11-مايو-2017

لمياء بوطالب كاتبة الدولة للسياحة المغربية (فيسبوك)

لا حديث هذه الأيام بمواقع التواصل الإجتماعي في المغرب سوى عن لمياء بوطالب، كاتبة الدولة (وزيرة دولة) لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية المغربي، بعد تلعثمها وعجزها عن إيصال معنى واضح وسط البرلمان المغربي، خلال تقديمها ردًا عن سؤال يخص قطاع السياحة الداخلية بالبلاد، تقدم به كل من حزبي العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي.

صارت كاتبة الدولة لدى وزير السياحة المغربي محل اهتمام المغاربة بعد عجزها عن الحديث بسلاسة في البرلمان وإثارتها سخرية واسعة

إلا أن الوزيرة لمياء بوطالب استعصت عليها صياغة جملة مفيدة خلال إجابتها، إذ بدت علامات الارتباك واضحة عليها، خصوصًا وقد يعود ذلك لحداثة عهدها في منصبها. وقد تم تداول شريط فيديو لها وهي تتلعثم وقد خانتها التعابير أكثر من مرة، مما أثار موجة ضحك حتى في صفوف مجموعة من البرلمانيين، والذين كانوا خاصة من فريق حزب العدالة والتنمية.

اقرأ/ي أيضًا: فيسبوك.. جحيم السياسيين المغاربة

المغاربة.. وزيرتنا "مبتجمعش"

لم يتردد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بدورهم من السخرية من الوزيرة لمياء بوطالب، وقد ربطوا الأمر بما يُشاع أنها حكومة الكفاءات في المغرب وتساءلوا عن مدى كفاءة بعض الوزراء المغاربة ومعايير اختيارهم في الحكومة، وإن كان يمكن تعيين وزيرة لا تتحدث جيدًا اللهجة المغربية ولا اللغة العربية الفصحى، وهي اللغة الرسمية الأولى للبلاد.

وعبر العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا عن امتعاضهم من أسلوب كاتبة الدولة للسياحة لمياء بوطالب، معلقين على الفيديو بعبارات مثل: "عاوز جملة مفيدة" أو الوزيرة "مبتجمعش"، نسبة لمقطع من المسرحية المصرية الشهيرة "مدرسة المشاغبين"، ودور الممثل المصري يونس شلبي فيها.

انتقدت الناشطة أمينة لمقدام عدم تمكن الوزيرة من صياغة جمل سليمة وواضحة المعنى بالغة العربية رغم أهمية منصبها، قائلة: "لمياء بوطالب حاصلة على شهادات وديبلومات عليا من جامعات ومعاهد أجنبية، إلا أنها لم تتقن اللغة العربية أو ربما لم تدرسها قط.. فالعيب ليس فيها"، في إشارة إلى الكفاءات المغربية التي درست بالخارج والتي تعود إلى بلدها عادة في مناصب عليا لكن تكون جاهلة بتفاصيل كثيرة عن واقع بلدها ولغته وتقاليده.

تفاعل المغاربة مع كاتبة الدولة للسياحة

وكتب إسحاق شارية، في صفحته الشخصية على موقع فيسبوك منتقدًا مدافعين عن الوزيرة من حزبها: "أطلقوا علينا كتائبهم لتبرير ركاكة عربيتها المتفرنسة، وتلعثمها وارتباكها أمام البرلمانيين، بدعوى أن لها شهادات عليا حصلت عليها من جامعات دولية مشهورة، وأن مسارها المهني رائد في عالم التجارة والأعمال، أما نحن أبناء الشعب المستمتعون بذلك المشهد فتم وصفنا بالحاقدين والعاطلين وأعداء النجاح.. وكأن هذه النخبة التي تتمتع بخيرات البلد من ريع وامتيازات ومسؤوليات وتعليم عال في جامعات خاصة.. يريدون أخذ كل شيء منا، حتى سخريتنا الحزينة التي نروّح بها عن أنفسنا يسعون لحرماننا منها.. غير أنني سأرفض الانبطاح وسأظل أستهزئ بالوزيرة وأخواتها من لغتهم الركيكة وكأنهم سياح أجانب جاؤوا ليستوزروا علينا ويذهبون بعد ذلك لعالمهم المخملي..".

اقرأ/ي أيضًا:  المجتمع العاري في فيسبوك

تفاعل المغاربة مع كاتبة الدولة للسياحة

اعتبر جزء من المغاربة أن من سيادة البلد أن يتقن وزراؤه لغتهم الأم وأن عكس ذلك يستبطن دونية وتقربًا من الأجنبي

كتب حسن طارق أيضًا وهو محلل سياسي، في تدوينة له على صفحته في فيسبوك، "التعاطف مع وزيرة لا تعرف لغة بلادها يعني شيئًا واحدًا: إفلاس جماعي لشعب سحق في سيادته وهويته، الأمر أكبر من أخلاق العبيد، الأمر له علاقة باستبطان مؤلم للدونية والانحطاط، هل يمكن لعاقل أن يتصور فرنسيًا واحدًا يتعاطف مع وزير لا يعرف الفرنسية بدعوى أنه يتقن الصينية والروسية والألمانية".

تفاعل المغاربة مع كاتبة الدولة للسياحة

المتعاطفون مع الوزيرة: شهاداتها أجنبية

بعض النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي تعاطفوا مع الوزيرة لمياء بوطالب، خصوصا المنتمون لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تنتمي إليه الوزيرة. وأنشؤوا صفحة على فيسبوك تحمل عنوان "كلنا الوزيرة لمياء بوطالب"، تسلط الضوء على الشهادات الجامعية التي حصلت عليها بوطالب، واللقاءات الدولية التي شاركت فيها بلغات أجنبية.

كريم فركاكوم، أحد المتعاطفين مع الوزيرة، كتب على صفحته بفيسبوك: "المطلوب من الأخت لمياء بوطالب هو العمل والنتائج كوزيرة للسياحة، أما من سخر من لغتها أو ارتباكها في أول ظهور بالبرلمان فلم يكشف سوى عن نقص داخلي لديه، فهل أقنعكم الآخرون بإنشاءاتهم المطولة بقبة البرلمان لكي تهاجموا وزيرة شابة لم يمر على تعيينها سوى بضعة أيام، لنحاسب هذه السيدة حول عملها، بل لا نريد منها أن تتكلم أصلاً لأن هناك الكثير من الوزراء ممن يتقنون الكلام ولا يقومون بشيء أصلاً".

تفاعل المغاربة مع كاتبة الدولة للسياحة

اقرأ/ي أيضًا:

"زيرو كريساج".. حملة مغربية لمحاربة الجريمة

المغاربة يعلنون حربهم على شركات الاتصالات