29-أكتوبر-2021

فيصل لعيبي في معرضه

ألترا صوت – فريق التحرير

أفتتح غاليري المرخية في الدوحة، هذا الأسبوع، معرض "يوميات عراقية – ستة عقود من الفن التشكيلي" للفنان فيصل لعيبي، ويستمرّ حتى الخامس عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر المُقبل.

أعمال فيصل لعيبي بمثابة سيرة ذاتية بالخطوط والألوان، ومُحاولة لتجسيد تفاصيل الحياة اليومية في العراق

وقال الفنان فيصل لعيبي إن أعماله بمثابة سيرة ذاتية بالخطوط والألوان، في مُحاولة لتجسيد المعاناة العراقية المعروف تفاصيلها وعلى مدى ستين عامًا، وأنّه في المجمل يرصد في لوحاته التفاصيل التي تميّز مجتمعه مع التركيز على المتغيرات عبر رؤيته الخاصة وأسلوبه الذي يتميز به.

اقرأ/ي أيضًا: ضياء العزاوي يطلق صرخته في الدوحة

ويرى لعيبي أنّ التقنية المعتمد عليها في أعماله عمومًا ربما تكون أقرب إلى المنمنمات، وهذه واحدة من مهامه التي يسعى من خلالها لتحويل المنمنمة إلى لوحة، واللوحة إلى منمنمة، ويؤكّد أنّه فنّان اجتماعيّ ملتزم بقضايا المُجتمع، ولا يُؤمن بأن الفن للفنّ، ولا يعتقد بمن يقول بموت المؤلّف، فالفن من وجهة نظره، ظهَر -ولا يزال- للتعبير عن معاناة الإنسان ومواقفه وآرائه في محيطه. وعن كيفية خروجه وبأي طريقة، يرى أنّ ذلك يعتمد على طبيعة الفنان وثقافته وبيئته.

لعيبي يسعى منذ بداياته لإنجاز لوحة تكون عراقية خالصة، لوحة يعرف المتلقي بمجرد مشاهدتها أنّها جاءت من العراق، مثلما هناك لوحة هندية أو صينية، وهذا طموحه الأوّل، وهي محاولة بحسب ما يرى ليست جديدة، بل بدأها قبله وحقّقها الكثيرون.

الموضوعات التي اختارها لعيبي للحديث عنها في معرضه الحالي في غاليري المرخية تفتح نافذة الحنين على تلك الأماكن المملوءة بالعواطف والذكريات، وعلى تلك الحياة البعيدة، وهي التي تابعها فيصل دون كلل، وهو من خلال أعماله لا يتمثّل تلك الحياة بل يقترحها ضمن تعامل فنّي متميز، ومنظور غير تقليدي يبعده عن الجانب الذي يُساير هذا النوع من البحث الفني، وهو ما يؤكّده الناقد ضياء العزاوي ويطلق عليه بالتحديد الحسّ الوثائقي.

يقول الفنان والكاتب شاكر حمد: "حين تتّسع التجربة الفنية، لفنان تشكيلي، ويطول مخاضها عبر مسيرة طويلة من البحث والتجريب، ما بين تفاعلات المرسم وهلوساته اليدوية، العاطفية، وبين متاعب العقل ومخزون الذاكرة المثقلة بهموم الوطن وحضوره الشبحي على حامل اللوحة، يكون البحث في أسرارها الخفية – المعملية- أساسًا موضوعيًا لفهمها وتحليلها. وربما تكون المهمة شاقةً لباحث لم يتوصل إلى فهم العلاقة بين إحداثيات تاريخ العراق السياسي، الاجتماعي خلال النصف الثاني من القرن العشرين وما تلاه من تطوّرات، وبين حضور هذا التاريخ في التجربة الفنية الشخصية لفنان مثل التشكيلي فيصل لعيبي وتجاربه في مشغله العملي".

فيصل لعيبي فنان عراقي ولد في مدينة البصرة عام 1945. حصل على دبلوم الرسم من أكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد، غادر العراق عام 1975 إلى باريس، ثم انتقل بعد سبع سنوات إلى إيطاليا، ليستقر أخيرًا في العاصمة البريطانية. أقام العديد من المعارض حول العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

النحات العراقي أحمد البحراني.. وسائد من البرونز

معرض صدّام الجميلي عن اسمه: أنا الدكتاتور في أسوأ أوقاته