02-سبتمبر-2023
مظاهرات تل أبيب، وإريتريا

كان الإريتريون يتظاهرون احتجاجًا على حكومتهم وعلى حدث ثقافي كانت تستضيفه سفارة بلادهم (GETTY)

نظم المئات من طالبي اللجوء من إريتريا في إسرائيل مظاهرات في تل أبيب، مناهضةً للنظام في بلادهم، وذلك خلال حدث أقيم في السفارة الإريترية، اليوم السبت.

وطالب المتظاهرون، السلطات الإسرائيلية بإلغاء الحدث في سفارة بلادهم، فيما تطورت المظاهرات إلى اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية، أدت إلى إصابة 135 شخصًا، من بينهم 15 في حالة خطيرة، و39 شرطيًا من دولة الاحتلال. كما تم اعتقال 39 متظاهرًا على خلفية الاحتجاجات، وأعلنت شرطة الاحتلال عن نجاحها في "تهدئة شوارع جنوب تل أبيب"، وفق وصفها.

كان الإريتريون يتظاهرون احتجاجًا على حكومتهم وعلى حدث ثقافي كانت تستضيفه سفارة بلادهم في تل أبيب

وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان: "في هذه الساعة، تواصل قوات الشرطة وحرس الحدود العمل ضد منتهكي القانون في منطقة تل أبيب لوقف أعمال العنف والاضطرابات".

وبدأت الاحتجاجات في شمال تل أبيب واستمرت في الأحياء الجنوبية طوال فترة ما بعد الظهر. وكان الإريتريون يتظاهرون احتجاجًا على حكومتهم وعلى حدث ثقافي كانت تستضيفه سفارة بلادهم. 

ووفق منظمة هموكيد للاجئين والمهاجرين: "أراد المتظاهرون الاحتجاج على التدخل الصارخ للسفارة الإريترية في حياة أولئك الذين فروا من الديكتاتورية الوحشية. وتلاحق السفارات الإريترية في جميع أنحاء العالم طالبي اللجوء، وفي بلدان أخرى، تم إلغاء فعاليات السفارة على وجه التحديد بسبب الخوف من تفجر الأحداث كما نرى أمام أعيننا الآن. كان من الممكن، بل وكان ينبغي، منع هذا الفشل".

وكانت هناك احتجاجات مماثلة في جميع أنحاء العالم الشهر الماضي، بما في ذلك السويد وكندا والولايات المتحدة. 

وبحلول منتصف النهار، قال مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه يطلع على آخر التطورات. ومن المتوقع أن يجري مفوض الشرطة الإسرائيلية يعكوب شبتاي تقييمًا للوضع مع قائد منطقة تل أبيب المفتش بيرتس عمار.

وشهدت المظاهرات الصباحية اشتباكات عنيفة بين ضباط شرطة الاحتلال والمتظاهرين المناهضين، مع هتافات جاء فيها "إسرائيل تدعم الديكتاتور".

وتستقبل دولة الاحتلال حوالي 17,850 مواطنًا إريتري الأصل، يعتبرون من طالبي اللجوء، وترفض إسرائيل تصنيفهم باعتبارهم "لاجئين"، وتبقيهم تحت تصنيف "طالبي اللجوء"، مع منع إعادتهم إلى بلادهم.

جذور الاحتجاجات

الاحتجاجات التي وقعت اليوم السبت في تل أبيب، هي حالة أخرى من احتجاجات حصلت خلال المهرجانات الإريترية التي تقام في جميع أنحاء العالم، والتي يستغلها طالبو اللجوء الأفارقة للتظاهر ضد النظام الذي فروا منه.

وتحتفل إريتريا هذا العام بمرور 30 ​​عامًا على استقلالها، وفي العديد من المدن حول العالم أقيمت مهرجانات هذا الصيف تهدف إلى الاعتزاز بالثقافة الإريترية. وبحسب المتظاهرين فإن منظمي هذه المهرجانات هم من أنصار النظام الديكتاتوري في الدولة الأفريقية.

getty

وبالنسبة لمعارضي النظام، تعتبر المهرجانات أداة دعائية للنظام في إريتريا، ومصدر دخل له.

وحصلت إريتريا على استقلالها إثيوبيا، في عام 1993، بعد عقود من القتال. ومنذ حصولها على الاستقلال، يحكمها الرئيس أسياس أفورقي البالغ من العمر 77 عامًا، والذي لم يجرِ أي انتخابات قط. وتتحدث منظمات حقوق الإنسان، عن أن هذا النظام من أقسى الأنظمة القمعية في العالم، والذي يجند مواطنيه إلى أجل غير مسمى.

ولقبت إريتريا بـ"كوريا الشمالية الإفريقية". وتظهر شهادات اللاجئين الذين فروا من البلاد أنه يتم تجنيد المواطنين في الجيش هناك في سن مبكرة، ويجبرون على العمل تحت التهديد في أعمال السخرة في ظل ظروف العبودية.

getty

وذكر تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذا العام أن الوضع في إريتريا لا يزال سيئًا، دون أي علامات على التحسن. 

وأشار التقرير إلى وجود أدلة على التعذيب والاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والقيود المفروضة على الحقوق الأساسية، بما في ذلك الحق في التظاهر، وجاء في التقرير: "الوضع في إريتريا خطير للغاية: لا انتخابات ولا برلمان ولا جامعات ولا إعلام حر ولا معارضة".