25-مارس-2019

الشاعر فرانك بايس

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


فرانك بايس أحد أبرز شعراء الدومينيكان المعاصرين. من مواليد 1978 في سانتو دومينغو. صدرت له ثلاث مجموعات شعرية وواحدة قصصية، أبرزها "عشرون بطاقة بريدية" (2009) و"عند المحللين النفسيين، أنت من سيدفع الحساب!" (2007). حصل على جوائز عديدة.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

كان من عادة والدي، ومنذ صغر سننا أنا وشقيقتي، أن يقرأ لنا أشعارًا وقصص قصيرة. وكبرنا على هذا الطقس اليومي الذي أسس لأولى علاقاتنا بالكتاب، هذا الحب الخالص حيث يعود الفضل في هذا الشأن له، ولمكتبته الضخمة. كما أتذكر وقوفي أمامها صغيرًا وأحلم؛ أنه عندما أكبر سأقرأ كل هذه الكتب. بعدها، وعندما كبرت ودخلت الجامعة، لم تقتصر قراءتي على مكتبة العائلة، بل زاد ولوجي إلى المكتبة الجامعية حظي في التهام الكتب.

بطبيعة الحال، كانت مكتبة الجامعية فقيرة من ناحية كتب الشعر، لهذا كان لزامًا عليّ استجلابها بوسيلة أخرى، لم تتوفر عندي وظيفة وقتها ولا مورد مال قار، فطورت خطة بديلة هي: سرقة الكتب من المتاجر. ولم أسرقها فحسب، بل كنت إذا تعذر علي الأمر في ذلك، أعيد كتابتها على كراريسي، وتخليدها حبرًا على ورق. عندما عثرت أخيرًا على عمل، أقلعت عن سرقة الكتب ورصدت كل مالي لابتياعها. يجدر بالإشارة أنه في سانتو دومينغو أسعار الكتب مرتفعة، لكن على الرغم من ذلك أبتاعها مرغمًا تارة، وتارة أخرى أعدها تكفيرًا عن سرقاتي في الزمن الماضي.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

إذا تعلّق الأمر بكتاب محدد، سيكون كما أتذكره "جزيرة الكنز" لستيفنسون، والذي قرأه لي والدي وأنا صغير. غير ذلك، هناك كتب عديد أحب قراءتها، كما أحب قراءة كل شيء؛ الشعر، الخيال، الواقعية، التاريخ، علم النفس والفلسفة. وكلما قرأت نصًا جميلًا أحسست كأن كلماته تلتصق بي، تلاحقني ولا أستطيع الفكاك من متابعة القراءة. على سبيل المثال، أتذكر أول مرة قرأت فيها شعر آن سيكستون أو كتب الأرجنتيني سيزار آيرا، أو عندما بدأت مطالعة "المحقق المتوحش" لروبرتو بولانيو لأجدني أسير سيل الكلمات، هو نفس شعور الوقوع في الحب: لا يمكنك تفادي وقوعه.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

يمكنني القول إنه خورخي لويس بورخيس. أظن أن بورخيس هو الرابط الذي نملكه مع كل التقليد الأدبي. بورخيس هو الألف الخاص بنا (إشارة إلى "الألف" أكثر كتب بورخيس).

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟

نعم، أملك جريدة وفي بعض الافتتاحيات التي أكتب تكون حول قراءاتي؛ مراجعات وملخصات لها. والتي دائما ما أسجل ملاحظات حولها في كراريس، كما ذكرت آنفًا لتخليد جمالياتها وجمالية لحظة قراءتها تلك.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

الحقيقة هي أنني لا أقرأ عادة الكتاب الإلكتروني. لكن فكرة وجوده في حد ذاتها تروقني جدًا، لأنه يوفر لك بديلًا عندما يغيب الكتاب الورقي، كما أن وجود هذا البديل مهم لشخص ولد في بلد فقير بما يمثل له ثمن الكتاب من إعاقة أمام فعل المطالعة. ومثلًا، لو توفر لي الكتاب الإلكتروني في شبابي، لما كنت سرقت كتبًا من المكتبات، أو أرهقت عيني بالمطالعة القهرية داخل مكتباتنا المظلمة.

  • حدّثنا عن مكتبتك

لا شيء يمنحني السرور والفخر أكثر من مكتبتي! ولو فسح لي المجال أكثر لتكلمت لساعات وساعات عنها، دون كلل أو ملل. فقد جمّعتها ورتبتها بشكل عاطفي، على سبيل المثال، أعلم أن بودلير يحب الجلوس بجانب إدغار آلان بو، وبورخيس بجانب شيسترتون وستيفنسون، وغريغوري كورسو بجانب بيرسي بيش شيلي،  آليس مونرو بجانب تشيخوف وفلانيري أوكنور، وكويتزي بجانب دوستويفسكي وصامويل بيكيت، هكذا أضعهم كلهم بجانب بعضهم. حتى وإن لم تسعفهم كرونولوجيا الوجود للقاء، هنا يخلقون حميميتهم على رفوف مكتبتي، كمقبرة مثالية لأعلام الكتابة المفضلين عندي.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

في هذه الأيام أقرأ رواية العودة للكاتب الليبي هشام مطر.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة وجدي الأهدل

مكتبة أحمد مجدي همام