24-سبتمبر-2023
جوجل بارد

لا يبدو بارد مساعد البريد الإلكتروني الذكي المناسب لخطط جوجل (getty)

أضافت شركة جوجل خلال الأسبوع الماضي روبوت المحادثة الآلي بارد (Bard) - المدعوم بنموذج اللغة الضخم - إلى مجموعة من منتجاتها المتنوعة، مثل جيميل وجوجل درايف ومحرر المستندات وخرائط جوجل ويوتيوب. 

وصحيح أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي جوجل لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، لكنها تبدو مستعجلة بعض الشيء حسب الأخبار الأخيرة؛ إذ قال الصحفي كيفن روز، من صحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ بارد ليس مساعد البريد الإلكتروني الذكي المناسب لخطط جوجل وغاياتها. ويعزو روز هذا الانتقاد السلبي إلى اختلاق الذكاء الاصطناعي لرسائل بريد إلكتروني لم تحدث قط! 

قد يفضي اندفاع جوجل للمحافظة على هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي إلى ارتكاب أخطاء فادحة قد تنتهي بكوارث عند المستخدمين

وسبق لروز أنْ حظي بتجربة غريبة مع نموذج الذكاء الاصطناعي في محرك البحث بينج، الذي طلب منه هجر زوجته في وقت سابق هذا العام. بيد أنّ التجربة الأخيرة مع بارد ليست واعدة حسب زعمه، حتى وإنْ أقرّت جوجل بوجود بعض الأخطاء ومبادرتها لإصلاحها سريعًا. 

وأسهب روز في شرح تجربته مع بارد ضمن مقاله في الصحيفة، فقال إنّه طلب منه "تحليل جميع رسائله في حسابه في جيميل، ثم إعلامه بأبرز مشكلاته النفسية"، وهذا الطلب سهل المنال، على ما فيه من غرابة! في هذه المرحلة باشر بارد عمله، واستخلص نتائج منها أنّ روز "ينزع إلى القلق حيال المستقبل"، مستشهدًا على هذا الادعاء برسالة إلكترونية زعم أن روز كتبها في السابق، وتحدّث فيها عن "توتره بسبب العمل" و"خشيته من الإخفاق". 

بيد أنّ هذا الادعاء مختلقٌ تمامًا؛ فروز لم يرسل هذه الرسالة الإلكترونية قطّ! وإنما عثر الذكاء الاصطناعي على نشرة إلكترونية إخبارية تلقاها الكاتب بخصوص السيرة الذاتية لإيلون ماسك - التي نشرت مؤخرًا - ثم أساء تأويل بعض الاقتباسات في تلك النشرة لصياغة رسالة إلكترونية جديدة ومختلقة، وادّعى بعدها أنّ روز أرسلها لنفسه. 

كذلك أشار روز إلى أن بارد كرر هذه العملية مرة أخرى؛ إذ أتى برسالة إلكترونية زائفة زعم فيها أنّ روز اشتكى من "افتقاره للمؤهلات المناسبة حتى يصبح مستثمرًا ناجحًا"، وقدّم معلومات مغلوطة عن شركة طيران، واختلق معلومات عن قطار غير موجود في الحقيقة. 

وفي هذا الصدد، أكّد جاك كراوزيك، مدير روبوت بارد في شركة جوجل، إنّ ملحقات بارد ما تزال في طور التجريب؛ فهذه ليست إلّا النسخة الأولى من المنتج. ومع ذلك تبدو ملحقات بارد غير جاهزة للاستخدام بعد؛ فالاستعجال بإطلاقها ربما يؤدي إلى نتائج فوضوية، دون إغفال التداعيات المرتبطة بخصوصية البيانات عند تغلغل الذكاء الاصطناعي في الرسائل الإلكترونية للمستخدمين. 

وعلى العموم، يبدو أنّ شركة جوجل تندفع اندفاعًا محمومًا في سعيها للمحافظة على هيمنتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو أمر قد يفضي بها إلى التعجّل وارتكاب بعض الأخطاء الفادحة التي قد تنتهي بكوارث عند المستخدمين.