03-مارس-2024
ياسين بونو

ياسين بونو أفضل حراس المنتخب المغربي

يعتبر مركز حراسة خطّ المرمى هو الجدار الدفاعي الأخير لكل فريق، وبمثابة أهم مركز في أي منتخب أو ناد، فلو كان الفريق كلّه يعاني الأمرين من النواحي الهجومية أو في خط الوسط، أو حتى خط الدفاع، فقد يدفع حارس المرمى الطمأنينة في نفس فريقه، ويمنحه الثقة والصلابة، خصوصًا حينما يعوّض الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون من أمامه، ويتألّق بإنجازه لتصديات صعبة، حارمًا المنافسين من تسجيل أهداف محققة.

أي فريق يطمح لأن يكون بين الأقوياء، عليه تعزيز صفوفه بحرّاس مرمى متميّزين، صحيحٌ أنه سيشارك بحارس واحد في أرضية الملعب، لكن الظروف قد تحتم غياب هذا الحارس عن المباراة لأسباب متعددة كالإيقاف أو الإصابة، لذلك على كلّ فريق قوي أن يحوي تشكيلة مميزة من حراس المرمى، والتي تمثّل عمودًا فقريًا لإنجازات الفريق المأمولة.

من الفرق التي أدركت أن مركز حراسة المرمى لا يقلّ أهمية عن أي مكان في التشكيلة، بل يعتبر الأهم على الإطلاق، كان المنتخب المغربي، والذي تمتلك تشكيلته تاريخيًا أفضل حراس المرمى، ومع إنجازها الأخير في كأس العالم 2022، كان الفضل لحراس المرمى المغاربة في الحفاظ على نظافة شباكهم بالعديد من المباريات، وكانوا حاسمين بركلات الترجيح والأدوار الإقصائية، ليقود حراس مرمى المنتخب المغربي أسود الأطلس ليكونوا الفريق العربي والأفريقي الوحيد الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم.

 

حراس المنتخب المغربي

مهمة اختيار قائمة حراس المنتخب المغربي المشاركة في بطولة معيّنة ستكون صعبة على الدوام، لأن حراس المرمى المغربيين أثبتوا تفوّقهم مع الأندية، سواء كان ذلك على الصعيد المحلي أو من يحترف منهم بالخارج، وبعد أن يجتاز المدرب عقبة اختيار حراس المرمى، ستكون أمامه عقبة أخرى، تتمثل بتفضيل أحدهم على الآخر للمشاركة في المباريات، تبعًا لمهاراتهم وخبرتهم واحتياج المباريات لهم، إضافة إلى المعايير الأخرى كالجاهزية البدنية والنفسية.

وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب، اعتمد في قائمة منتخب المغرب على ثلاثة حرّاس مرمى، وهم ياسين بونو الذي يلعب أساسيًا، إضافة إلى حارسي احتياط منتخب المغرب وهما منير المحمدي "منير الكجوي" والمهدي بن عبيد.

 

ياسين بونو

الحارس المغربي المتألّق، والذي ينشط حاليًا في نادي الهلال السعودي، حيث يعتبر من أفضل الحراس في تاريخ المغرب والوطن العربي، ومن أفضل الحراس في العالم بالوقت الحالي.

استحق بجدارة مكانه أساسيًا في تشكيلة المغرب، كيف لا وهو صاحب العديد من الأرقام القياسية، فهو أول حارس عربي ينال بطولة قارية في أوروبا، وأفضل حارس بتاريخ نادي إشبيلية الإسباني، حيث حقق إنجازًا تمثل بكونه أكثر حارس حفاظًا على نظافة شباكه مع نادي إشبيلية لمدة (557) دقيقة متتالية، محطمًا رقم الحارس السابق البرتغالي بيتو (516) دقيقة.

ياسين بونو
ياسين بونو أفضل حراس المنتخب المغربي

ياسين بونو سطع نجمه في الملاعب الأوروبية، حينما ساهم بشكل كبير في منح إشبيلية التتويج بلقب الدوري الأوروبي في مناسبتين، وحصد مع فريقه العديد من النقاط بالدوري الإسباني، عندما كان الحامي الأول لعرين النادي الأندلسي، ليعتبر ياسين من أركان الحقبة الذهبية للفريق الإسباني.

ومع منتخب المغرب، لم يقدم ياسين بونو أداءً مختلفًا، بل كان على قدر المسؤولية في كأس العالم 2022، لتمنح تصدياته المذهلة أسود الأطلس الفوز في مباراة ثمن النهائي أمام إسبانيا، عندما لم يسمح للاعبي الماتادور في تسجيل أي ركلة ترجيح.

ياسين بونو يعتبر قدوة لكل حراس المرمى في الوطن العربي، فإنجازاته مع الأندية التي لعب معها كثيرة، والقادم يعد بالمزيد، فهو أوّل حارس عربي يرشّح لجائزة الفيفا وجائزة الكرة الذهبية لأفضل حارس في العالم، وأكثر حارس مرمى حافظ على نظافة شباكه في الدوريات الأوروبية، 32 مباراة بشباك نظيفة في كل المسابقات.

