01-فبراير-2021

الشاعر والكاتب محمود عواد

ألترا صوت - فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


محمود عوّاد شاعر وكاتب مسرحي من العراق. صدر له ديوان شعر بعنوان "أكزيما"، وكتاب "غوغ.. مسامرات خضير ميري" الذي يتناول موضوع الجنون.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

 الجوع، ففي طفولتي كنت منشغلًا في نقل الخضروات بعربة وإيصالها إلى دكاكين البقالة، وأحيانًا سرقتها لضمان البقاء على قيد الحياة، وعندما دخلت في المراهقة، اكتشفت أن غريزة الجوع تتضاعف لكن هذه المرة بشكل آخر، ما دفعني إلى أن أفتش في الحياة عن أغذية تُناسب معدة الرأس، ولأني من أُسرة معدمة ولا أملك ثمن شراء كُتيب قديم، ولكي أوفر الطعام لعائلة الرأس، وجدتني متورطًا في مغامرات الكتب، فالمحنة الكبرى للإنسان تكمن في تسلل المعدة واستقرارها في الرأس، ذلك لأن الجرائم الفكرية لا تُرتكب من دون الرهان على مرارة الحياة، ومنذ قراءتي أول كتاب والذي كان مجموعة نصوص مسرحية لـ فرناندو آرابال، أٌزيحت الغشاوة عن عينيَّ، ورحت ألتقي بذئاب تشبهني، ذئاب علمتني سرّ العواء من الداخل.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

القارئ الجيد كلب بوليسي، يتعقّب شبح الجريمة في كل شيء، حينذاك يمكننا الحديث عن جودة الكتب ورداءتها. هنا تُصبح القراءة فعلًا حاسيًا، خارج دائرة العقل، ففي الموت يتلاشى مفهوم الزمن ويصبح الخوف هو الحارس الزمني لبوابة الرحيل، هذا عينه ما ينبغي توافره في الدخول في عالم الكتب، والتأكيد على ضرورة الحاسية ينطلق من يقين ثابت بقصور العقل التوافقي، والإتيان بالبديل الباطني الذي هو الجنون، والأخير هو عقل إشكالي، وإشكاليته متأتية من امتلاكه طاقة حاسية عالية البصيرة، فالجنون هو نزوح العقل من وطن واقعي مألوف إلى آخر متخيل حاسي.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

كاتبي المفضّل هو محمود عوّاد، لأنّه الوحيد الذي يعلم بجوع واحتياجات محمود عوّاد الجمالية والفكرية. لكن ثمة ذئاب تسعدني رفقتها والعواء معها.

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

بل أرسم مخططات لاعتداءات وتلفيقات قادمة، فالقراءة بالنسبة لي هي قدرة اللحم في اللعب مع السكاكين، أو هي محاولة لارتكاب جريمة نظيفة.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

على الرغم من أنني وراّقيُّ الهوى، لكن للكتاب الإلكتروني فضل لا يُنكر في تخليصي من معاناة الحصول على وجبات جمالية، وفكرية يصعب شراؤها والعثور عليها.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

الحديث عن المكتبة يلزمه الحديث عن استقرار وسكن دائمين، أيصحُّ لشخص مبتور الساقين أن يتحدث بواقعية عن أناقة وجمال الأحذية؟! ولأني كثير التنقل من منزل إلى آخر، كل ما لدي هي أكياس كتب وأفلام أحملها على ظهري مثلما يفعل بائع الخردة، فكثيرًا ما أراني قطة تتنقل بصغارها أو كهلًا يحمل ثقل العالم بحدبته.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

أقرأ أكثر من كتاب: "مسرح الموت" لكانتور، "لفيناس من الموجود إلى الغير"، و"أرسطو أو مصاص دماء المسرح الغربي" لفورانس دوبون.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة عائشة العبد الله

مكتبة آسيا شارني