27-أغسطس-2021

مصطفى وهبي التل (عرار) وديوانه "عشيّات وادي اليابس"

ألترا صوت – فريق التحرير

مصطفى وهبي التل (1899 - 1949) شاعر أردني عُرف بلقب عرار. لعب دورًا رئيسيًا في خلق الروح الوطنية لدى الشعب الأردني ضد الاحتلال الأجنبي في أراضيهم.

عرار من جيل المثقفين الذين عاشوا حقبتين مهمتين، الأولى هي الحقبة العثمانية التي نشأ في أواخرها، والثانية هي الحاسمة التي تلت الحرب العالمية الثانية وما تمخض عنها من تقسيم لبلاد الشام.

كان يتقن التركية والفارسية، ومن أهم ما ترجمه هو رباعيات الخيام. جُمعت قصائده في ديوان حمل عنوان "عشيّات وادي اليابس"، أما مقالاته فجُمعت تحت عنوان "أوراق عرار السياسية - وثائق مصطفى وهبي التل".

يروي الكاتب والمترجم الراحل عيسى الناعوي في مقال نشره في مجلة "العربي" عام 1960 أن قصة القصيدة التي نثبتها هنا تعود إلى انتخاب ملكة جمال رام الله، وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من شعراء هم: إبراهيم طوقان وعبد الكريم الكرمي أبو سلمى وجلال زريق، وقد أطلق على تلك الفتاة "مس رام الله"، فأعجب عرار بالفكرة وقم بتطبيقها في مضارب الغجر التي يزورها في منطقة وادي اليابس، حيث جمع شلة من أصحابه وانتخبوا ملكة جمال غجرية أطلقوا عليها لقب "مس وادي اليابس"، وكتب عرار فيها قصيدة تحكي عن ذلك، كما بيّن فيها رغبته في طبع ديوان يحمل اسم وادي اليابس.


يا أخت واد قد دعوتك باسمه

وله نسبت تبركًا ديواني

 

قومي وقومك في الصغار وجهلهم

معنى الحمية كفتا ميزانِ

 

وأَنا وأَنت على اختلاف قبيلنا

في عرف بيك وجيشه سيان

 

فادني كؤوسك إن بعض عزائنا

فيها وفي هذا القوام الباني

 

وبهذه الزفرات وقع لحنها

صدري وصعدها صداك أغاني

 

يا أَخت سلمى في غناك عذوبة

تبكي ويغرق دمعها أحزاني

 

ما شمت ومض اليأس في نبراتها

إلا استبنت بشجوها ألحاني

 

ورأيت في مرآة بؤسك صورتي

وقرأت فوق إطارها عنواني

 

وعرفت فيما أنت فيه من الأذى

ومن الصغارة والهوان هواني

 

أَهلوك قد جعلوا جمالك سلعة تشرى

وباع بنو أَبي أوطاني

 

وذووك قد منعوك كل كرامة

وأنا كذلك حارسي سجاني

 

يا بنت في إسبال جفنك محمل

للاشتباه بأن طرفك جانِ

 

وبأن هذا القلب عاث بأمنه

عينان واقلباه سوداوانِ

 

لا مدعي عام اللواء أجارني

من سحرهن ولا طلال حماني

 

اقرأ/ي أيضًا:

عبد القادر الجزائري: إلى الصون مدّت تلمسان يداها

راينر ماريا ريلكه: خمسة أناشيد