18-يونيو-2023
إلهام العراقي عماري

من المعرض

يقيم "رواق الفن المعاصر محمد الدريسي" في مدينة طنجة معرضًا للفنانة إلهام العراقي عماري تحت عنوان "الزمن"، الذي تبحث الأعمال المعروضة في مفهومه وتجلياته ومعانيه في مقاربة شديدة الخصوصية. 

يضم المعرض، الذي يستمر إلى غاية 14 تموز/يوليو، لوحات ومنحوتات ترمز إلى وحدات زمنية كالأيام والأشهر والسنوات والقرون. وحول أجواء المعرض وفكرته، قالت عماري: "في اللحظات الشديدة المفعمة بالروحانية أحس أكثر بالإلهام، أتأمل في كل وقت وفي كل مكان عظمة الخالق الأحد، وكل خليقة إلهية تصبح منبع إلهام".

تحيل اعمال الفنانة المغربية إلهام العراقي عماري على معاني الجمال، فوجودها معادل لحياة النور، والفن يتحدث لغة تكشف عن أسرارها ليلًا

تُمثل العناصر الزمنية في الأعمال، كالقرون والأشهر والممثلة بمكعبات في هذا المعرض، البناء والرفاهية والحياة المادية، بينما في المقابل نجد هناك البساطة والجوهر والروحانية واللامادية.

كما تكتشف إلهام العراقي عمري أشكالًا فنية أخرى، من قبيل اللوحات المجهزة بساعات معكوسة وبالأنسجة التفاعلية والتجهيزات الرقمية، وهي أعمال تقترح على المتلقي الاستماع إلى صوت الزمن، والخوض في معانيه المركبة، وعلاقته بالمصير الجماعي والفردي.

بالنسبة لعمري، يتجلى جوهر الزمن من خلال تحولات لا تتوقف عن التطور. ذاكرة المستقبل التي تدرك ضمن ذاتيتها تمزج بين الماضي والحاضر والمستقبل، وهي مدة لا يمكن اختزالها إلى "مقياس الحركة، قبل أو بعد" وفق مفهوم أرسطو.

إلهام العراقي عماري معرض الزمن

وقد أوضحت أنها تناولت الموضوع بتحفظ في البداية وبشكل غير واضح ،كإضافة عقارب الساعة في بعض اللوحات التي أنجزتها باستخدام الصباغة الزيتية على القماش، أو من خلال مجسّمات هندسية وتركيبات. لكن، وكما تقول: "شيئًا فشيئًا أصبح هذا الموضوع محور لوحاتي ومنحوتاتي التي يتضمن بعضها عناصر متحركة يتفاعل معها الزوار في محاولة لتقريبهم أكثر من ثيمة الزمن".

وعن العماري، كتب الناقد الفرنسي ميشيل هيرجيبو يقول: "أعمالها تحيل على معاني الجمال، فوجودها معادل لحياة النور، نعتقد أن الفن يتحدث لغة تكشف عن أسرارها ليلًا، حيث تتبدى لنا الخيالات على القماشة تدرك السمو في انسجام مع الشمس وتحولاتها، تقنيتها الصباغية تسجل هجرة أفقية إلى الضوء المشع من قلب اللوحة"، كما كتبت الناقدة الإسبانية إيزابيل تريمو: "إن العراقي تقتات من نار أحاسيسها المحركة للجذور، تتغذى بقوة وطاقة اللهب المتراقص السرمدي على رؤوس فرشاتها، كائن وحيد قادم من غابر الأزمان يبدو وكأنه يبوح بأسرار جذوره".