12-أبريل-2023
معرض قلم

من المعرض

افتتح مساء أمس الثلاثاء المعرض الفني الجديد لجاليري إيوان القصار بالعاصمة القطرية الدوحة. يشارك في المعرض الذي اختير له عنوان "قلم" بمشاركة 32  فنانًا من 9  دول هي قطر، فلسطين، العراق، سوريا، سلطنة عمان، لبنان، إيران، البحرين، والهند، يقدمون أعمالًا على وسائط مختلفة تشمل الفخار، القماش، والسجاد وغيرها، ويستمر إلى غاية شهر أيار/مايو المقبل.

يأتي المعرض تزامنًا مع شهر رمضان كاحتفاء بارتباط جذور الخط العربي كفن بالفن الإسلامي منذ نشأته، حيث استمد من انسيابية خطوطه وتعقيد تصميماته ميزة التجدد الدائم، متجاوزًا وظيفته الأساسية كوسيط لتدوين النصوص القرآنية، ليبرز كنمط فني زاخر يشمل أنماطًا وتقنيات تفرعت إلى مدارس فنية متعددة، حجزت لها مكانا كجزء أصيل من ثقافات شعوب الشرق.

الفنان بشير محمد: "استمر الخط العربي في إعادة تعريف نفسه، متجاوزًا حدوده الجغرافية، ومثبتًا مقدرته الاستثنائية على إلهام أجيال بعد أجيال من الفنانين لا تزال أعمالهم تضج بالفرادة والتميز"

عن اختيار موضوع المعرض يقول مؤسس جاليري إيوان القصار طارق الجيدة: "من الطبيعي أن نهتم بالخط العربي فهو مكون رئيسي في ثقافتنا، أعتقد أن الخط العربي قد أبان منذ بدء استخدامه في التدوين عن إمكانات باذخة الجمال رغم ظهوره في مجتمعات كانت تعتمد بشكل كبير على المشافهة، وفي نظري أن أحد الأسباب الرئيسة لشعبيته وانتشاره هو قدرته على الاختراق والتكيف، حيث أثبت مرارًا إمكاناته الهائلة في إعادة تعريف نفسه ضمن قوالب فنية جديدة، نراها في أعمال فنانين معاصرين مثل التي اخترناها في معرض قلم".

من جهته أكد قيّم المعرض الفنان بشير محمد أن معرض "قلم" يأتي ضمن مشروع بحث فني عن جهود الفنانين المعاصرين لتقديم قراءة مستجدة للخط العربي ضمن أشكال وقوالب مبتكرة، حيث يرى أن "خصوصية الخط العربي لا تكمن فقط في جمالية أشكاله التي تجعل منه جذابًا للعين، بل تتعداها إلى مستويات تنفيذه المتراوحة بين السهل الممتنع والتعقيد الشديد، فتوسع اعتماد الفنانين عليه في مجالات مختلفة، أدى به إلى الارتباط العميق بمعالم معمارية وتاريخية وثقافية أيقونية، قبل أن يصبح فنًّا مستقلًا بذاته".

يرى الفنان بشير محمد -الذي تخصص في دراساته العليا في الأركيولوجيا- أن تأثير الخط العربي كفن لا يزال مستمرًا، يقول: "على عكس بعض المدارس الفنية التي بلغت ذروتها في فترات زمنية معينة قبل أن ينحسر انتشارها وتأثيرها، استمر الخط العربي في إعادة تعريف نفسه، متجاوزًا حدوده الجغرافية، ومثبتًا مقدرته الاستثنائية على إلهام أجيال بعد أجيال من الفنانين لا تزال أعمالهم تضج بالفرادة والتميز".