27-فبراير-2024

(Getty) المعارض الروسي أليكسي نافالني

تمت تصفية المعارض الروسي، أليكسي نافالني، لأنه كان على وشك الحصول على إطلاق سراح في صفقة تبادل أسرى، لكن الرئيس فلاديمير بوتين لم يتسامح مع الفكرة، حسبما زعمت زميلته، ماريا بيفتشيخ، يوم أمس الإثنين.

تم الإعلان عن وفاة نافالني في زنزانته بمستعمرة السجن في سيبيريا، حيث كان محتجزًا لمدة 19 عامًا بتهم كان يُنظر إليها على أنها ذات دوافع سياسية بصورة كبيرة.

وفي مقطع فيديو نُشر على قناة نافالني على موقع يوتيوب، قالت ماريا بيفتشيخ، وهي رئيسة مؤسسة مكافحة الفساد التي أسسها نافالني (FBK)، إن المفاوضات بشأن تبادل السجناء جارية منذ عامين.

وأضافت أنه بعد بدء الغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022: "كان من الواضح أن بوتين لن يوقفه شيء"، وعلى الجانب الآخر كان: "يجب إطلاق سراح نافالني من السجن بأي ثمن، وعلى وجه السرعة".

وأوضحت: "كان ينبغي أن يخرج نافالني في الأيام القليلة المقبلة لأننا حصلنا على قرار بشأن تبادله. في أوائل شباط/فبراير، عُرض على بوتين تبادل نافالني مع ضابط جهاز الأمن الفيدرالي، فاديم كراسيكوف، الذي يقضي عقوبة بالسجن لارتكابه جريمة قتل في برلين".

تمت تصفية المعارض الروسي، أليكسي نافالني، بعدما كان على وشك الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى، إلا أن الرئيس فلاديمير بوتين رفض هذه الفكرة

وقالت يوليا، زوجة نافالني، على منصة "إكس"، إن تدخل بيفتشيخ أظهر سبب قتل بوتين لزوجها، إذ كتبت: "سنكتشف بالتأكيد من بالضبط وكيف نفذ هذه الجريمة بالضبط".

وقال مسؤول غربي، في حديث لوكالة "رويترز"، إنه لم يتم تقديم أي عرض رسمي بشأن مبادلة تشمل نافالني، لكنه قال إن المناقشات المبكرة بين روسيا والولايات المتحدة وألمانيا كانت جارية.

وقال مصدران روسيان لـ"رويترز" إن محادثات بشأن مبادلة نافالني جرت وأنه تم الاتفاق على التبادل من حيث المبدأ. ونقلت صحيفة "فاينانشال" تايمز عن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قوله إنه ليس على علم بأي اتفاق لتبادل نافالني.

وبحسب بيفتشيخ، فإن الطرف الآخر في صفقة التبادل هو الروسي فاديم كراسيكوف، المدان بإطلاق النار على قائد المتمردين الشيشان السابق، سليمخان خانغوشفيلي، في رأسه من مسافة قريبة في ألمانيا في عام 2019.

وقالت بيفتشيخ، التي تصنفها روسيا كـ"عميل أجنبي"، إنها تلقت تأكيدًا بأن المفاوضات بشأن صفقة المبادلة كانت في مراحلها النهائية مساء يوم 15 شباط/فبراير. وزعمت أن نافالني قُتل في اليوم التالي.

وقالت إن رجل الأعمال، رومان أبراموفيتش، هو من طرح فكرة تبادل نافالني على بوتين.

ولم تذكر ماريا بيفتشيخ اسمي المواطنَين الأمريكيَين المحتجزين حاليًا في روسيا، وكان من المقرر أيضًا الإفراج عنهما في الصفقة. لكن الولايات المتحدة قالت إنها تحاول إعادة إيفان غيرشكوفيتش، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، وبول ويلان، جندي البحرية الأمريكية السابق. وتتهم روسيا كلًا من الرجلين بالتجسس، وهو ما ينفيانه.

وبحسب "رويترز"، قال مصدر روسي مطلع على المناقشات إن تبادل الأسرى كان من المقرر أن يتم في منتصف شباط/فبراير، وإن نافالني وزوجته وافقا عليه. وقال المصدر أيضًا إن أبراموفيتش شارك في المحادثات.

وقال مصدر مقرب من الكرملين إن روسيا والغرب اتفقا من حيث المبدأ على إجراء تبادل يشمل نافالني وجيرشكوفيتش، لكن التفاصيل الدقيقة لمثل هذا الاتفاق لم يتم تحديدها بعد. وأشار المصدران الروسيان إلى أن فرص تبديل جيرشكوفيتش قد تراجعت الآن.

وقال بوتين، الذي لم يعلق بعد على وفاة نافالني، هذا الشهر، إن المحادثات بين وكالات المخابرات الروسية والأمريكية مستمرة بشأن جيرشكوفيتش، لكنه لم يشر إلى نافالني الذي لا يُذكر اسمه علنًا عادة.

وتم تسليم جثمان السياسي المعارض الراحل إلى والدته في مدينة سالخارد بالقطب الشمالي يوم السبت.

ولم يتم الإعلان بعد عن ترتيبات دفنه المتوقع أن يجري في موسكو. وقالت المتحدثة باسم نافالني، اليوم الاثنين، إن فريقه يبحث عن مكان يمكن أن يقام فيه حفل وداع عام مع حلول نهاية هذا الأسبوع.