16-مايو-2021

مدينة القدس (Getty)

لا قيظ

يؤرق شجرة الزيتون 

ولا ريح

 تنسف زهرة المدائن      

حين يتشقّق الماء في أديم الروح

يحاصر القنوط والريبة 

ويرمّم أزمان النكبة

لتنسلّ ضحكة الأطفال

من منافي الضوع المهيب  

نحو صهيل الأرض

وجلجلة الأجراس

 

إنها مسارات شهيّة

تجرّنا من أوتاد المتاهة

وتنزع الشرخ

عن أعناقنا المرتدّة 

مع أفول السبات الثقيل

والتشذرم المستوطن كالغبار

 

نحن الأحياء

ورثة الأرض

أبناء الوجود 

تحت القباب الخارقة

نصقل أجساد ثائرة

نفتّت الضباب

في دم بارق

في ممرات الوحشة والحصار

نفكّ عروة الخذلان

أو هكذا ندحره بالصلاة   

متأبطين شعلة مقدسة

وميعاد.

 

ستعود الطيور إلى أعشاشها الباسقة

وهزائم الغزاة حاسمة 

كغمام يؤرقه صفو الأفئدة

ملفّع بزوبعة رابضة على مقربة.

 

لكن جلّ الغنائم والاحتمالات الراهنة

لجيل طليق تتراءى أسطورته 

حين نضج القهر في السياق نفسه

 وهو معتصم بطلائع الحرية

 في معركة رهيبة

تطال سوامقه

بيوت العزّة المتفجّرة.

 

لكن الملاحم

لم تردمها الأنقاض ولا الأضرحة

على غير نمط من السدم الخانعة

وركب الأعداء.

 

هكذا احتدم نعش الضمائر 

 في جوقة متناسلة

تحت الأضلاع الصاعدة

على غرار الرايات

لتندلع ألسنة الشمس

مع الصقور المهاجرة

إلى القدس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

في الوحدة

صُلبان بيت ساحور

دلالات: