04-ديسمبر-2023
مروان عيسى، أبرز من يتصدر لوائح الاغتيال في قطاع غزة

تولى مروان عيسى، منصب نائب القائد العام لكتائب القسام، في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بعد اغتيال أحمد الجعبري (Getty)

يتصدر اسم مروان عيسى، لوائح الاغتيال الإسرائيلية، التي تنشر بشكلٍ متكرر طوال الأسابيع والأيام الماضية، باعتباره واحدًا من أبرز المسؤولين عن عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

ورغم اعتبار مروان عيسى، من ضمن الشخصيات التي تساهم في قيادة كتائب القسام، بشكلٍ ميداني، إلّا أنّه يوصف بـ"رجل الظل"، نظرًا إلى عدم خروجه العلني، وغياب صور كثيرة له، إذ لم يظهر إلاّ في حالات نادرة.

أمّا التركيز الإسرائيلي عليه، فهو منذ عدة سنوات، إذ نفذت عدة محاولات اغتيال له، لكنّ التركيز يتزايد عليه، مع قراءة ما صدر عن حركة حماس طوال الأشهر الماضية، بأثر رجعي، وكان من بينها تصريح لمروان عيسى، في آذار/ مارس الماضي، هدد فيه بـ"زلزال" يضرب المنطقة حال استمرار التهديد الإسرائيلي للمسجد الأقصى.

أعلن عن مروان عيسى، باعتباره من الصف الأول  في القيادات العسكرية بقطاع غزة، في أيلول/ سبتمبر 2005

من هو مروان عيسى؟

يُعد مروان عبد الكريم عيسى، المعروف باسم أبو البراء، نائب القائد العسكري لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.

ولد عيسى عام 1965 في مخيم البريج وسط قطاع غزة، لعائلة تنحدر من قرية بيت طيما المهجرة قضاء غزة. وانتمى عيسى إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه المبكر، والتحق بحركة حماس في الفترة الأولى لتأسيسها.

واعتقل مروان عيسى عام 1988، مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى، لمدة خمسة أعوام في السجون الإسرائيلي، كما قضى أربعة أعوام في سجون السلطة الفلسطينية، وخرج من المعتقل مع بداية الانتفاضة الثانية. وفي شبابه، برز مروان عيسى، كلاعب في كرة سلة، وكان ضمن فريق "نادي خدمات البريج"..

كانت مشاركة مروان عيسى الأبرز، في العمل العسكري لكتائب القسام، ضمن العمليات الانتقامية لاغتيال الشهيد يحيى عياش عام 1996، وعلى خلفيتها اعتقل لدى السلطة الفلسطينية.

كما ساهم في عملية إعادة تنظيم كتائب القسام عام 2000، والتي قادها صلاح شحادة، مع قرار التحول من خلايا عسكرية، إلى كتائب ووحدات وألوية، وهي الفترة التي باتت توصف، ببناء "جيش القسام".

وقبل خروج الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، كان مسؤولًا عن مواجهة المستوطنات الإسرائيلية. ووفق القناة 12 الإسرائيلية، فإن عيسى "الذي نادرًا ما يظهر على الإعلام، ويعمل خلف الكواليس، كان يخطط لعملية واسعة من أجل السيطرة على مستوطنات غوش قطيف في قطاع غزة"، قبل انسحاب الاحتلال منها عام 2005. وعلى هذا الأساس، قام مروان عيسى بتأسيس مجموعة من الوحدات الخاصة، وعمل على تدريبها شخصيًا. وهي ذات الفترة التي أعلنت فيه كتائب القسام، عن كون مروان عيسى من قيادات الصف الأول فيها.

وفي آب/ أغسطس 2006 ، أصيب مروان عيسى، بجروح في محاولة اغتيال من قبل جيش الاحتلال. وقال مسؤول أمني إسرائيلي عنه: "كعادة المطلوبين، نادرًا ما يبقى أكثر من بضع ساعات في مكان واحد، وينام في كل مرة في مكان مختلف. وهناك عدد قليل جدًا من عناصر حماس الذين يُسمح لهم بالاقتراب منه ومساعدته"، فيما تشير التقديرات إلى أن إسرائيل حاولت اغتيال مروان عيسى، ثلاث مرات على الأقل حتى عام 2012.

مروان عيىسى غزة

ولعب مروان عيسى دورًا في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، من أجل إتمام صفقة "وفاء الأحرار" أو صفقة شاليط، التي انتهت في عام 2011. وتشير مصادر إسرائيلية، إلى أن عيسى من بين قلة كانت تعرف مكان تواجد الجندي جلعاد شاليط، وزار شاليط مرة واحدة في أسره على الأقل، عام 2008.

عام 2009، توفي نجله براء، نتيجة معاناته من مرض مزمن، ومنعه من السفر إلى خارج قطاع غزة، من أجل تلقي العلاج.

تولى مروان عيسى، منصب نائب القائد العام لكتائب القسام، في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، بعد اغتيال أحمد الجعبري.

كما انتخب عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 ثم أعيد انتخابه عام 2021، وأصبح حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية.

