس على الواقع، إذ تواصل إسرائيل عدوانها بقوة كبيرة على قطاع غزة.

وفي هذا الإطار، نستعرض الأبرز الأشخاص، الذين يعتمد عليها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في سياسته، التي تقوم على رحلة أسبوعية إلى إسرائيل، من قبل عناصر في الإدارة الأمريكية، من أجل متابعة العدوان على قطاع غزة.

من هي أبرز عناصر الإدارة الأمريكية التي تساهم في توجيه العدوان الإسرائيلي على غزة؟

أنتوني بلينكن- دبلوماسية الرحلات المكوكية

يعتبر بلينكن مستشارًا لبايدن في شؤون السياسة الخارجية منذ فترة طويلة. وخلال العدوان الحالي سافر إلى الشرق الأوسط 3 مرات، قام خلالها بست زيارات إلى "إسرائيل لإبداء التضامن معها"، ومحاولة الحد من التوتر في المنطقة، وفق تعبير "رويترز".

وخلال رحلاته المكوكية بين "إسرائيل" ودول الجوار، رفض بلينكن دعوات وقف إطلاق النار، لكنه في المقابل "ضغط" على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

جيك سوليفان- رجل النصائح الأخيرة

تشير "رويترز"، إلى أن الرئيس الأمريكي كثيرًا ما يلجأ إلى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، عندما يبحث عن النصيحة والمشورة، ويدرس الخيارات النهائية.

وتحدث للوكالة أحد المسؤولين الأمريكيين، قائلًا: "هو يضع ويطرح الخيارات السياسية أمام الرئيس حتى يتخذ قراره"، وأضاف: "غالبًا ما يكون جيك الرجل الأخير في الغرفة الذي يقدم للرئيس نصائحه ومشورته وتوصياته بشأن كيفية المضي قدمًا".

وكان سوليفان البالغ من العمر 47 عامًا مستشارًا لبايدن لشؤون الأمن القومي عندما كان نائبًا للرئيس، كما كان نائبًا لمدير مكتب وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.

وتتمثل مهمة سوليفان، بجمع خيارات السياسة من مختلف الوكالات الحكومية، ويُعدها للعرض على بايدن حتى يأخذها في الاعتبار، وهو الدور التقليدي لمستشار الأمن القومي.

بريت ماكغورك- العقل الاستعماري

خلال مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، لجأ بايدن إلى منسق مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، للمساعدة في المفاوضات.

تولى ماكغورك البالغ من العمر 50 عامًا، مهمات تتعلق بالأمن القومي في عهد جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، ودونالد ترامب.

وشارك ماكغورك قبل العدوان على غزة في جهود مفاوضات للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، مقابل التزامات دفاعية أقوى للسعوديين من الولايات المتحدة، لكن العدوان على غزة تسبب في تجميد تلك الجهود.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه عندما وافقت حركة حماس وإسرائيل على تبادل الأسرى والمحتجزين عبر اتفاق توسطت فيه قطر في 21تشرين الثاني/نوفمبر، كان ماكغورك في الدوحة يجتمع مع رئيس الوزراء القطري للعمل على وضع إطار لهذا الاتفاق.

 

ويصف ماكغورك، بالعقل الاستعماري في البيت الأبيض، نظرًا لطريقة تعامله مع المنطقة.

وليام بيرنز- رجل الظل

قبل توليه منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تعامل وليام بيرنز لفترة طويلة كدبلوماسي مع القضايا الحساسة التي لها علاقة بالأمن القومي الأمريكي، ومنها المحادثات السرية التي أفضت إلى التوصل للاتفاق النووي الإيراني في تموز/يوليو 2015.

ولا يزال بيرنز يؤدي هذا الدور لإدارة بايدن، إذ سافر في الآونة الأخيرة إلى قطر لبحث التوصل لاتفاق للتهدئة، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة.

وقال مصدر مطلع إنه منذ أدائه اليمين الدستورية عام 2021 مديرًا لوكالة المخابرات المركزية، قام بيرنز بما لا يقل عن 40 زيارة خارجية، غالبيتها العظمى كانت سرية. وكان منها زيارة موسكو في عام 2021 قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، وزيارة لأنقرة علم 2022 لتحذير رئيس المخابرات الروسية من استخدام الأسلحة النووية خلال الحرب في أوكرانيا.

وقال مسؤول أمريكي: إن "بيرنز يتم استدعاؤه عندما يتعين إنجاز الأمور بهدوء"، واصفًا أسلوبه بأنه "أكثر دقة، وميلًا نحو قضايا المخابرات، وكيفية تعويض ما ينقص من معلومات".

 لويد أوستن- التحذيرات الصريحة

قبل سفر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل في أعقاب عملية طوفان الأقصى، كان قد تحدث بالفعل مع نظيره الإسرائيلي في أربع مناسبات على الأقل على مدى ستة أيام فقط. وهذه الوتيرة من الاتصالات المكثفة مستمرة منذ ذلك الحين.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية: إن "المكالمات مع يوآف جالانت، والتي كشف البنتاجون عن 24 منها، يمكن أن تستمر في كثير من الأحيان من 30 دقيقة إلى ساعة".

وحذر أوستن إسرائيل، من "مغبة عدم حماية المدنيين في غزة، ومخاطر التطرف الناجم عن ذلك". وأضاف: إذا "دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".

كاملا هاريس- خطط ما بعد الحرب

ركزت نائبة الرئيس كامالا هاريس اهتمامها على "القضية الشائكة" المتمثلة في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة.

والتقت في الآونة الأخيرة مع عدد من القادة العرب على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب28". وشددت هاريس في دبي على ثلاثة عناصر متعلقة بغزة بعد الحرب، وهي: "إعادة الإعمار والأمن والإدارة"، قائلةً: "لا للتهجير القسري، ولا لإعادة الاحتلال، ولا للحصار أو الإغلاق، ولا لتقليص مساحة الأرض، ولا لاستخدام غزة كمنصة للإرهاب".

وأضافت: أنه "يجب تعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لتتولى المسؤوليات الأمنية في غزة والضفة الغربية"، وتابعت: "نريد أن نرى غزة والضفة الغربية موحدة تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ويجب أن تكون أصوات الفلسطينيين وتطلعاتهم في قلب هذا العمل".

جون فاينر- رجل إثارة التساؤلات

يعتمد جيك سوليفان بشكل كبير على نائبه جون فاينر، الذي عمل سابقًا مستشارًا خاصًا لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكاتب خطابات السياسة الخارجية لبايدن عندما كان نائبًا للرئيس باراك أوباما.

وقال المسؤول الأمريكي عن فاينر: "هو في كثير من الأحيان الرجل الموجود في الغرفة الذي يقول: لحظة من فضلكم، هذا لا يبدو منطقيًا، هل فكرنا في القيام بذلك بهذه الطريقة؟".

وباعتباره نائبًا لسوليفان، يساعد فاينر أيضًا في التنسيق بين الوكالات الحكومية الأمريكية، وفي وضع وتشكيل الخيارات السياسية.

وكان فاينر مديرًا لمكتب جون كيري عندما كان وزيرًا للخارجية في عهد أوباما، كما عمل مراسلًا لصحيفة "واشنطن بوست" في عدد من مناطق العالم، ومن بينها الشرق الأوسط.