05-أكتوبر-2016

هل صار البرلمان المصري خارج نطاق التغطية الصحفية؟(محمود حمس/أ.ف.ب)

أطلق مجموعة من الصحفيين والنشطاء هاشتاج بعنوان "#تضامنًا_مع_رنا_ممدوح"، احتلّ صدارة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأمس. و"رنا" محررة شؤون البرلمان بصحيفة "المقال"، المعروفة بمعارضتها المستمرّة للنظام المصري، والسخرية من برلمانه، ذهبت، وفقًا لبرنامجها اليوميّ، إلى مقر مجلس النواب المصري بشارع "قصر العيني" لحضور الجلسة الأولى لدور الانعقاد الثاني، وفوجئت بمنعها من الدخول، على الرغم من أنها صحفية "مسجَّلة" بقوائم المجلس، سألت عن السبب، فكانت الإجابة حاضرة لدى الأمن، الذي استوقفها: "لا أعلم، لكن لديّ أوامر بذلك".

مُنعت محررة شؤون البرلمان في صحيفة المقال رنا ممدوح من دخول البرلمان المصري لأداء عملها دون توضيح مقنع للأسباب فيما يُعتبر سابقة في مصر

لم يكتف الأمن بذلك، إنما طلب منها معاينة "الكارنيه" الخاص بدخول قاعة المجلس، وقال: "لديّ أوامر بسحب الكارنيه أيضًا". وروت "رنا" ما جرى في تصريحات صحفية: "بعدما أخذ الكارنيه تحدث في جهاز اللاسكي إلى مدير أمن مجلس النواب، العميد محمد رستم، وقال له: "وصلت يا فندم.." وعقب ذلك وصل مدير أمن البرلمان لغرفة الأمن وأخذ الكارنيه ووضعه فى جيبه".

وتابعت: "مدير الأمن قال لي إن هناك تعليمات من الأمانة العامة بتغيير الكارنيهات للصحفيين وطلب مني تقديم جواب ترشيح جديد من الصحيفة، وبعد ذلك طلبت منه الدخول لتغطية الجلسة العامة للمجلس، إلا أنه رفض".

اقرأ/ي أيضًا: عودة "كشف العذرية" إلى مصر: الطالبات في المصيدة!

تعلم "رنا" أنّ تغيير كارنيه دخول المجلس طقس سنوي، لا بد أن ترسل صحيفتها، خطابًا إلى رئيس "النواب" يؤكد اسم مندوبة الصحيفة لدى البرلمان، وهو ما تنصّ عليه القوانين المنظّمة لحضور الصحفيين داخل البرلمان، ولذلك، كان طلب "ترشيح جديد" غير منطقي، وفي غير موعده.

كان الكاتب الصحفي، بهاء مباشر، رئيس شعبة المحررين البرلمانيين، حاضرًا، حاول التدخّل وطلب من مدير الأمن السماح لها بالدخول "مؤقتًا" إلا أنّه رفض: "هناك أوامر من رئيس المجلس، الدكتور علي عبد العال، بمنع دخولها". وأضاف: "رئيس المجلس متضايق من تقاريرها الصحفية". لكن ما الذي أغضب "عبد العال" من صحفية "المقال" تحديدًا؟

من الواضح أن استياء رئيس البرلمان المصري من الصحفية رنا ممدوح يعود لنشرها مقالات فضحت عديد الممارسات الدكتاتورية في البرلمان

لم يحدّد ممَّ غضب، ولم ينب أحد عنه في "عتاب" الكاتبة الصحفية، التي نشرت عددًا من المقالات والتقارير "فضحت" كثيرًا من الممارسات الدكتاتورية لرئيس البرلمان تحت القبة، خاصة وأن "عبد العال" منع بث الجلسات خوفًا من الفضيحة، ومن بينها تعديلات قانون مجلس الدولة، التي وافق عليها "النواب" في آب/أغسطس الماضي، ولم ترسل إلى رئاسة الجمهورية وفقًا للدستور.

واستندت المحكمة الإدارية العليا على عدّة تقارير لـ"رنا" في قبول طلب رد الطعن على بطلان التنازل عن جزيرتيْ "تيران وصنافير". وفقًا للسياسة التحريرية لصحيفة "المقال" فإن الجزيرتين لمصر، وهو ما لا يعجب "عبد العال" الذي يتبنى "سعودية الجزيرتين".

اقرأ/ي أيضًا: "مشهلاتي" الحكومة..برلمان مصر يستهزئ بالدستور

ونشرت "المقال" خبرًا عن زيارة اللواء ممدوح شاهين، مساعد وزير الدفاع للشؤون الدستورية والتشريعية، وهو أحد الخصوم في الدعوى، لمجلس النواب، ولقائه "عبد العال"، والأمين العام للمجلس، صباح يوم النطق بالحكم في "سعودية الجزيرتين"، وهو ما أثار تساؤلًا خبيثًا، أغضب رئيس "النواب"، حول ما وراء الزيارة.

أعاد "عبد العال" بمنعه رنا ممدوح من دخول البرلمان لأداء عملها إلى الأذهان قراره السابق، صباح 29 آب/أغسطس الماضي، بمنع دخول المصورين الصحفيين إلى قاعة جلسات البرلمان، وذلك بسبب الصورة التي التقطت له وهو يرسل "قبلة على الهواء" لنائب.

وأعاد للأذهان، أيضًا، خبر سحب "الكارنيه" الخاص بهشام المياني، مندوب صحيفة "الأهرام" لتغطية أخبار الرئاسة في عهد الرئيس الأسبق، محمد مرسي، حين نشر خبرًا عن زيارة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة إلى "قصر الاتحادية"، مقرّ الحكم في ذلك الوقت، ولقائه الرئيس دون إعلان سبب الحضور، أو التنويه باللقاء عبر بيان في وقت سابق. ولم تسجّل الصحافة سوابق منع من الدخول أو سحب "الكارنيه"، فالسابقة الأولى ستظلّ مسجّلة باسم المستشار "عبد العال"، رئيس المجلس الحالي.

تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مع منع رنا ممدوح من القيام بعملها في البرلمان

تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مع منع رنا ممدوح من القيام بعملها في البرلمان

تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مع منع رنا ممدوح من القيام بعملها في البرلمان

اقرأ/ي أيضًا: 

طرد عكاشة من البرلمان وألعاب مقاومة التطبيع

ضرائب بالجملة في مصر.. والمشرعون معفون منها!