26-أبريل-2021

الصحافي والمخرج نجيب مظلوم

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


نجيب مظلوم صحافي وصانع أفلام وثائقية، من مواليد دمشق 1976. حاصل على ليسانس حقوق من جامعة دمشق، وماستر في العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة بيروت العربية، وماستر في الاقتصاد السياسي. كتب لعدة صحف عربية، وعمل الكثير من الريبورتاجات التلفزيونية ووثائقيات لعدة قنوات تلفزيونية.


  • ما الذي جاء بك الى عالم الكتابة؟

تربيت في بيت تتكوّن غرفة الجلوس فيه من مكتبة تاريخية ضخمة تتضمن أمهات الكتب لاهتمام أبي بالتاريخ، إضافة إلى مكتبة خالي المتنوعة والهائلة التي تتكون من غرفتين من الكتب. وبدأ شغفي مبكرًا بالقراءة ربما في الصف الثالث، لم أكن مهتما بألعاب الأطفال أو الكرة، كنت شخصًا خجولًا وانطوائيًا، أذكر أنني بدأت عبر موسوعة المعرفة التي شدتني صورها الملونة والجميلة عن الحيوانات والحضارات، لأنتقل بعدها إلى قراءة أجزاء قصة الحضارة لويل ديورانت، التي أنهيتها في صف السابع. لتنهال عليّ روايات الأدب الروسي من أخي الذي كان يدرس في الاتحاد السوفييتي. حرب الخليج الثانية وتداعياتها جعلتني أقرأ، عندما أنهيت الصف التاسع، بنية العقل العربي لمحمد عابد الجابري وبقية مجموعته. في الصف الحادي عشر قرأت كتبًا لكارل ماركس وأنجلس، وبدأت بكتب الفلسفة الإغريقية حتى بداية دراستي الجامعية. وهنا تشكّلت ملامح مكتبتي التي امتلأت بها غرفتي فيما بعد. جمعت وقرأت الكثير من الروايات، ووضعت دفترًا لأسجل فيه معلومات الاشخاص الذين يستعيرون كتبًا من عندي ويحمل توقيعهم.

دخلت في دوامة قراءة علم النفس وعلم الأديان المختلفة، فبحثت عن مصادر الكتب المقدسة عند أديان المنطقة وطوائفها، ثم انتقلت إلى أديان وفلسفات الشرق الأقصى، والميثولوجيا العالمية.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

كتاب التاو لـ لاو تسو ترجمة وتقديم فراس سواح، لأنه كان فاتحة للقراء وفهم فلسفات الشرق الأقصى. كتاب العبرمناهجية لـ بسراب نيكوليكسو وترجمة ديمتري افرينيوس، لأنه شكّل لي رؤية جديدة للعالم. الانتصارات المذهلة لعلم النفس الحديث لـ بيير داكو، ترجمة وجيه أسعد، لأنه كان بوابة لقراءت علم النفس المعقدة. أما الشعر فعلى أنواعه، والروايات أغناها أعمال دوستويفسكي: المقامر، الأبله، الجريمة والعقاب، وهرمان هيسه: دميان، ولعبة الكريات الزجاجية، غابرييل غارسيا ماركيز: مائة عام من العزلة، الحب في زمن الكوليرا، خفة الكائن التي لا تحتمل لـ ميلان كونديرا، الخيميائي لـ باولو كويلو، قواعد العشق الأربعون لـ إليف شفق.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

هيرمان هيسه رغم مبالغته في وصف الطبيعة إلا أنه يحملك بفكره الغزير المتشبع من الشرق والغرب إلى عوالم جديدة دومًا، وكذلك كارل غوستاف يونغ عبر اطلاعه الكبير على حضارات العالم القديم في رحلة بحثه عن صحة نظريته حول الذاكرة الجماعية.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

حسب أهمية الكتاب، لكن غالبًا ما كنت أكتب ملاحظات على هوامشه، أو وريقات أحتفظ بها داخل الكتاب نفسه. وغالبًا ما كانت القراءة الثانية للكتاب، بعد مدة طويلة نسبيًا على قراءته الأولى، هي الأكثر أهمية وأعمق فهمًا، وتريني أبعادًا أخرى عبر السطور.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

نعم تغيرت كثيرًا، ففي البداية كنت أفضل الورق -في الحقيقة إلى الآن أفضله- ولكن بعد أن تركت مكتبتين وراء ظهري في هجراتي القسرية، توقفت عن هوايتي المحببة في جمع الكتب كي لا أخسرها مجددًا، وصنعت لنفسي مكتبة إلكترونية منذ وصولي إلى أوروبا. ولم أشتر كتاب من وقتها، بل جلّ الكتب التي تصلني عبارة عن هدايا.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

تتكوّن مكتبتي الإلكترونية حاليًا من كتب منوعة مقسمة إلى أقسام: الاقتصاد، والتاريخ، حريات ومعتقدات، سياسة وقانون، علم النفس، علم الاجتماع، لقاءات وسير ذاتية، رواية وقصة، شعر، مسرح، موسوعات ولغات، علوم. الحيز الأكبر منها للتاريخ وعلم النفس والفلسفة والروايات.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

دائمًا ما أقرأ كتابًا يتعلق بدراسة أو تاريخ او فلسفة، وفي نفس الوقت رواية من الروايات. ففي هذه الفترة مثلا تشدني الكتب التي تتحدث عن تاريخ الطبخ مثل "الطبخ في الحضارات القديمة" لـ كاثي كوفمان، ورواية "الإحساس بالنهاية" لـ جوليان بارنز.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة محمد عثمانلي 

مكتبة مازن عرفة