20-ديسمبر-2016

قتل 9 صحفيين في المكسيك عبر عمليات انتقامية نفذتها عصابات المخدرات في فبراير الماضي(رونالدو شميدت/أ.ف.ب)

أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود"، الاثنين 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري، تقريرها السنوي المتضمن لحصيلة القتلى الصحفيين لعام 2016، في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة، مشيرة إلى أن 74 إعلاميًا على الأقل، محترفًا وغير محترف، قتلوا نتيجة "استهدافهم بشكل واضح عمدًا".

حسب تقرير "مراسلون بلا حدود" فإن 74 إعلاميًا على الأقل قتلوا نتيجة "استهدافهم بشكل واضح عمدًا" خلال سنة 2016

وقالت المنظمة في تقريرها إن الإحصائية المدرجة في التقرير، توثق مقتل الإعلاميين من 1 كانون الثاني/يناير وحتى الـ10 من كانون الأول/ديسمبر للعام الجاري، موضحة أن 53 إعلاميًا قتلوا في "عمليات اغتيال أو استهدفوا عمدًا"، فيما قتل 21 إعلاميًا "أثناء القيام بنشاطهم المهني".

اقرأ/ي أيضًا: وفاة الصحفي تامالت.. عودة لجدل الحريات في الجزائر

وتشير إحصائية صادرة عن المنظمة في وقت سابق، لتوثيق مقتل ما لا يقل عن 780 "صحفيًا محترفًا بسبب عملهم الإعلامي" منذ عام 2006 وحتى العام الجاري، في الوقت الذي شهد 2016 انخفاضًا في أعداد القتلى الصحفيين عن العام الفائت، الذي سجل مقتل 110 صحفيين، بينهم 67 محترفًا، ما يجعل نسبة الصحفيين المحترفين القتلى للعام الجاري تنخفض 15%.

وبحسب التقرير، الذي اطلع موقع "ألترا صوت" عليه، فإن "مراسلون بلا حدود" قسمت الصحفيين القتلى إلى ثلاث فئات "الصحفيون المحترفون، الصحفيون (المحليون) المواطنون، والمتعاونون الإعلاميون"، مشددًة على الدور المتزايد الذي تلعبه الفئة الأخيرة في "..إنتاج الأخبار، وخصوصًا في المجتمعات التي تئن تحت بطش الأنظمة القمعية أو في البلدان التي تعيش تحت هول الحروب".

ونوهت المنظمة التي ترصد الانتهاكات ضد الإعلاميين في مناطق النزاع، أو الدول التي تحكمها أنظمة دكتاتورية، إلى أن التقرير لا يدرج "أولئك الذين يستحيل التأكد على وجه اليقين من أنهم قُتلوا في إطار مهمتهم الإخبارية"، وهو "ما يفسر جزئيًا تراجع عدد الصحفيين المحترفين والصحفيين المواطنين والمتعاونين الإعلاميين الذين لقوا حتفهم هذا العام مقارنة بحصيلة 2015".

وفي الإحصائية التي أوردها تقرير المنظمة، سجل بالإضافة لمقتل 57 صحفيًا محترفًا، مقتل تسعة صحفيين محليين، وثمانية متعاونين إعلاميين، وبلغت نسبة الصحفيين المقتولين في المناطق التي تشهد نزاعًا 65%، فيما كانت نسبة المقتولين خارج مناطق النزاع 11%، كما تضمن التقرير توثيق مقتل خمس صحفيات، وأربعة صحفيين من جنسيات أجنبية يعملون في مناطق النزاع، بينهم مراسل التلفزيون الإيراني في سوريا، محسن الخزاعي، بعد استهدافه من قبل قوات المعارضة بصاروخ موجه لموكب للميليشيات الأجنبية التي تتلقى دعمها من إيران، قرب "منيان" بريف حلب الغربي.

