03-ديسمبر-2018

الروائية رشا عدلي

ألترا صوت – فريق التحرير

يخصّص "ألترا صوت" هذه المساحة الأسبوعيّة، كلَّ إثنين، للعلاقة الشخصية مع الكتب والقراءة، لكونها تمضي بصاحبها إلى تشكيل تاريخٍ سريّ وسيرة رديفة، توازي في تأثيرها تجارب الحياة أو تتفوّق عليها. كتّاب وصحافيون وفنّانون يتناوبون في الحديث عن عالمٍ شديد الحميميّة، أبجديتُهُ الورق، ولغته الخيال.


رشا عدلي كاتبة ورائية من مصر، صدرت لها روايات عديدة، منها: "شواطئ الرحيل" و"صخب الصمت" و"الحياة ليست دائمًا وردية"، "نساء حائرات" و"شغف". إلى جانب ذلك لديها إسهامات في مجال الدراسات الفنية، كونها باحثة في تاريخ الفن وفي هذا الباب لها كتاب بعنوان "القاهرة، المدينة.. الذكريات". تنشر مقالات ودراسات في الصحف والدوريات العربية.


  • ما الذي جاء بك إلى عالم الكتب؟

في الواقع الكتب هي التي جاءت إليّ، وأعتقد أن ذلك من حسن حظي. كان أبي رحمه الله أستاذًا جامعيًا وباحثًا في الفلكور والتراث، وهو واحد من رواد هذا النوع من الفنون، بالإضافة إلى أنه أحد مؤسسي "المعهد العالي للفنون الشعبية" في أكاديمية الفنون. كان رجلًا مثقفًا محبًا للقراءة والاطلاع، لذلك كان يملك مكتبة كبيرة جدًا تضم مختلف أنواع الكتب، ومنها أمهات الكتب في طبعاتها الأولى. كانت هذه المكتبة هي طريقي للولوج لهذا العالم المثير، ومنذ ذلك الحين أصبحت الكتب والكلمات هاجسًا بالنسبة لي.

القراءة تؤدي بدورها إلى الكتابة إذا توفرت الموهبة، وكنت أقرأ منذ طفولتي بشراهة ونهم. بالنسبة لي القراءة هي طقس يومي، وهي تمرين للكاتب لأنها تصقل موهبته من ناحية، وتمده بمعلومات وأفكار جديدة من ناحية أخرى.

  • ما هو الكتاب، أو الكتب، الأكثر تأثيرًا في حياتك؟

هناك مقولة أؤمن بها تمامًا أنّ هناك شيئًا ما يحدث لك في طفولتك يكون له أثر كبير عليك طوال عمرك، أعتقد أن قراءتي لكتاب "ألف ليلة وليلة" كانت بمثابة هذا الشيء، قرأتها في عمر مبكر، تسع سنوات، ومن طبعاتها الأولى، أتذكر كيف كاد الورق يتفتت بين يدي. اكتشفت عوالمها الغرائبية العجيبة وأحببت من خلالها القراءة، بالإضافة إلى انجذابي إلى الفن من خلال  المنمنمات التي احتوت عليها.

  • من هو كاتبك المفضل، ولماذا أصبح كذلك؟

هناك الكثير منهم لكن أفضلهم هو الكاتب الفرنسي باتريك موديانو، الحائز على نوبل الأدب في 2014. كتابة موديانو تمس قلبي. وأعتقد أني أصبحت لفترة أسيرة لهذه الكتابة التي يطلق عليها في فرنسا الموديانوية، نسبةً إليه. جمله الشذرية القصيرة وفي الوقت ذاته المعبرة بإخلاص، واحتفاؤه بالذاكرة الباريسية، والنوستالوجيا التي تسكنه، والشجن الذي يظلل أعماله؛ يجعل الخروج من أدبه صعبًا جدًا. ألجأ إليه بين قراءة وأخرى، لا أشعر بالملل أبدًا من تكرار قراءة رواياته، بل في كل مرة أشعر أني أقرأها للمرة الأولى. المفارقة أن جميع روايات موديانو تدور أغلبها حول فكرة واحدة، حتى أنك تشعر أنه يعيد كتابة العمل نفسه، وبالرغم من ذلك يضعك في دوامة من الشغف لا تستطيع أن تبرحها.

  • هل تكتبين ملاحظات أو ملخصات لما تقرئينه عادة؟

عندما أنتهي من قراءة كتاب يعجبني يظلُّ دومًا في واجهة الذاكرة، أعاود قراءته مجددًا، في بعض الأحيان يدفعني العمل لأكتب عنه مقالًا. لست ناقدة أدبية لكن هناك أعمالًا من روعتها بإمكانها أن تفعل بك هذا، وربما لذلك كتبت عن أعمال موديانو الكثير من المقالات التي نشرت في مختلف المنابر الثقافية.

  • هل تغيّرت علاقتك مع الكتب بعد دخول الكتاب الإلكتروني؟

أعتقد أنها توطدت أكثر. بضغظة زر يمكنك تحميل ما تشاء أن تقرأه. أملك مكتبة بها مئات الكتب على جهاز الآيباد الخاص بي، وأصطحب هذه المكتبة معي في أي وقت أينما ذهبت، لكن هذا لا يؤثر على إخلاصي للكتاب الورقي، بالإضافة أن هناك عناوين غير متوفرة إلكترونيًا.

  • حدّثينا عن مكتبتك؟

يمكنك في منزلي أن تتعثر بالكتب أينما ذهبت، في حجرة المعيشة والنوم والصالة والممرات بين الغرف، وفي حديقتي أيضًا، ربما أنا فوضوية في ذلك، لكن أحيانًا أشعر أن الكتب تريد أن تتحرر من سجنها داخل الأرفف الخشبية. على أي حال مكتبتي فيها جميع أنواع الكتب، لكن غالبيتها في الأدب والتاريخ ودراسات الفن التشكيلي.

  • ما الكتاب الذي تقرئينه في الوقت الحالي؟

أتنقل بين كتاب "الجالية المخفية" وهو عن طائفة الألبان في مصر للباحث محمد الأرناؤوط، وكتاب آخر بعنوان "العلاقات المصرية الفرنسية في عهد محمد علي" للمؤرخة الفرنسية كارولين جوتييه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة ربيعة جلطي

مكتبة كه يلان محمد