09-يناير-2024
من أعمال علي بلاغة

من المعرض (فيسبوك)

في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير الجاري، تحل الذكرى المئوية لولادة الفنان التشكيلي التونسي علي بلاغة (1924 – 2006) الذي يُعدُّ من رواد الفن التشكيلي المعاصر في تونس، وصاحب تجربة ثرية ومميزة تنطوي على رغبة في تقديم فن تونسي أصيل دون القطيعة مع المدارس الفنية الغربية.

احتفاءً بهذه المناسبة، وتكريمًا لمسيرته الفنية، يفتتح المركز الوطني للفن الحي "دار الفنون بالبلفيدير" في تونس العاصمة، بالتعاون مع إدارة الفنون التشكيلية، يوم السبت القادم، الثالث عشر من كانون الثاني/يناير الجاري، معرضًا فنيًا استعاديًا وتكريميًا لعلي بلاغة بعنوان "علي بلاغة.. تبر الزمان"، على أن يتواصل حتى العاشر من شباط/فبراير القادم.

استخدم علي بلاغة العديد من التقنيات والخامات في أعماله، واعتمد على مراجع جمالية متباينة يندمج فيها التراث مع الفن المعاصر

يضم المعرض ما يقرب من 40 لوحة من أعمال بلاغة الفنية النادرة، ويشهد كذلك تنظيم مائدة مستديرة تتناول حياته الشخصية ومسيرته الفنية، إلى جانب المدارس الفنية التي تأثر بها وطغت على مسيرته، ناهيك عن رصد أهم التنويعات التشكيلية التي استخدمها.

ويُنظر إلى الفنان الراحل بوصفه فنانًا متعدّد الاختصاصات، إذ تنوّعت أعماله بين الرسم والحفر على الخشب والمعادن. وبحسب المنظمين، فقد استخدم العديد من التقنيات والخامات في أعماله، واعتمد على مراجع جمالية متباينة يندمج فيها التراث مع الفن المعاصر، إذ: "نجد له لوحة محفورة على الخشب وأخرى عبارة عن مجسمات فنية مشكّلة من مواد حديدية قديمة وعناصر نحتية وتكوينات قائمة على فن الغرافيك والخط الكوفي القيرواني".

وشغلت المدينة العتيقة حيزًا واسعًا من أعماله، حيث سعى إلى تصوير تفاصيلها المعمارية والزخرفية وتجسيد تراثها المحلي. وكان قد أشار في أحد تصريحاته إلى أن "صندوق القيروان التقليدي" هو من ألهمه تقنية الحفر على الخشب التي ميّزت أعماله التي أراد عبرها إبراز خصوصية تونس والابتعاد قدر الإمكان عن الفن الغربي.

يُذكر أن علي بلاغة فنان تشكيلي تونسي من مواليد المدينة العتيقة بتونس العاصمة عام 1924. درس الحقوق بفرنسا ثم التحق بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة بباريس التي تخرج منها منتصف الخمسينيات. وهناك، تردّد على ورشة الأستاذ "جودون" لتعميق ثقافته في تقنيات فن الحفر الحديث، ومارس فن الخزف بورشة المعلّم "كانيفاي"، إلى جانب تلقيه دروسًا في فن التزويق. وقد نظّم أول معرض فني له في عام 1953.