20-مايو-2019

الكاتبة رغد قاسم

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


رغد قاسم كاتبة ومترجمة من العراق. تحمل شهادة الماجستير في علوم المختبرات الطبية.  صدرت لها مجموعة قصصية عنوانها "تفاصيل المربع الأسود" 2018، التي فازت ضمن فئة القصة القصيرة في مسابقة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق للكتاب الشباب. تُدير نادي بغداد للقراءة، وركن القارئات ومتطوعة في عدة نشاطات ثقافية أخرى.


  • ما الذي جاء بكِ إلى عالم الكتب؟

في الواقع هي قصة طويلة، لكن لكي أختصرها أستطيع القول إنني كنت منذ طفولتي فضولية بشكل غريب لمعرفة كل شيء، كانت لدي أسئلة كبيرة وفي فترة ما اكتشفت أن الكتب سبيل مهم للإجابة على الكثير من الأسئلة التي لم يملك أحد حولي إجابتها، أتذكر مثلًا أنني كنتُ أحتفظ منذ الصف الثاني الابتدائي بكتاب ممزق باللغة الإنجليزية عن المحركات عثرت عليه بالصدفة، وأنا لم أكن أعرف حرفًا من اللغة الإنجليزية وقتها، إنما كنتُ متشوقة لمعرفة ما يحتويه وفهم رسوماته المعقدة. لذا أستطيع القول إنني كنتُ ولا أزال منقادة بشكل غير طوعي نحو الكتب، أشعر بفضول هائل لمعرفة ما تحتويه.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتكِ؟

هذا سؤال صعب، لأن الأمر كما يبدو لي لا يتعلق بالكتاب ومادته فقط، بل هي علاقة تبادلية، تتعلق بالقارئ أيضًا، قد يكون الكتاب ضعيفًا في مادته، لكنه يحلّ على القارئ في وقت ومزاج مثالي فيُصبح كتابه المفضل، وقد يكون هناك كتاب عظيم لا يقدره القارئ لأنه حط بين يديه في توقيت خاطئ، ويمكن للكتاب أن يكون مفضلًا عندك في وقت ما، ثم تقرأ كتابًا آخر فتجد أن ما كنتَ مقتنعًا بهِ كان مغلوطًا أو منحولًا.

أستطيع مثلاً أن أُصنف رواية "الأسياد" لسي بي سنو ضمن الكتب التي أثرت بي، رغم كونها رواية طويلة تتحدث عن مجرد انتخابات لعميد جامعة، لكنها كانت مثالية للغاية في وقت قراءتي لها، وقدمت لي شخصيات كنت بحاجة للقراءة عنها، وأجابتني عن أسئلة كانت تشغل تفكيري في حينها. بينما توجد كتب بمواضيع عميقة يُقدرها الكثير من القرّاء، لم تؤثر بي مثل هَذا التأثير.

  • من هو كاتبكِ المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

لا أعتقد بوجود كاتب مفضل عندي، ليس في هذه اللحظة بالذات، كقارئة لطالما وجدتني أُفضّل الكتب على مؤلفيها، لكن ثمة كتّاب، أعترف أنني على استعداد لقراءة كل ما يكتبون، لأن نتاجهم يعنيني ويُقدم بالضبط ما أبحث عن أجوبته، في الأدب فرجيينا وولف وبسام حجار، وفي التاريخ وبالتحديد التراث الإسلامي آن ماري شمل، وفي الطب والعلوم شارون موالم وأوليفر ساكس، مضافًا إلى هؤلاء غاستون باشلار وما يقدمه من تأملات مهمة.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

دائمًا، لدي حاليًا ثلاثة صناديق من دفاتر الملاحظات أضعها أمامي للفرز، وهي ملاحظاتي عن كل الكتب التي قرأتها في العشر سنوات الفائتة، أجد متعة هائلة في كتابة الملاحظات عن كل كتاب، وربط ما أتعلمه من كتاب معين بمعارف كنت قد اكتسبتها من كتب ثانية، غالبًا ما أقرأ الكتاب مرة وأعيد قراءة ملخصاتي له عدة مرات، وأجد أن هذه الدفاتر تمثل مراجع عندي، إذ أستطيع بعدها الاستغناء عن نسختي من الكتاب، لكوني مطمئنة أن دفاتري تحوي كل شيء عنه وأكثر.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

لقد توطدت علاقتي بالكتب أكثر، صار الحصول على الكتاب سهلًا جدًا، مع إمكانية حمله لقراءته متى ما أردت، زاد معدل قراءتي للكتب بفضل الكتاب الإلكتروني لأكثر من الضعف، أعتقد ان الكتب الإلكترونية ابتكار عظيم، مكنني من التخلص من عقدة التملك للكتب.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

لدي مكتبتان الأولى في بيتي، وهي مكتبة لا تتجاوز الخمسمئة كتاب وهو نصف ما أمتلك من كتب، النصف الآخر موجود في المكتبة الثانية والتي ائتمنتها في مقر نادي بغداد للقراءة كمكتبة عامة إلى جوار الكتب التي وصلت لنا من متبرعين، هَذِهِ المكتبة اليوم مفتوحة للقراءة والاستعارة مجانًا، وأعمل حاليًا على إنشاء مكتبة ثالثة تكون مفتوحة للاستعارة كذلك.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

اقرأ كتاب "فن الإصغاء للذات" لجمال علي الحلاق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة محمد غازي الأخرس

مكتبة أمارجي