كما نال ياسين بونو جائزة أفضل حارس أفريقي، ودخل التشكيلة المثالية للدوري الأوروبي والدوري الإسباني، وحصد جائزة رجل المباراة النهائية في الدوري الأوروبي، والحارس العربي والأفريقي الوحيد الذي حافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات بنسخة واحدة من كأس العالم، ففعل ذلك أمام البرتغال في ربع النهائي، وأمام إسبانيا في ثمن النهائي، وأمام كرواتيا في افتتاح مباريات المغرب بكأس العالم.

لذلك يستحق ياسين بونو التواجد أساسيًا في تشكيلة أسود الأطلس، لأنه الحارس الأجدر، والأكثر خبرة من ناحية اللعب مع الأندية الكبرى، كذلك يتميز بركلات الترجيح، وحسن قيادته للفريق.

 

منير المحمدي

حارسٌ مغربي آخر ينشط بالدوري السعودي، وتحديدًا نادي الوحدة، ونتحدث عن منير المحمدي، أو كما يسميه البعض منير الكجوي، والذي كان الحارس الأساسي لمنتخب المغرب لمدة سنوات، قبل أن يحل مكانه المتألّق ياسين بونو.

قدوة منير المحمدي هو أسطورة حراسة المنتخب المغربي، وأفضل حارس بتاريخ المنتخب المغربي بادو الزاكي، والذي كان في فترة من الفترات مدربًا لمنتخب المغرب، وفيها استقدم منير المحمدي لأول مرة من أجل ارتداء قميص أسود الأطلس.

منير المحمدي
منير المحمدي أو منير الكجوي من نجوم حراس المنتخب المغربي

وقتها كان مركز حراسة المرمى يؤرق عشاق منتخب المغرب، إلى أن أتى منير المحمدي وحمى عرين أسود الأطلس، وحقق إنجازًا استثنائيًا غير مسبوق، حينما أوصل المغرب لنهائيات كأس العالم 2018، بعد غياب دام 20 عامًا عن المونديال، لكنّ الإنجاز لم تأت أهميته من ذلك فحسب، إنما بسبب نجاح منير المحمدي في الوصول إلى نهائيات كأس العالم دون أن يدخل شباكه أي هدف في التصفيات.

شارك منير المحمدي في بطولتي كأس عالم، إذ لعب كل مباريات المغرب الثلاث في مونديال روسيا 2018، وخاض اللقاء الثاني في مونديال 2022 أمام بلجيكا، وفيه حافظ على نظافة شباكه، مساندًا فريقه بالفوز على بلجيكا التي كانت مرشحة لنيل اللقب.

 

المهدي بن عبيد

يملك حارسي المرمى السابقين "ياسين بونو ومنير المحمدي" خبرة كبيرة وهائلة على صعيد الأندية والمنتخب الوطني، وكلاهما مثلا المغرب في بطولات كأس العالم وكل المناسبات الممكنة، سواء كانت مباريات ودية أو بطولة المونديال وبطولة كأس أمم أفريقيا وتصفيات المسابقتين.

لكن لا بد من التحضير لخليفة لهذين الحارسين، سيما وأنهما تخطيا الثلاثين من العمر، وبالتالي كحالة أي فريق، لا بدّ من تعزيز مركز حراسة المرمى بالعناصر الشابة التي تحصّن مستقبل الشباك المغربية.

مهدي بن عبيد
مهدي بن عبيد مستقبل حراس المنتخب المغربي

لم يشارك المهدي بن عبيد في أي مباراة رسمية للمنتخب المغربي الأول، لكنه كان حاضرًا في مقاعد الاحتياط بكل البطولات الهامّة، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على ضرورة الصبر والتفاني، من أجل حجز مكان أساسي له، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإنه يشير إلى أن حالة الحارسين الأساسيين ما زالت جيّدة.

ومع ذلك، مثله مثل أي حارس مرمى، سيأتي وقت المهدي بن عبيد، وقتها سيحقق أحلامه بتمثيل منتخب المغرب، ويتشبّث بالفرصة التي جعلته يشارك أساسيًا، ويدافع عنها أمام منافسيه وزملاءه بكل ما أوتي من قوة، وذلك يعد عاملًا تنافسيًا هامًّا في حراسة مرمى المنتخب المغربي، وسببًا أساسيًا في تألّق حرّاس المغرب في المحافل المحلية والدولية.

قد تشهد قائمة حراس منتخب المغرب بعض التغييرات، فالثلاثي "بونو، المحمدي، بن عبيد" قد لا يتواجدون سوية في قائمة المغرب بالفعاليات القادمة، بسبب وجهة نظر المدرب أو تعذر حضور أحد الحراس بسبب الإصابة أو الإيقاف، لكن المؤكد أن ياسين بونو سيبقى الخيار الأول لوليد الركراكي في الاستحقاقات القادمة للمنتخب المغربي.