03-مايو-2021

الكاتبة والمترجمة هدى فخر الدين

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


هدى فخر الدين كاتبة ومترجمة من لبنان، وأستاذة في الأدب والنقد العربيين في جامعة بنسلفانيا. حائزة على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي والأدب المقارن من جامعة إنديانا في بلومنغتن وشهادة الماجيستر في الأدب الإنجليزي من الجامعة الأمريكية في بيروت. من مؤلفاتها، كتاب "الميتاشعرية في التراث العربي" (دار بريل، 2015) الذي يتخذ من تجربة الحداثة الشعرية في القرن الماضي مدخلًا لتناول تجربة الحداثة العباسية، في محاولة للربط بين مفهومي الإبداع والتجديد في الحالتين. وكتاب "قصيدة النثر العربية بين النظرية والتطبيق" (دار جامعة أدنبره، 2021) الذي يتناول قصيدة النثر العربية كممارسة شعرية ذات منطلقات نظرية محرِّكة تهدف إلى مساءلة تخريبية وتوسيعية لحدود الشعر في اللغة العربية. لها ترجمات ومقالات عديدة عن الشعر العربي والنظرية الشعرية قديمًا وحديثًا، كما صدرَ لها رواية-يوميات بعنوان "زمن صغير تحت شمس ثانية" (دار النهضة العربيّة، 2019).


  • ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

ولدتُ في عالم من الكتب. نشأتُ في عائلة كثير من أفرادها يسكنون الكتب. كنت أسمع في صغري بالمتنبي وأبي تمام وامرئ القيس والشنفرى، فأظنهم من الأقارب البعيدين. كنت أسمع أصواتهم في صوت أبي حين يجمعنا، أنا وأخي علي، ليقرأ لنا أشعارهم ويخبرنا أخبارهم.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟

من أكثر الكتب تأثيرًا فيّ شرح المعلقات السبع للزوزني. وذلك لأنه كان أول كتاب اقتنيت منه نسخة خاصة بي غير تلك التي في مكتبة العائلة. كنت أحرص عليها ككنز حتى قبل أن أتمكن من القراءة فيها. وحملتها معي إلى أمريكا حين تركت البيت أول مرة. ظلت علاقتي بهذه القصائد تكبر وتتغير حين درَستها وكتبت عنها ثم أعدت قراءتها مع طلابي وترجمت بعضها. ما زلت أشعر بأنني اكتشف شيئًا جديدًا ساحرًا كلما عدت إليها وخاصة في تلك النسخة التي رافقتني منذ الصغر.

كتاب آخر أثّر فيّ كثيرًا وحملته معي بين الأمكنة "الأرض الخراب وقصائد أخرى" لـ ت. س. إليوت. أظل أعيد قراءة هذه القصائد وتظل تفتح لي سبلًا إلى قصائد وقراءات أخرى في الإنجليزية وغيرها من اللغات.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

أظن أن الجواب السابق يتضمن إجابتي عن هذا السؤال أيضًا.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

أُكثِرُ من كتابة الملاحظات في هوامش الكتب التي أقرأها. بعضها متعلق بعملي وبما أكتبه أو أبحث فيه. ولكن أكثر الملاحظات إلحاحًا هي التي أكتبها في الهامش على أمل أن تعيدني الى لحظة ذهول او اكتشاف أسرتني أثناء القراءة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لم تتغير علاقتي بالكتب كثيرًا بعد الكتب الإلكترونية. ما زلت أشعر بأن القراءة الحقيقية لا تكون إلا في الورق. لدي مكتبة الكترونية كبيرة متعلقة بما أقوم به من أبحاث ولكني أرجع إليها لأجد مرجعًا او نقطة انطلاق ونادرًا ما أطيل القراءة على الشاشة. أفضل العودة إلى الكتاب "الحقيقي" دومًا.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

مكتبتي الآن تتوسطها دواوين العباسيين وتترتب كل الكتب الأخرى حولها. في هذه الأيام أمضي كثيرًا من الوقت في الصيد مع ابن المعتز. من الكتب الأخرى في المكتبة، مجموعات من الشعر الحديث والمعاصر العربي والعالمي وخاصة الأمريكي، ومجموعة كبيرة من الروايات الأمريكية والإنجليزية والروايات المترجمة من الفرنسية والألمانية بشكل خاص، ومعظم هذه لشريكي أحمد. مكتبتنا الآن تجمع قراءاتنا واهتماماتنا التي تلتقي أحيانًا وتختلف أحيانًا أخرى. فتكشف مكتبتنا عما نتحاور فيه حين نتشارك قراءاتنا.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

الآن أقرأ كتابين، الأول دراسة شيّقة وممتعة في دور المطربات والفنانات في مصر في بداية القرن العشرين: القاهرة منتصفَ الليل لرافايل كورماك، وقد صدر منذ أشهر قليلة. وهذا الكتاب مرتبط بمشروع جديد أعمل عليه عن أم كلثوم كقارئة ومترجمة مبدعة للقصيدة العربية. الكتاب الثاني الذي أعيد قراءته هو رواية العمى لساراماغو. حين قرأت الرواية أول مرة، بقيتُ في هول أثرها أشهرًا. ومنذ بداية هذه السنة العصيبة وأنا أسترجع مقاطع منها. أعيد قراءتها الآن علّ الظلمة التي حلْت بنا ترتفع فجأة، لنتفرّغ بعد ذلك إلى نظر في أنفسنا وما آلت اليه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة نجيب مظلوم

مكتبة محمد عثمانلي