12-يناير-2024
لوحة لـ محمد الطراوي

من المعرض (فيسبوك)

في الـ23 من شباط/فبراير القادم، تحل الذكرى السنوية الثانية لرحيل الفنان التشكيلي المصري محمد الطراوي (1956 – 2022) الذي يُعتبر أحد أبرز الفنان المصريين، ومن أكثرهم شغفًا بالألوان المائية وبراعةً في التعامل معها. كما يُعد صاحب تجربة فنية مميزة في رسم الوجوه وخاصةً الأنثوية، والمناظر الطبيعية والأمكنة التي سعى إلى منحها أبعادًا تعبيرية مختلفة عبر اللعب بالألوان التي تشكّل أساس تجربته.

وبمناسبة اقتراب الذكرى الثانية لرحيله، افتتح "جاليري قرطبة" في العاصمة المصرية القاهرة مساء السبت الفائت، السادس من كانون الثاني/يناير الجاري، معرضًا استعاديًا للفنان الراحل لا تقتصر غايته على استعادته فقط، ذلك أنه يركّز على إلقاء الضوء على تحولات تجربته ومراحل تطوّرها منذ بدايتها في ثمانينيات القرن الفائت وحتى نهاية العقد الماضي، وذلك من خلال عرض لوحات تمثّل كل واحدة منها مرحلة مختلفة من مراحل تجربته.

تشكّل البيئة المصرية والموروث الثقافي والشعبي المصري مصدر الإلهام الرئيسي للفنان المصري الراحل الذي سعى إلى تجسيدها بطريقته

يضم المعرض الذي يُختتم يوم غد السبت، الثالث عشر من الجاري، 40 لوحة تنتمي كل منها إلى مرحلة مختلفة، وتتنوع مواضيعها بين الطبيعة، والمكان، والمرأة. وهي المواضيع التي شغلت منجزه الفني، حيث بدأ الطراوي برسم الطبيعة بشيء من الواقعية، لكنه سرعان ما اتجه نحو إضافة ما يمنح المشهد بُعدًا دراميًا.

وتشكّل البيئة المصرية والموروث الثقافي والشعبي المصري مصدر الإلهام الرئيسي للفنان الراحل، الذي رسم تفاصيلهما بطريقة مميزة قائمة على تكثيف اللون بحيث يكون بارزًا لا بهدف البروز نفسه، وإنما من أجل منح المشهد بُعدًا تعبيريًا.

وسعى الطراوي في لوحاته إلى استكشاف عوالم المرأة المصرية والإضاءة على واقعها في بيئات وثقافات مختلفة، بهدف تكوين صورة لونية شبه شاملة عنها دون إغفال قضاياها، إذ أقام العديد من المعارض التي خصصها لها، وحملت عناوين مثل "هن"، و"كوني أنتِ".

ووصف خالد سرور، الرئيس السابق لقطاع الفنون التشكيلية في مصر، عالم محمد الطراوي بأنه: "عالم متفرد في تفاصيله شديدة الأصالة والانتماء إلى موروثه البيئي والثقافي والشعبي، ولكن بمفاهيم ورؤية مغايرة تُعنى بالمضمون والمغزى الروحي والوجداني، تُعنى بالجوهر، لا سيما عند تعاطيه المتميز مع المرأة وقضاياها، حيث يتناولها من جوانب شديدة الخصوصية، حيث معاني الحب، والدفء، والأرض، والحلم. هن الساعيات إلى قوتهن وقوت أحبائهن، هن هذا الخيط الدقيق بين الواقع والخيال".