سنة 2016، بلغت نسبة الصحفيين المقتولين في المناطق التي تشهد نزاعًا 65%، فيما كانت نسبة المقتولين خارج مناطق النزاع 11%

وفيما يتعلق بالصحفيات اللاتي قتلن في مناطق النزاع، وثق التقرير مقتل الأفغانيات الثلاث مريم إبراهيمي، مهري عزيزي، وزينب ميرزائي، اللواتي يعملن في قناة "تولو" الخاصة، بعد استهداف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة للحافلة التي كانت تقلهن وسط العاصمة "كابول"، إضافة لمراسلة صحيفة "إل سول دي أوريزابا"، المكسيكية أنابيل فلوريس سالازار، على يد عصابات المخدرات، وأخيرًا مقدمة البرامج في الإذاعة التابعة للحكومة الصومالية، سغال سلد عثمان، عندما أطلق مسلحون مجهولون النار، يرجح أنهم يتبعون لـ"حركة الشباب الصومالية" المتشددة، أمام جامعتها.

اقرأ/ي أيضًا: من قتل جوليو ريجيني؟.. سؤال و7 إجابات

وتصدرت سوريا ترتيب البلدان الأكثر فتكًا بالصحفيين، إذ قتل فيها خلال العام الجاري 19 صحفيًا، معظمهم قضوا في القصف العنيف الذي استهدف مناطق سيطرة المعارضة، بينها الشطر الشرقي المحاصر في مدينة حلب، كما سجل مقتل عشرة صحفيين في أفغانستان، غالبيتهم بعمليات مدبرة من "حركة طالبان" المتشددة.

كذلك قتل تسعة صحفيين في المكسيك، عبر عمليات انتقامية نفذتها عصابات المخدرات، بينها عصابة "لوس زيتاس"، الناشطة في ولايات الشمال الشرقي وخليج المكسيك، ضد الصحفيين الذين ينشرون تحقيقات حول الجريمة المنظمة، وسجل العراق مقتل سبعة صحفيين خلال تغطيتهم للمعارك ضد "داعش"، ومقتل خمسة صحفيين في اليمن "إما على أيدي المتمردين الشيعيين أو جراء قصف التحالف العربي".

واللافت في التقرير الذي أصدرته "مراسلون بلا حدود"، أنه يأتي بالتزامن مع الانتقادات التي وجهت للنظام السوري، بعد طرده لمراسلة الإذاعة الوطنية السويدية، سيسيليا أودين، بحجة نشرها لـ"معلومات كاذبة" عن المعارك الدائرة في الشطر الشرقي لمدينة حلب، والتي سجلت فيها عديد الانتهاكات المرتكبة بحق المدنيين، بينها تأكيد الأمم المتحدة مقتل 82 مدنيًا على الأقل، داخل منازلهم رميًا بالرصاص، عندما اقتحمت قوات النظام والميليشيات الأجنبية الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة.

وكانت أودين أكدت في وقت سابق، بعد خروجها من سوريا، نتيجة سحب تأشيرة السفر خاصتها، وطلب النظام منها مغادرة الأراضي السورية بأسرع وقت، أنها احتجزت داخل غرفتها في الفندق، وتم التضييق عليها، بعد أن شوهدت تجري لقاءات مع المدنيين الفارين من الشطر الشرقي في حلب، تثبت قيام قوات النظام والميليشيات الأجنبية، بانتهاكات وعمليات انتقامية ضدهم.

ودعت مديرة مكتب الشرق الأوسط لـ"مراسلون بلا حدود"، ألكسندرا الخازن، منتصف الشهر الجاري "الحكومة السورية وجميع أطراف النزاع إلى بذل قصارى الجهود لحماية الصحفيين والمتعاونين الإعلاميين في سوريا، ولا سيما أولئك الذين لا يزالون في حلب الشرقية أو الراغبين في مغادرتها"، مؤكدة أن "سوريا هي البلد الأكثر خطورة على الصحفيين"، وسجل في سوريا وحدها منذ عام 2011، بحسب المنظمة عينها، مقتل 62 صحفيًا محترفًا على الأقل، و152 مواطنًا صحفيًا، ومتعاونًا إعلاميًا.

اقرأ/ي أيضًا:

"سراج".. أول وحدة تحقيقات استقصائية سورية

تأكد.. أول منصة سورية لتصحيح الأخبار المغلوطة