26-يوليو-2023
منتا

تشهد مصر، شأنها شأن دول عربية عديدة، موجات حرارة مرتفعة لم تشهد المنطقة مثلها منذ فترة طويلة. إلا أن معاناة المصريين بالذات باتت مضاعفة مع انقطاعات التيار الكهربائي، التي وصلت في بعض المناطق فترات انقطاعه إلى ست ساعات، والتي لم يجد المصريون إلا السخرية لمواجهتها. 

الحكومة المصرية صرحت في أكثر من مناسبة عن استعدادها لتصدير فائض الكهرباء المنتج لديها، الأمر الذي جعل انقطاعات الكهرباء المفاجأة أمرًا مثيرًا للاستهجان وسط درجات حرارة تجاوزت الـ 40 مئوية. 

تبرير رسمي

الشركة القابضة لكهرباء مصر قالت من ناحيتها إنها بدأت تطبيق برنامج لتخفيف الأحمال في جميع شركات توزيع الكهرباء في البلاد. كما دعت المصريين لفصل التيار الكهربائي عند عدم الحاجة له.

لكن الانتقادات الواسعة دفعت بمسؤولين مصريين إلى الخروج على وسائل الإعلام لتبرير الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في تصريحات متضاربة، ففي حين أن وزارة الكهرباء قالت إن لديها فائضًا من إنتاج الكهرباء وأن الأزمة ناتجة عن توفير الغاز اللازم لتشغيل محطات الوقود، قالت مصادر في وزارة البترول إنها توفر ما تحتاجه وزارة الكهرباء. 

وقال الناطق باسم وزارة الكهرباء، أيمن حمزة، إنه يتوقع انتهاء أزمة تخفيف الأحمال من خلال قطع التيار الكهربائي منتصف الأسبوع الجاري لتعود الأمور لما كانت عليه في السابق. 

الحكومة المصرية صرحت في أكثر من مناسبة عن استعدادها لتصدير فائض الكهرباء المنتج لديها، الأمر الذي جعل انقطاعات الكهرباء المفاجأة أمرًا مثيرًا للاستهجان وسط درجات حرارة تجاوزت الـ 40 مئوية. 

وأضاف أن أزمة الانقطاعات ناتجة عن نقص الوقود المستخدم في إنتاج الطاقة الكهربائية، وأن الشبكة القومية للكهرباء قادرة على توليد حتى 48 ألف ميغا وات في حين أن استهلاك المصريين لا يتعدى  36 ألف ميجا وات.

من ناحية أخرى، قال وزير البترول، طارق الملا، إن مصر تنوي استئناف تصدير الغاز الطبيعي بحلول تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وأنه ستكون هناك كميات فائضة متاحة للتصدير خلال فصل الشتاء.

أزمة اقتصادية خانقة

انقطاعات الكهرباء تأتي أيضًا في ظل أزمة اقتصادية خانقة لا زالت تلقي بثقلها على كواهل المصريين، إذ بلغ الدين الخارجي للبلاد في الربع الأخير للعام الماضي 162.9 مليار دولار، في حين بلغت نسبة التضخم 36.8%.

ووفقًا لمصادر نقلت عنها القدس العربي، فإن أزمة انقطاع التيار الكهربائي وما يعرف بخطة تخفيف الأحمال تستهدف توفير الغاز الطبيعي لتصديره بهدف تخفيف الأزمة الاقتصادية في الوقت التي ترد أنباء عديدة عن بيع النظام المصري لأصول البلاد لسد فجوة الديون. 

ووفقًا لبيانات وزارة الكهرباء ومجلة الطاقة المتخصصة، فإن النظام المصري أنفق ما يقارب 34 مليار دولار على إنشاء محطات الطاقة الجديدة، بالإضافة إلى اكتشافات حقول الغاز في السنوات العشر الماضية، وكل ذلك أوصل مصر إلى تحقيق اكتفاء من الكهرباء مع فائض كبير من الإنتاج.

ويأتي برنامج تخفيف الأحمال وسط تصريحات لمجلس الوزراء المصري شدد فيها على أنه لن يتم العمل بالخطة في مدينة العلمين الجديدة، التي تستضيف مهرجان العلمين الجديدة وفي مدينة شرم الشيخ؛ حرصا على موسم السياحة.