13-يناير-2024
يتوقع أن يكون فصل الشتاء قاسي على النازحين في جنوب غزة (GETTY)

يستقبل أهالي قطاع غزة فصل شتاء في الخيام ومناطق اللجوء بعد قصف منازلهم (GETTY)

يتوقع أن تكون حياة مئات الآلاف من النازحين في غزة أكثر صعوبة بسبب طقس فصل الشتاء، وقد نزح الكثير منهم من منازلهم قبل أشهر من دون أن يأخذوا معهم ملابس دافئة أو بطانيات.

وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الكثير لم يعد يستطع تحمل الوضع، والبعض الآخر لم يعتقد أنه سيحتاج إلى الاستعداد لأشهر من الحرب، تمتد إلى أبرد أشهر العام.

ويخبر محمد شعبان، وهو طبيب يعمل في مستشفى مؤقت أقيم داخل مدرسة تحولت إلى ملجأ للاجئين، الصحيفة البريطانية، أنه يرى الكثير من الناس ينامون على الأرض، بدون مرتبة ولا بطانيات، ويتواجد في المدرسة التي تحتوي على عدد قليل من الفصول الدراسية 60 مريضًا؛ بينما تأوي 1700 نازح.

الكثير لم يعد يستطع تحمل الوضع، فما أن البعض الآخر لم يعتقد أنه سيحتاج إلى الاستعداد لأشهر من الحرب، تمتد إلى أبرد أشهر السنة

ويقول الطبيب محمد: "الجو بارد، والأماكن مزدحمة. يوجد 50 شخصًا في غرفة واحدة، مما يجعل من السهل انتشار الأمراض"، وأضاف: "في الأسبوع الماضي، بسبب سوء الأحوال الجوية، لدينا الكثير من حالات الأنفلونزا ونزلات البرد".

بدورها، قالت هبة صالح، وهي أم لأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين عام واحد و11 عامًا، ونزحت من شمال غزة، إنه حتى أولئك الذين لا يزال لديهم المال، كافحوا للعثور على ملابس وبطانيات شتوية في الأسواق التي لا تزال مفتوحة.

وتحدثت في مقابلة هاتفية مع الصحيفة البريطانية، قائلةً: "الوضع في الأسواق سيء للغاية، ولا يوجد شيء لتلبية احتياجات الناس من حيث الملابس الشتوية أو البطانيات، والمساعدات من الخارج محدودة للغاية"، وتابعت: "لم تكن الحروب السابقة في غزة قاسية للغاية مثل هذه الحرب".

المنازل والمدارس مكتظة باللاجئين، لذلك يعيش الوافدون الجدد في الغالب في العراء. وأشارت صالح، إلى أن مدينة خيام ظهرت بجانب الغرف التي استأجرتها عائلتها قبل بضعة أسابيع، في مكان لا توجد به مياه أو صرف صحي أو خدمات أخرى.

وتحدثت صالح عن الغرف الثلاث التي يشتركون فيها الآن مع عائلتين، قائلةً: "كنا محظوظين جدًا للعثور على هذا المكان. يعيش الجميع في خيام، لا يهم إذا كنت غنيًا أو فقيرًا، المال لا يسهل الحياة في غزة".

وتركز مجموعات الإغاثة على جلب الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، فيما لم يتلق سوى عدد قليل من النازحين خيامًا من مجموعات الإغاثة، فيما قام معظمهم بتشييد خيام من الأشياء الموجودة في الملاجئ المؤقتة من خشب أو قماش وغيرها من المواد التي تم تجميعها.

وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في فلسطين، ليو كانز: إن "الرياح العاتية دمرت الخيام الليلة الماضية. يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى حوالي 9-10 درجات مئوية خلال الليل، وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون في الخيام، فإن الوضع خطير بشكل خاص"، وأضاف "يحرق الناس الألواح في الشارع للحصول على الحرارة"، وأضاف: "لم يحضر معظم الناس شيئًا معهم عندما غادروا منازلهم. هناك نقص في الطعام والماء، ولكن أيضًا في الملابس الدافئة أو السترات أو البطانيات أو حتى المراتب للنوم عليها".

الأمطار، التي من المتوقع أن تستمر هذا الأسبوع، تعمق البؤس. في المدرسة التي يعمل فيها شعبان كطبيب، فإن المياه تغمر الأراضي، ونقص خدمات الصرف الصحي، بسبب العدد الهائل من الناس الذين يعيشون هناك، وهو ما يشكل خطرًا لانتشار التلوث بمياه الصرف الصحي.

وتحدث الطبيب شعبان، أنه تعامل مع العديد من الأطفال الذين يعانون من التهاب حاد في المعدة والأمعاء، وزاد الأمر سوءًا نقص المياه. حيث تحصل العائلات التي يصل عددها إلى 20 شخصًا على 5 لترات فقط من المياه في اليوم.

وغالبًا ما أجبر اللاجئون في الخيام على إنشاء مخيم في أجزاء منخفضة من غزة عرضة للفيضانات. وحتى أولئك الذين مثل صالح، لديهم ملاجئ أفضل، يقولون إنهم لا يستطيعون تدفئة غرفهم.

واختفى الحطب المناسب، الذي تم تجفيفه لأشهر أو سنوات بعد قطعه، من السوق. وحاليًا يقطع المزارعون الأشجار لبيعها، ولكن الخشب جيد للطهي فقط.

تقول هبة: "الأشجار المقطوعة حديثًا تخلق الكثير من الدخان، ولا يمكننا استخدامها للتدفئة، هي للطهي فقط". وللحصول على أي إمدادات من رفح، فإن أمر صعب، والشوارع مزدحمة باللاجئين، وهناك القليل من وسائل النقل، والمحلات التجارية تنفد منها العديد من الضروريات.

تركز مجموعات الإغاثة على جلب الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، فيما لم يتلق سوى عدد قليل من النازحين خيامًا من مجموعات الإغاثة، فيما قام معظمهم بتشييد خيام من الأشياء الموجودة في الملاجئ المؤقتة من خشب أو قماش وغيرها من المواد التي تم تجميعها

"زيارة رفح مفجعة حقًا" اعترفت هبة صالح، يستغرق الأمر يومًا واحدًا على الأقل للحصول على بعض العناصر التي تحتاجها، وأضافت: "اليوم تمكن زوجي من الحصول على حزمة من الحفاضات، كان أعظم شيء لهذا الأسبوع. كانت لدي آخر اثنتين أو ثلاثة، أخبرته، يمكننا تخطي وجبة الأكل، من فضلك أحضر حفاضات".