وقصف الاحتلال منزل مروان عيسى، في عدوان عام 2014، وكرر ذلك عام 2021، وفي اليوم الثاني من عملية "طوفان الأقصى"، قصف الاحتلال منزله أيضًا.

ما بين السياسة والعسكر

في تقرير نشره موقع "واللا" العبري، بعد انتخاب عيسى عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، قال المعلق العسكري للموقع: "في الصورة اختار أن يقف خلف الجميع وعلى عكس الآخرين كان يرتدي قناعًا واقيًا ضد فيروس كورونا. لا يريد أن يُكشف أمام الجمهور، وهو ما يليق بشخصية تعيش في الظل بعيدًا عن أذرع الشاباك والجيش الإسرائيلي. ويتعامل مع نفسه كشخص مطلوب للاغتيال.. في نهاية المطاف، هو الرجل الذي سيقود حملة حماس المقبلة ضد الجيش الإسرائيلي".

ويشير التقرير، إلى أن عيسى إلى جانب نشاطه في تحويل كتائب القسام من ناحية بنية تنظيمة، فقد ارتبط بشكلٍ كبير في تطوير قدرات القسام العسكرية ومحاولة الحصول على أسلحة حديثة.

وقال عنه مسؤول أمني إسرائيلي: "لا يتحدث ولكن في الغالب يفعل. ومن هنا قوته. يثبت للجميع أنه عندما يعد فإنه يفي. لا يتحرك في المجال العسكري والأمني ​​فحسب، بل على المستوى السياسي أيضًا"، مع الإشارة إلى علاقته في محمد الضيف ويحيى السنوار.

في 10 أيلول/سبتمبر 2019، صنف مروان عيسى، باعتباره "إرهابيًا"، وفق اللوائح الأمريكية.

تصريحات مروان عيسى.. زلزال في المنطقة

يُعرف عن عيسى تجنبه للظهور العلني، وكانت الصور الأولى التي كشفت له، خلال صفقة تبادل الأسرى عام 2011، عند تسليم جلعاد شاليط إلى جانب المصري، فيما جاء الظهور العلني البارز له، خلال انتخابات المكتب السياسي لحركة حماس، وكانت له صور وحيدة في الانتخابات، يظهر فيها على بالصف الثاني من القيادات، والوحيد الذي يغطي وجهه بكمامة.

ومع ذلك فقد ظهر لعيسى عدة تصريحات، كان الأبرز لها في السنوات الماضية، عام 2015، خلال مشاركته في ندوة بقطاع غزة، وقال فيها: "إنهم لا يسعون حاليًا لمواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي، ولكنهم يعملون على أن تكون قوتهم في أي مواجهة قادمة مضاعفة"، مضيفًا: "نواصل عمليات تصنيع الصواريخ، ولا تهمنا تصريحات إسرائيل بهذا الخصوص".

وفي وقتها، أكد عيسى أن كل المحاولات الإقليمية والدولية لحصار حماس وذراعها العسكري ستفشل، في إشارة إلى قرار محكمة مصرية اعتبار حماس "منظمة إرهابية". وقال إنهم يعملون على صياغة التحالفات مع كل من يستطيع أن يقدم لهم السلاح، مؤكدًا أن حماس "لم ولن تكون في جيب أحد". 

وظهر عيسى، في مقطع مصور بعد "سيف القدس"، خلال فيلم توثيقي حول شقيقه وائل عيسى الذي استشهد في تلك الحرب، رفقة حسن قهوجي، وكان شقيقه من ضمن مسؤولي الاستخبارات في القسّام.

وقال عيسى في ظهوره المصور: إن "معركة سيف القدس ستكون لها تداعيات استراتيجية على اسرائيل وعلى مستقبلها في أرض فلسطين". وأضاف: "سيف القدس ستكون البداية للأيام السوداء التي تنتظر الاحتلال الاسرائيلي من أجل زواله".

وفي تصريح مقتضب، في أعقاب حرب "سيف القدس"، قال مروان عيسى: "نؤكد أن المقاومة في داخل فلسطين، ولو أن العدو يتابعها على مدار الساعة، إلّا أنها ستفاجئ العدو والصديق".

أمّا تصريح مروان عيسى الأبرز، فقد جاء في آذار/ مارس من العام الحالي، إذ قال: إن "أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال".

تصريح مروان عيسى الأبرز، فقد جاء في آذار/ مارس من العام الحالي، إذ قال: إن "أي تغيير في الوضع القائم في المسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال"

وأضاف، حينها، في تصريح لقناة الأقصى التابعة لحماس: "نحن نعطي المقاومة في الضفة الغربية فرصة للتحرك، لكن هذا لا يعني أن غزة ستبقى صامتة. سنحمي شعبنا عند الضرورة. وإذا اضطررنا لذلك فسنتدخل بشكل مباشر".

وقال عيسى، إن "الروح الاستشهادية لأهلنا في الضفة غير مسبوقة، وأهلنا ومقاومتنا في الضفة الغربية بألف خير على مستوى الوعي بصوابية مشروع المقاومة والوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال وفشل مشاريع التدجين السياسي".

وختم كلمته، بالقول: "انتهى المشروع السياسي في الضفة والعدو أنهى أوسلو والأيام القادمة حبلى بالأحداث".