22-سبتمبر-2019

الشاعر والكاتب عبد الوهاب عزاوي

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


عبد الوهاب عزاوي شاعر ورسّام من سوريا. يعمل طبيبًا للعيون. صدر له: "حزن فوضوي"، و"فضاءات الحرية"، و"موزاييك الحصار". مقيم في ألمانيا.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

لعل التفصيل الأهم الذي لعب دورًا في تطوير ذلك الولع بالقراءة هو دأب والدي على سرد الحكايات لنا ونحن صغار، حكايات ينسجها بشكلٍ تفاعلي، لنا أن نعدلها أو أن نغير من مصائر أبطالها، أو بشكلٍ أدق لنا أن نخرجها ونختلف فيها ونكمّل عليها يومًا بعد يوم. تلك الجلسات اليومية الصغيرة كانت بابًا سحريًا لعوالمَ أخرى اكتشفتها بعد تعلم القراءة، وبذلك أمست القراءة تفصيلًا أساسيًا في الحياة، تفصيلًا للمتعة بالدرجة الأولى، قبل أن تحمل صفات أخرى مع التقدم في العمر.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

تولعت بالميثولوجيا في مرحلة مبكرة، وكان لكتاب وديع بشور "الميثولوجيا السورية"، ولاحقًا "مغامرة العقل الأولى" حضور مهم وقتها، بالإضافة لكتب من حكايات الشعوب مثل "حكايات وأساطير من البلدان الاسكندنافية"، في الصف السابع غرقت في خماسية "مدن الملح" لعبد الرحمن منيف، ثم حظيت في مرحلة لاحقة بروايات غابرييل غارسيا ماركيز، ولعل أحبها إلى قلبي "مائة عام من العزلة"، ولكن الأكثر تأثيرًا على في بوادر المراهقة هو "الحب في زمن الكوليرا"، كتاب فريد يجد فيه معظم القراء جذبًا خاصًا، والطريف أني بدأت وقتها بسرد عددٍ من الحكايات الإيروتيكية فيها لزملاء صفي الذين لم يمسكوا أي كتاب غير كتاب المدرسة في حياتهم، تفصيل لن يحزن منه غارسيا نفسه، او فلنقل إنها رواية ثانية ملحقة بالأولى. في السنوات الأخيرة كان لأعمال ميلان كونديرا حضور خاص لدي، وأجمل كتبه باعتقادي هو "الضحك والنسيان".

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

كونديرا هو الأحب إلى قلبي بين الجميع، إنه تلك الخلطة السحرية ما بين الفلسفة والاستطراد الروائي في متاهة العالم الداخلي للشخصيات، إنه شرودي الطويل. وذلك ترافق مع إحباطي العميق بعد المآلات التي وصلت إليها الانتفاضة السورية، بشكلٍ أدق كانت أعمال كونديرا إجابة عميقة ونبيلة رغم الخيبات التي تحملها لفشل الخط اليساري بشكلٍ أو بآخر، وبالانتقال من الرغبة في تغيير العالم أو صفعه أدبيًا بالمعنى الماركسي إلى كشف تناقضاته ورثائه (أو السخرية منه أحيانًا) بالمعنى الوجودي.  

  • هل تكتب ملاحظات أو ملخصات لما تقرأه عادة؟ 

سابقًا كنت أفعل ذلك. حاليًا أجد صعوبة بسبب ضيق وقتي بسبب العمل.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لقد سبق أن خسرت مكتبتي غير مرة. ومنذ ذلك الوقت وأنا أقرأ الكتب الإلكترونية. ومن جانب ثانٍ أصبح الحصول على الكتب الكترونيًا أسهل بمراحل من الحصول عليها ورقيًا، مع تعاطفي مع أزمة دور النشر.

  • حدّثنا عن مكتبتك؟

بعد الانتفاضة السورية اضطررت إلى مغادرة سوريا تاركًا مكتبتي في دمشق ومكتبة أهلي في دير الزور، وبدأت بعدها رحلة طويلة بدأت من اليمن وصولًا لألمانيا، ثم انتقلت بين عدة مدن في ألمانيا. من الصعب أن تملك مكتبةً ورقية في مثل هذه الظروف. ولكن أكثر ما أفتقده هو مكتبتي في دمشق بملاحظاتي على بعض الكتب النقدية وبالأعمال الكاملة لعدد من الشعراء. الأمر أشبه بخسارة جزء من ذكرياتك هناك. أو بشكلٍ أدق إنها جزء من شخصيتي التي تغيرت إلى حدّ ما والتي بقيت هناك أيضًا. حنيني إلى تلك المكتبة هو حنين لمرحلة فقدتها ولشخص كنته في وقتٍ ما.

  • ما الكتاب الذي تقرأه في الوقت الحالي؟

رواية "حرب نهاية العالم" لماريو بارغاس يوسا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة وليد غالب

مكتبة أحمد عبد الحسين