06-أغسطس-2017

حسن بليبل/ لبنان

قد يجيب أحدهم أن هذا فعل بشري طبيعي، فالمرء يمتدح من يعطي الأمان كسائر الكائنات الأخرى، فالقطط تأوي بجوار فراش من يطعمها، والكلاب لا تنبح على أصحاب البيت وتعض الغرباء.

لماذا يتنقل المعارضون السوريون من ممول إلى سواه، ومن عاصمة لأخرى؟

السؤال الذي قد يثير كل هذه الإجابات هو لماذا هذا الانبطاح الذي يمارسه المعارضون السوريون، ولماذا هذا التنقل من حضن إلى آخر، ومن ممول لسواه، ومن عاصمة لأخرى؟

اقرأ/ي أيضًا: نوبل للسلام وودّ لنظام الإرهاب!

قد لا يلوم كثيرون صغار المعارضين كونهم بلا تجربة، ويرون الأمور بعين العاطفة، وهذا قد يؤثر على صوابية قراراتهم وثباتها، ولهذا يهرعون خلف أي تصريح يقف بجوارهم ويعتبرونه بداية الخلاص، ويصفقون له.

ولكن الأمر تعدى الثلة الصغيرة والتي ينضوي تحتها ساسة وإعلاميون ورجال أعمال وأهل فن ورجال دين... وهؤلاء لا تحكم على تصرفاتهم أعمارهم الصغيرة أو الكبيرة إنما التجربة، وخصوصًا أولئك الذين خرجوا من الداخل فلا هم عاشوا تجربة حقيقة، وليس لديهم من السياسة سوى الهتافات التي يحفظونها عن ظهر قلب، وصارت مدعاة للسخرية بعدما تم استهلاكها حد القيء.

المستغرب هو في الفئة التي ترى نفسها في هرم المعارضة، وبالأحرى من تم اختيارها لتكون فيه، وهؤلاء لم يبدوا وفاء لداعميهم الأوائل أو من رتب لهم الكرسي والحساب البنكي، بل انقلبوا وتقلبوا في هوى من يدفع ومن يلّوح لهم بالقوة في موقفه حتى من تحت الطاولة.. فتقافزوا بين مراكب الروس والأمريكيين، ومرات قليلة وجدوا في الفرنسين ضالتهم حتى خيّب أحلامهم أخيرًا ماكرون الصغير.

الحل في روسيا ثم لا بد من زيارة لطهران، ولا يمنع ذلك من المرور بدبي، وخلسة إلى الرياض والقاهرة، وفي المؤتمرات تفتض بكارات الأسرار، ويخرج المستور، وما هو سوى اتهامات بالرشا والإقامات بفنادق ساخنة كما حصل مع أحد معارضي الداخل عندما تم تسريب مقطع جنسي له، وما حصل مع معارضة تم اتهامها باختلاس أموال لجان الدعم ثم تم إيعاز لمن يصورها أمام منزلها بلباس مثير.

في أبعد من ذلك يبدو التستر على قضايا كبيرة كملفات الحكومة المؤقتة في إهدار الميزانية، ورواتب وزرائها وسياراتهم الفارهة، وإيجارات بيوتهم الفخمة، وكذلك مشاريعهم الواهية التي أدخلت جيوبهم ملايين الدولارات وأخرجت من موازنة دعم الشعب السوريين مثلها تحت مسمى إصدار جوازات السفر باسم الائتلاف المعارض.

المعارضون السوريون أصحاب الفضائح الصغيرة والكبيرة محميون دومًا بالممول الجديد

اقرأ/ي أيضًا: أدونيس.. فهرس المذعور والأعمى

هؤلاء كلهم.. أصحاب الفضائح الصغيرة والكبيرة محميون بالممول الجديد لذلك تراهم يتقافون من حضن لآخر باحثين عن المأوى وأمان البقاء في كرسي المعارضة السياسية المنخور، ولأجل هذا تناحروا وخسروا احترام الآخرين وثقة شعبهم، وأثبتوا بما لا يدعوا إلى الشك كل ما وصفهم به "النظام"، وهو بكامل فساد مؤسساته يمكن أن يتعلم منهم دروس اللصوصية والفساد.

أما النموذج الأكثر وضاعة وخسة لأنه الأكثر ثرثرة وضحالة فهم الإعلاميون.. يصمتون إذا ما الممول الكبير أخطأ.. و"يردحون" لكل الآخرين سواه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السوريون في غيابهم السابع

اقتل سوريًا... أسبوع الكراهية