08-مايو-2023
عمر عبد الظاهر

من المعرض

يقيم الفنان التشكيلي المصري عمر عبد الظاهر معرضًا بعنوان "جذور" في غاليري سفر خان، وذلك عبر 25 لوحة تضم رسومات عن المعابد والتقاليد الشعبية وعادات الزواج وتفاصيل من الحياة اليومية.

يُشكل المعرض الذي يستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري امتدادًا لمعارض الفنان السابقة التي وثّق خلالها، باقتدار كبير، العديد من المواسم والمناسبات الاجتماعية والشعبية، والتي عمل فيها على رسم صورة ساطعة للحياة في أسوان والنوبة، مليئة بالحياة والألوان والحركة، تحتفي بالثقافة المحلية وتعطيها أبعادها الكاملة، وفي الوقت نفسه تذكرنا بأجواء فنانين من أمثال تحية حليم وحامد ندا وعبد الهادي الجزار.. إلخ، ممن رسموا البيئة الشعبية معبرين عن بساطتها وجمالياتها والتواصل التاريخي فيها.

وكما يكمل المعرض مناخات الفنان المعروفة، إذ سبق واشتغل على موضوعات مثل "ليلة الحنة" و"ليلة الدخلة" و"الصباحية"، مع توظيفه لأبيات من الشعر الفولكلوري التي توافق موضوع اللوحة، فالأمر ذاته يحضر هنا، إلا أن المساحات الواسعة للمواضيع جعلت المعرض يبدو أكثر حيوية وثراء، بل ويمثل انعطافة هامة في مسيرة الفنان الإبداعية، نظرًا لحجم رقعة الاستلهام وتنوع ينابيعه الثقافية والبصرية، ولكون اللوحات تُعبر تعبيرًا عميقًا عن أسلوب الفنان بالغ الخصوصية في معالجة موضوعاته من جهة، ولأنها تعبر عن التقاط لحظات إنسانية خالدة، تجعل من الريف المصري المعاصر يتلاقى مع ماضيه البعيد بطريقة ساحرة، ما يحول هذا البناء الواقعي إلى رؤية ملحمية بفعل المعالجة التي تعتمد على المبالغة والتحريف في صوغ العناصر.

عمر عبد الظاهر

في لوحات "معرض جذور"، تكتسب العناصر والمفردات الطبيعية أبعادًا أسطورية، لكل منها رمزيته ودلالاته الخاصة، وتتجاور حياة الكائنات جنبًا إلى جنب في إطار من الحب والتعاون.  

ولد عمر عبد الظاهر سنة 1966، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم جرافيك في جامعة المنيا 1991. تناولت أطروحته للماجستير فن الحفر في مصر وكانت بعنوان "أثر الفنون البدائية على فن الحفر المصري"، أما أطروحة الدكتوراه فكانت في فلسفة الفن وحملت عنوان "الموروث الشعبي وأثره على الطبعة الفنية المعاصرة في مصر والعراق: دراسة مقارنة". أقام العديد من المعارض الفردية.